عكر العبيدي... رحلة لاجئ عراقي من واقع مأساوي إلى حلم أولمبياد طوكيو

عكر العبيدي... رحلة لاجئ عراقي من واقع مأساوي إلى حلم أولمبياد طوكيو

18 يوليو 2021
عكر العبيدي مصارع عراقي لاجئ في النمسا (Getty)
+ الخط -

عندما بدأ عكر العبيدي، المصارعة لأول مرة وهو في السادسة من عمره، لم تكن لديه أدنى فكرة أن هذه الرياضة في يوم من الأيام ستكون تذكرته إلى حياة جديدة.

وتنافس الشاب العراقي في بداية الأمر من أجل المتعة، وأظهر إمكانات هائلة، حيث بدأ العبيدي الفوز في بطولات الناشئين، ليجذب انتباه الدول الأخرى التي أرادت تجنيسه، ولكن عندما بلغ سن الـ14 عامًا توقفت المتعة فجأة، بعد استيلاء (داعش) على مدينته الموصل.

وبعد أن بدأ (داعش) في تجنيد الفتيان في سنه تقريبًا، اتخذ قرار الهروب من البلاد. وحول هذا، قال العبيدي، خلال حوار مع موقع الأولمبياد: "لم أكن أرغب في المغادرة، لكن كان عليّ أن أفعل ذلك، لقد كانت تجربة مخيفة للغاية. لم أكن أعرف إلى أين سأذهب أو إلى أين سينتهي بي المطاف. كنت خائفا من وضع عائلتي في الحرب. كان علي أن أعتني بنفسي. كان الوضع برمته صعبًا جدًا من الناحية النفسية".

وسلّط موقع الأولمبياد، الضوء على العبيدي، الذي اتجه إلى أوروبا، وانتهى به المطاف في النمسا، حيث مُنح حق اللجوء، وتابع: "لم تكن خطتي هي القدوم إلى النمسا التي لم أسمع بها من قبل". وبعد وصوله، التحق بمدرسة متوسطة، حيث تعلّم أساسيات اللغة الألمانية، لكن بدون وجود عائلة لإرشاده، كافح العبيدي في البداية لبناء حياة جديدة لنفسه.

وأضاف العبيدي: "هناك أشياء صعبة في كونك لاجئا. ملء الاستمارات والتأشيرات، والذهاب إلى الحكومة لإثبات أنه يمكنك البقاء في البلد، كل هذا صعب، خاصة عندما لا تكون بلغتك الأم". وواصل حديثه بالقول "موهبتي فتحت لي الكثير من الأبواب وكوّنت الكثير من الأصدقاء في المصارعة".

وبحثًا عن السعادة، عاد العبيدي إلى بساط المصارعة، واكتشف أنه لا يزال يتطور في هذه البيئة المألوفة، حيث واصل المصارع التدريب عندما لم يكن لديه عمل في طلاء المنازل.

 وبعد عامين، أقنعه المدرب بينيديكت إرنست، بالانتقال إلى بلدة إنزينغ الجبلية الصغيرة لمواصلة التدريب، حيث نظم شقة ليعيش فيها طالبه، الذي سرعان ما جذبت موهبته الأندية المحلية.

وقال العبيدي، في الحوار ذاته: "أنا أحب النمسا، فهي بلد جميل للغاية. الطعام رائع، وأنا أحب الجبال. أشعر كأني في موطني الآن. لقد ساعدني الانخراط في الرياضة وكوني رياضيًا على الاستقرار. فتحت موهبتي الكثير من الأبواب أمامي وكوّنت الكثير من الأصدقاء في المصارعة".

حلم أولمبياد طوكيو

بعد بعض العروض الرائعة على الساحة الدولية للناشئين، قام العبيدي برسم الحلقات الأولمبية الخمس على أحد جدران منزله، ليتذكر طموحه كل يوم، المتمثل في المنافسة في أولمبياد طوكيو 2020.

وفي عام 2019، خطا حلمه خطوة كبيرة نحو أن يصبح حقيقة واقعة، حيث حصل على منحة الرياضيين اللاجئين من اللجنة الأولمبية الدولية، مما يعني أنه سيستفيد من التمويل الإضافي ودعم التدريب في سعيه للمنافسة في الألعاب الأولمبية.

المساهمون