ثنائيات صنعت التاريخ في مصر... "الدويتو" الهجومي

ثنائيات صنعت التاريخ في مصر... "الدويتو" الهجومي

25 فبراير 2021
محمد صلاح وعبد الله السعيد ثنائي الجيل الحالي (Getty)
+ الخط -

الدويتو الرهيب واحد من أهم عناوين كرة القدم المصرية تاريخياً. لاعب يصنع، وآخر يسجل، ليكتبا في النهاية انتصار فريق أو منتخب بلد ويقودانه إلى صناعة المجد وكتابة أسمَيهما بين أفضل اللاعبين على مدار مسيرة هذه اللعبة.

الدويتو في الكرة المصرية ليس ظاهرة وليدة اللحظة، بل واقع حقيقي وملموس منذ عقود طويلة، وخاصة في مسيرة المنتخب المصري الأول أو قطبي الكرة، ناديي الأهلي والزمالك، الأكثر حصولاً على الألقاب المحلية والأفريقية.

في المنتخب المصري، أو رحلة الفراعنة، عاشت الكرة المصرية الدويتو المرعب في الهجوم، صنع وسجل الكثير من الأهداف، ومن أشهرها في آخر 30 عاماً دويتو حسام حسن وأحمد الكاس، ثم دويتو حسام حسن وحازم إمام، ولهما جملة شهيرة في كأس الأمم الأفريقية - 1998 رددها المعلق أحمد شوبير: "حازم وحسام حازم وحسام حازم والجون"، في إشارة إلى هدف تاريخي سجله حسام حسن بعد تمريرة بالكعب من جانب حازم دون أن يرى زميله، ليسجل الأخير هدفاً في مرمى بوركينا فاسو، ويقود المنتخب المصري إلى بلوغ نهائي البطولة، ثم إحراز اللقب القاري الكبير.

في مرحلة لاحقة لم تتوقف الكرة المصرية عن إنجاب الثنائيات الكبيرة والمهاجمين المميزين، إذ ظهر عمرو زكي وعماد متعب، أخطر دويتو هجومي مع منتخب الفراعنة، وكان الأفضل في القارة الأفريقية بين عامي 2004 و2010، وسجلا معاً أكثر من 60 هدفاً دولياً بالقميص المصري، وأسهما في فوز مصر ببطولة أمم أفريقيا مرتين متتاليتين تحت قيادة المدرب القدير والمخضرم حسن شحاتة في عامي 2006 و2008، وسحبا البساط من النجم الكبير وقتها أحمد حسام ميدو، الذي كان يلعب محترفاً في أكبر أندية أوروبا، ونُصِّب نجماً وحيداً في هجوم المنتخب المصري، حتى ظهر زكي ومتعب اللذان أبديا تفاهماً مميزاً وغير اعتيادي.

وفي الجيل الحالي يدور دويتو آخر، هو دويتو عبد الله السعيد ومحمد صلاح، الذي صنعه هيكتور كوبر، المدير الفني للمنتخب المصري في عام 2016، وظل تأثيره ممتداً إلى الآن. ويمتاز الدويتو بصناعة الفرص من جانب السعيد إلى صلاح الذي يملك حلول التسجيل، وأطلق على المنتخب المصري بفضل هذا الدويتو المرعب "منتخب باصي لصلاح"، بعد إرساء السعيد قاعدة مهمة للاعبي المنتخب المصري في طريقة هيكتور كوبر، تتمثل بضرورة التمرير السريع لصلاح لاستغلال المساحات في دفاعات المنافسين والتسجيل في الشباك.

وخارج دائرة المنتخب المصري، ظهرت في النادي الأهلي دويتوهات تاريخية لا تُنسى، لعلّ أبرزها دويتو السبعينيات حتى منتصف الثمانينيات، أطلق عليه لقب "المجري وبيبو"، الذي جمع مصطفى عبده بكراته العرضية الجميلة ومحمود الخطيب بمهاراته الفردية وقدرته على تسجيل الأهداف بسهولة وبطريقة رائعة. ونجح هذا الدويتو في كتابة تاريخ ذهبي للأهلي، وأسهم في حصول الشياطين الحمر على 5 بطولات أفريقية وضعت في السطر الأول، إلى جانب الفوز بأكثر من 15 بطولة دوري وكأس محلية.

