دي بروين.. رواية عصامي حارب الصعاب من أجل النجومية

دي بروين.. رواية عصامي حارب الصعاب من أجل النجومية

29 مايو 2021
عاش دي بروين لحظات صعبة في مسيرته الاحترافية (Getty)
+ الخط -

لا يصل النجم في عالم كرة القدم إلى أفضل الأندية العالمية، والأضواء والشهرة وُحب الجماهير له، دون المرور بمطبات صعبة في حياته، سواء كانت بالحالة المادية لعائلته، أو معاناته الكبيرة في طفولته، من أجل تحقيق حُلمه، وهذا ما حدث مع البلجيكي، كيفن دي بروين، قائد خط وسط مانشستر سيتي الإنكليزي.

وتعلق كيفن دي بروين بكرة القدم، وألح كثيراً على عائلته، من أجل جعله ينضم لإحدى أكاديميات الكرة في بلجيكا، لكنه تعرض لصدمة كبيرة، عندما علم بأنه سيرحل عن بيته ويسافر، ويلتحق بنادي جينك، عندما بلغ من العمر 14 عاماً.

وشعر دي بروين بالغُربة مع نادي جنك، لأنه كان مراهقاً خجولاً للغاية، ولا يستطيع التفاعل كثيراً مع أقرانه، وبخاصة أن والده وضعه في مدرسة داخلية، حتى يُكمل تعليمه، لكنه أحس بالمفاجأة، عندما علم بأنه سينام في غرفة مشتركة مع الجميع.

وفي سنته الثانية في مدرسته الداخلية، قررت عائلة دي بروين إنهاء معاناة نجلها، بعدما وجدت عائلة مضيفة، من أجل أن يعيش معها وترعاه، لكن الأمور سارت بشكل سيئ للغاية، بعدما شاهد والديه يبكيان، لأن العائلة المضيفة رفضت ابنهما، بسبب مشكلته المعقلة بالتواصل مع أقرانه، وأنه يفضّل البقاء وحيداً.

ولم يستسلم كيفن دي بروين، بل وجه رسالة مباشرة لوالديه، بأنه مراهق هادئ وخجول، عكس جميع أقرانه، وحثهما على مواصلة البحث عن عائلة تستضيفه، كي يحقق حلمه بلعب كرة القدم، لتجد والدته عائلة وافقت على رعايته، وحققت جميع ما يريده، حتى يكمل تعليمه في المدرسة.

وتكيف دي بروين مع نظام المدرسة الداخلية، التي كان يبدأ يومه فيها من الساعة السادسة صباحاً، وينتهي في الثامنة مساءً، ولديه وقت فراغ لمدة ساعة فقط، لأن عليه بعدها الخلود إلى النوم، لكنه واجه مشكلة في الطعام. لذلك سمحت له الإدارة بتناوله في علب مخصصة لذلك.

ويعتبر دي بروين سنواته مع نادي جينك الأكثر عزلة في مسيرته الاحترافية، لأنه ابتعد عن عائلته لسنوات، لكنه تمسك وتعلق بحلمه، وبعصاميته استطاع جني ثمار النجاح، بعد أن أصبح أحد الأعمدة الأساسية للفريق، وخاض معه 97 مباراة في المسابقات المحلية، سجل فيها 16 هدفاً، ما جعله محط أنظار تشلسي، الذي ضمه في عام 2012.

 

ولم يعتمد الجهاز الفني لنادي تشلسي على خدمات دي بروين، ليقوم بإعارته إلى فيردر بريمن الألماني، الذي صقل موهبته الفنية، بعد أن خاض 33 مباراة سجل فيها 10 أهداف في موسم 2012 /2013، ليرحل بعدها مباشرة إلى فولفسبورغ.

ومع فولفسبورغ، تمكن البلجيكي كيفن دي بروين من لفت الأنظار إليه وبقوة، بعدما نال جائزة أفضل لاعب في الدوري الألماني لكرة القدم، نتيجة مشاركته في 52 مواجهة بجميع البطولات، أحرز فيها 13 هدفاً، لتسارع إدارة مانشستر سيتي إلى التعاقد معه مقابل 75 مليون يورو.

وقاد كيفن دي بروين نادي مانشستر سيتي إلى تحقيق 10 ألقاب، منذ انضمامه إليهم في سوق الانتقالات الصيفية عام 2015، بعد أن فرض نفسه على تشكيلة المدرب الإسباني بيب غوارديولا، بفضل شخصيته القوية التي اكتسبها من طفولته الصعبة.

لكن مفاجآت النجم العصامي لم تنته، بعدما اعتمد على نفسه، وقرر الاستغناء عن وكيل أعماله، وفاوض إدارة مانشستر سيتي على عقده الجديد، الذي سينتهي في عام 2025، ما يجعل قصة كين بروين تعطي الدروس، لمن يريد أن يصبح لاعباً كبيراً في عالم "الساحرة المستديرة".

المساهمون