روسيا وأولمبياد طوكيو... قضية التنشيط مستمرة

روسيا وأولمبياد طوكيو... قضية التنشيط مستمرة

18 يوليو 2021
لن يتمكن الرياضيون الروس من رفع علم بلادهم في أولمبياد طوكيو (Getty)
+ الخط -

ابتعدت روسيا عن المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقبلة بالعاصمة اليابانية طوكيو، بعد قرار استبعادها بشكل رسمي نتيجة فضيحة التنشيط المؤسساتي، التي ستجعل سمعتها في المسابقة الدولية ملطخة لفترة طويلة للغاية.

وجاء ابتعاد روسيا عن أولمبياد طوكيو، بعدما أصدرت محكمة التحكيم الرياضية "كاس"، في شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2020، حُكمها باستبعادها لمدة عامين عن أي مسابقة دولية كُبرى، ما جعل الرياضيين الروس يشاركون تحت راية محايدة.

وبالإضافة إلى قرار محكمة التحكيم الرياضية، قامت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات "وادا" بفرض عقوبات على روسيا، لأنها تعتقد بتلاعبها في بيانات مختبرها لمكافحة المنشطات، من أجل التستر على الاختبارات الموجبة، لمدة 4 سنوات، فيما دعت الكثير من الأصوات إلى طرد الرياضيين الروس.

وأعرب رئيس اللجنة الأولمبية الروسية ستانيسلاف بوزدينياكوف عن أسفه فقط لأن العقوبة تنطبق أيضاً على الرئيس فلاديمير بوتين، الذي لم يتحدث نهائياً عن القضية، أثناء حديثه لجميع الرياضيين الذين سيذهبون إلى أولمبياد طوكيو، فيما صمتت وسائل الإعلام والمسؤولين في موسكو عن كل ما جرى.

صحيح أن روسيا لن تشارك في أولمبياد طوكيو، لكن هناك 335 رياضياً روسياً سيكونون منافسين تحت اسم اللجنة الأولمبية الروسية، لكن من دون استخدام اسمها، الأمر الذي يجعله أكبر الوفود المشاركة في اليابان.

ونجحت اللجنة الأولمبية الروسية في استبدال النشيد الوطني بمقطع للملحن الروسي الشهير بيوتر تشايكوفسكي، وجعل ملابس الرياضيين الرسمية تأخذ ألوان العلم الوطني. كل ذلك بموافقة اللجنة الأولمبية الدولية التي لم تستطع الاستغناء عن بلد مهم مالياً ورياضياً.

بدورها، تحاول روسيا تقديم ضمانات بالاحترام، بعدما تم إصلاح وكالة مكافحة المنشطات (روسادا) التي كانت في قلب الفضيحة، وباتت مستقلة، فيما تم إنشاء هياكل لتدريب المدربين والمديرين الرياضيين للمستقبل.

ومع ذلك، فإن عواقب هذه القضية، التي بدأت مع الكشف في عام 2015 عن المنشطات المؤسساتية التي شملت كبار المسؤولين والعملاء السريين وقوارير البول المتلاعب بنتائجها، ستكون دائمة، بعدما طاولت التهم البطل الأولمبي في الوثب العالي عام 2008 آندري سيلنوف، والبطلة الأولمبية عام 2012 في سباق 400 متر حواجز ناتاليا إنتيوخ، ووصيفة بطلة العالم عام 2007 في سباق 1500 متر ييلينا سوبوليفا ورامية المطرقة أوكسانا كوندراتييفا.

بدوره، قال الباحث في مركز علم الاجتماع الأساسي في موسكو أوليغ كيلديوتشوف: "دوائر السلطة تحاول فقط تقليل الضرر الذي سببته الفضيحة"، مضيفاً "لقد تم تدمير الهيبة العامة للرياضة الروسية وفقد هذا النفوذ برمته مصداقية على المدى الطويل". وتابع أن الثقة بين بوتين والمسؤولين الرياضيين الدوليين، الذين كان باب الكرملين مفتوحا أمامهم منذ فترة طويلة، تحطّمت، وانتهى الوقت الذي كانت فيه روسيا مرشحة في جميع الاتجاهات لتنظيم الأحداث الرياضية.

المساهمون