ولمع دويتو آخر مرعب يشبه دويتو الخطيب وعبده، ولكن بعد اعتزالهما بأكثر من 25 عاماً، وهو ثنائي لا يقلّ شهرة ونضجاً وتأثيراً، وجمع بين الأسطورتين محمد أبو تريكة ومحمد بركات، نجمي أفضل جيل ذهبي في تاريخ النادي الأهلي بالألفية الثالثة، وقد تميزا بالتفاهم الشديد والقدرة على تخطي أي دفاع أمامهما، وقادا الأهلي إلى الفوز بأكثر من 20 بطولة في 10 سنوات، وأسهما معاً في الفوز برقم قياسي من مرات عدد التتويج بدوري أبطال أفريقيا (5 مرات) بين عامي 2005 و2013 بخلاف الفوز بالسوبر الأفريقي وبطولة الدوري المصري وكأس مصر والسوبر.

وبدأت رحلة أبو تريكة وبركات معاً في عام 2004، وانتهت رحلتهما معاً كذلك عام 2013 باعتزال بركات في الصيف، ثم أبو تريكة في الشتاء.

ومن الدويتوهات الشهيرة في كرة القدم الزملكاوية أيضاً في فترة السبعينيات ومطلع الثمانينيات في خط الوسط "دويتو فاروق جعفر وحسن شحاتة"، أشهر من لعب الكرة في جيل المعلمين.

وتميز جعفر وشحاتة بالتفاهم الشديد، خاصة في بناء الهجمات وتسجيل الأهداف، وكانت لهما جملة شهيرة هي التمرير الطولي من جعفر لشحاتة دون أن يراه في عمق الدفاع، ليسجل الأخير، وهو أمر تكتيكي من جراء التفاهم الشديد بينهما في أرض الملعب.

وظهر دويتو آخر في الألفية الثالثة جمع حازم إمام وحسام حسن على هامش تألقهما مع المنتخب المصري، وتحديداً اعتباراً من عام 2001 إلى عام 2004، وهي الفترة الذهبية في تاريخ الزمالك التي قاد فيها حسام وحازم معاً كقوة كبرى في الهجوم والوسط الفريق إلى الفوز ببطولة الدوري الممتاز 3 مرات، بخلاف الفوز بدوري أبطال أفريقيا وكأس السوبر الأفريقي وكأس الأندية العربية، وكانت المعادلة بسيطة: حازم يصنع، وحسام حسن يسجل.

وظهر دويتو خارج دائرة الأهلي والزمالك، وتحديداً في نادي الترسانة في الستينيات والنصف الأول من السبعينيات لأكبر نجمين في الهجوم وعضوي نادي الـ 100 هدف في الدوري، وهو دويتو مصطفى رياض وحسن الشاذلي، اللذين صنعا للترسانة تاريخه الحقيقي في كرة القدم، وسجلا أكثر من 250 هدفاً في الدوري، وأسهما في حصول الترسانة على لقب البطل في عام 1963، وهي أول وآخر بطولة دوري يحققها الشواكيش.

كذلك لمع في الإسماعيلي دويتو في النصف الثاني من الستينيات جمع بين شحتة، لاعب الوسط المهاجم والعقل المفكر، وعلي أبو جريشة رأس الحربة الهداف، ونجح الثنائي المتفاهم بشدة في أرض الملعب في كتابة حدث استثنائي في الكرة المصرية، فهما قادا الإسماعيلي إلى إحراز أول لقب بطل دوري له كلاعبين في موسم 1966-1967، ثم كررا السيناريو، ولكن من موقع مختلف: "شحتة مدير فني وأبو جريشة مساعد له"، وقادا الدراويش إلى الفوز بثاني لقب بطل دوري له في عام 1991 عبر جيل مغمور من اللاعبين، جرى التعاقد معهم قبل بداية الموسم.

المساهمون