عودة فالفيردي إلى الليغا: من شُهرة بلباو إلى تجربة برشلونة

عودة فالفيردي إلى الليغا: من شُهرة بلباو إلى تجربة برشلونة

25 يونيو 2022
عودة فالفيردي ستكون مُميزة للدوري الإسباني (Getty)
+ الخط -

يبدو أن عودة المدرب، إرنستو فالفيردي، إلى بطولة الدوري الإسباني باتت قريبة جداً عبر بوابة فريق أتلتيك بلباو، النادي الذي سجل فيه المدرب حضوره القوي ولفت الأنظار، وأمسى بعد ذلك مدرباً لبرشلونة في فترة شهدت نجاحا كبيرا في البداية ثم سقوطا مُدويا سجله التاريخ على أنه أسوأ ما عاشه النادي الكتالوني في البطولات المحلية والأوروبية.

أتلتيك بلباو وأولمبياكوس: البداية والشهرة

في عام 2002، قرر فريق أتلتيك بلباو التعاقد مع إرنستو فالفيردي، وكانت هذه الحقبة الأولى للمدرب مع النادي الباسكي والتي استمرت حتى عام 2005، وطبعاً كانت بداية مسيرته التدريبية في الملاعب الإسبانية ولم تشهد النجاح الكبير حينها، خصوصاً أن نسبة الانتصارات لم تتخطَ الـ 50% فقط. وفي عام 2006، قرر فالفيردي الانتقال إلى تجربة ثانية جديدة ليُوقع مع فريق إسبانيول ويستمر معه حتى عام 2008، وحقق أول إنجاز لافت في مسيرته التدريبية، عندما نجح في قيادة الفريق الكتالوني إلى المباراة النهائية لبطولة الدوري الأوروبي نسخة موسم 2006-2007، والذي خسره ضد فريق إشبيلية بركلات الترجيح (3 – 1)، بعد التعادل في الوقت الأصلي من المواجهة (2 – 2).

ولكن في عام 2008، خرج فالفيردي من إسبانيا لأول مرة وقرر قيادة فريق أولمبياكوس اليوناني وتمكن هناك من تحقيق النجاح وحصد الألقاب، مع الإشارة إلى أنه قاد الفريق على فترتين (2008-2009 و2010-2012)، وتخطت نسبة الانتصارات لأول مرة حاجز الـ 70%.

ففي الحقبة الأولى فرض فالفيردي نفسه كواحد من المدربين الإسبان المُميزين، إذ حقق لقب الدوري اليوناني ولقب الكأس (الثنائية المحلية)، وفي الحقبة الثانية حقق لقب الدوري مرتين متتاليتين (موسم 2010-2011 و2011-2012، كما حقق لقب كأس اليونان موسم 2011-2012).

وبين الفترتين خاض فالفيردي تجربة مع فريق فياريال الإسباني لموسم واحد (2009-2010)، وحقق 13 انتصاراً مع 7 تعادلات و12 خسارة في 32 مباراة ووصلت نسبة الانتصارات إلى 40%. كما خاض تجربة مع فريق فالنسيا لموسم واحد 2012-2013، وحقق 16 فوزاً مع 7 تعادلات و7 خسارات في 30 مباراة، وأنهى الموسم بنسبة انتصارات بلغت 53%.

وفي عام 2013، عاد فالفيردي إلى أتلتيك بلباو مجدداً، وكانت هذه الفترة الذهبية التي برز فيها المدرب كثيراً في منافسات الليغا، ففي هذه الفترة التي استمرت حتى عام 2017، قاد فالفيردي النادي الباسكي في 213 مباراة وحقق 102 فوز مع 45 تعادلاً مقابل 66 خسارة. ورغم تحقيقه لقبا وحيدا هو كأس السوبر الإسباني في عام 2015، إلا أنه طور الفريق كثيراً وجعله عقدة للأندية الكبيرة وبشكل خاص مثل برشلونة وريال مدريد، وأمسى اللعب ضد فريقه في ملعبه لقاء من الأصعب على أرض الملعب بالنسبة للنجوم.

من نجاح كبير إلى سقوط مُدو مع برشلونة

بسبب ما قدمه في الليغا، قرر فريق برشلونة التعاقد معه لكي يكون المدرب الجديد للنادي الكتالوني بين سنوات 2017 و2020، وسجل فالفيردي بداية قوية عبر التتويج بلقب الدوري في موسمين متتاليين (2017-2018 و2018-2019)، وكذلك لقب الكأس موسم 2017-2018 ولقب السوبر الإسباني في عام 2018.

حقق فالفيردي أرقاماً مُميزةً مع برشلونة في أول موسمين وخصوصاً على الصعيد المحلي وسيطر على الألقاب وتفوق على الجميع وخصوصاً ريال مدريد وأتلتيكو، ولكن على الصعيد الأوروبي تعرض النادي الكتالوني لنكسات مُدوية سجلها التاريخ واعتبرها من أسوا ما شهده الفريق خلال تاريخه الكروي.

فالجميع يربط اسم فالفيردي اليوم بالخسائر التاريخية في دوري أبطال أوروبا، وأولها كان السقوط أمام روما في إياب الدور ربع النهائي بثلاثة أهداف نظيفة بعد أن تقدم الفريق ذهاباً (4 – 1) في ملعب كامب نو، وجن جنون جماهير فريق برشلونة حينها بسبب هذه السقطة المُدوية، وذلك لأن برشلونة لطالما كان يتأهل بسهولة عندما يتقدم في الذهاب بفارق ثلاثة أهداف. أما السقطة الثانية المُدوية فهي ما حصل ضد فريق ليفربول الإنكليزي في عام 2018، إذ وبعد أن تقدم برشلونة بثلاثية نظيفة في الذهاب، سقط في الإياب بنتيجة مُدوية بأربعة أهداف نظيفة، وكانت هذه الخسارة التي أنهت هيبة برشلونة بالكامل بعد سنوات ذهبية تفوق فيها النادي الكتالوني على الجميع.

بعد هذه النتائج القاسية أوروبياً شهدت حقبة المدرب فالفيردي انحدارا كبيرا وبدأت النتائج بالتراجع وصولاً إلى إقالة المدرب في بداية عام 2020، خصوصاً بعد تواضع المستوى الفني للفريق وتراجع أداء النجوم، رغم أن جميع اللاعبين غضبوا جداً من مغادرة فالفيردي وخصوصاً النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي.

واتهمت الجماهير فالفيردي بعد رحيله بأنه كان السبب فيما حصل مع برشلونة وخصوصاً في منافسات دوري أبطال أوروبا، واتهمت المدرب بأنه تساهل كثيراً مع اللاعبين خصوصاً على الصعيد البدني، لأن اللاعبين ظهروا بمستوى متواضع وفشلوا في مجاراة قوة المنافسين على الصعيد القاري، وتجربة ليفربول في أنفيلد وتجربة السقوط أمام بايرن (8 – 2)، أكبر دليل على أن فترة التساهل في التعامل مع الفريق تحت قيادة فالفيردي تسببت في السقوط المُدوي، الذي ما زال برشلونة لم يتعافَ منه حتى اليوم.

واليوم مع اقتراب عودة فالفيردي إلى منافسات الليغا، ستكون جماهير الدوري الإسباني سعيدة جداً بسبب عودة واحد من المدربين الذين تميزوا مع فريقي أتلتيك بلباو برشلونة، وعليه فإن العيون ستكون عليه بقوة في موسم 2022-2023.

المساهمون