روبيرتو مانتشيني... مدرب غيّر مفاهيم كرة القدم في إيطاليا

روبيرتو مانتشيني... مدرب غيّر مفاهيم كرة القدم في إيطاليا لبلوغ القمة

07 يوليو 2021
هل يُتوج مانتشيني بلقب "يورو 2020" (Getty)
+ الخط -

نجح المنتخب الإيطالي في بلوغ نهائي بطولة "يورو 2020"، متجاوزاً المرشح الأبرز إسبانيا عبر ركلات الترجيح، ويحمل هذا النجاح الكثير من المعاني للمشجعين، بعد أن وضع المدير الفني، روبيرتو مانتشيني، لمسته الخاصة التي غيرت مفاهيم كرة القدم لدى الإيطاليين.

وبالعودة لشريط مباريات المنتخب الإيطالي قبل ثلاثة سنوات وبالتحديد الفشل في التأهل لنهائيات كأس العالم 2018، ظهر "الأزوري" بمستوى كارثي لا يرقى لتاريخه وسمعته، لكنه كان الانطلاقة نحو تحقيق سلسلة نتائج إيجابية هائلة، جعلت إنسيني وزملاءه يبلغون نهائي "اليورو".

وتولى مانتشيني المسؤولية بعد خلافته المدرب، جيانبييرو فينتورا، إذ وظف تجاربه مع فريق إنتر ميلان ومانشستر سيتي لتطوير منتخب يمتلك من الموهبة والطموح الكثير، كما ركز على الطاقات الشابة التي كانت تنتظر شرف تمثيل إيطاليا منذ وقت طويل.

ولم تتأخر نتائج عمل المدرب الإيطالي في الظهور، إذ لم ينهزم المنتخب العنيد في 33 مباراة كاملة، وهو رقم هائل رغم المواجهات القوية التي خاضها ضد منافسين عالميين، على غرار بلجيكا، متصدرة ترتيب "فيفا" والمنتخب الإسباني الذي قدم مباراة مُميزة.

وخالف مانتشيني آراء المحللين الذين توقعوا أن تخرج إيطاليا باكراً في المنافسة الأوروبية، لتواجد مرشحين أقوياء على غرار ألمانيا وفرنسا والبرتغال، إضافة إلى نقص خبرة أغلب اللاعبين الذين لم يسبق لهم أن شاركوا في منافسة من هذا المستوى.

ونجح روبيرتو في تغيير مفاهيم كرة القدم عند الإيطاليين، بعد أن اشتهروا بطريقتهم الدفاعية عبر خطة "الكاتيناتشو"، إذ رفع أداء المهاجمين بشكل لافت للانتباه، فبلغ معدل التسجيل لديهم 2.5 هدف بكل مباراة.

وتصدر المدرب الإيطالي قمة هرم المدربين الإيطاليين، متفوقاً على الأسطورتين آريغو ساكي ومارتشيلو ليبي، بتأكيد الإحصائيات التي جعلته يدخل تاريخ التدريب ببلده، إذ لم يسبق لأي مدرب قبله، أن سجل معدل انتصارات مماثلاً لما يحققه منذ سنة 2018.

ولم يخسر المنتخب الإيطالي بقيادة مانتشيني سوى في مباراتين من أصل 37 مباراة أشرف عليها، مما جعل الأرقام في صالحه، فضلاً عن طريقة اللعب التي جعلت متابعي إيطاليا يستمتعون بها.

وتفصل مانتشيني وإيطاليا خطوة واحدة فقط عن تحقيق الحلم، والظفر بلقب بطولة "يورو 2020"، يُنسي المشجعين الأزمة الصحية الحادة التي ضربت بلدهم، وعدد الوفيات الهائل الذي سجلوه بفقدان أقاربهم وأصدقائهم، وربما يتحول حزنهم الطويل إلى سعادة بفضل كرة القدم.

المساهمون