تيانا بارتوليتا.. قصة كفاح نجمة أولمبياد 2016

تيانا بارتوليتا.. قصة كفاح نجمة أولمبياد 2016

19 يوليو 2021
تريد تيانا بارتوليتا استعادة أمجاد 2016 في أولمبياد طوكيو (Getty)
+ الخط -

"خذ خطوة كبيرة إلى الوراء" هي العبارة التي ظلت ترددها النجمة الأميركية تيانا بارتوليتا صاحبة الـ(35 عاما) الآن، بشكل متكرر، قبل فوزها بالميدالية الذهبية الأولمبية في رياضة الوثب الطويل بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية عام 2016.

واستطاعت تيانا بارتوليتا الوثب لمسافة 7.17 أمتار، وهو أفضل رقم شخصي لها، ما جعلها تظفر بالميدالية الذهبية، بعد تعب طويل في رحلتها بعالم ألعاب القوى، عانت فيه من الآلام الجسدية بسبب التدريبات المكثفة، لكنها في النهاية حققت حُلمها.

كانت تيانا بارتوليتا طفلة متواضعة من إليريا في ولاية أوهايو الأميركية، ونشأت في عائلة تُحب الرياضة، فوالدها مُلاكم، وسبق له لعب كرة السلة وكرة الطائرة، بالإضافة إلى الجري، فيما عملت والدتها مصصمة للرقصات، وكانت تحب رياضة المشي السريع.

لكن تيانا بارتوليتا أرادت إكمال تعليمها، وقام والدها بتشجيعها على ذلك، وحصلت على الشهادة الجامعية من خلال منحة دراسية حصلت عليها عبر حُبها لرياضة الوثب الطويل، التي فتحت لها طريق المجد، على حد وصفها لشبكة "بي بي سي" البريطانية.

وخاضت تيانا بارتوليتا أول بطولة دولية لها في هلسنكي، وحققت رقماً رائعاً، بعدما قفزت 6.83 أمتار في التصفيات، وتفوقت على جميع منافسيها، الأمر الذي جعل مدربها يغير مسيرتها الاحترافية، عندما قال لها: لن تتغير حياتك إلا إن أردت فعل ذلك بنفسك".

وبعد جملة مدربها، أدركت بارتوليتا أنه يجب عليها أن تصل إلى منصة التتويج، واحتلت المركز الرابع في أولمبياد لندن 2012، لكنها في دورة ريو دي جانيرو فاجأت الجميع، عندما كشفت أنها أخطأت عمداً في قفزتها الأولى، لتظهر لمدربها مدى سرعتها في الجري.

وهمس المدرب رايدر في أذنها قبل محاولتها الثانية "اتخذي خطوة كبيرة إلى الوراء"، وظلت تردد الجملة حتى استطاعت الفوز وتحقيق الميدالية الذهبية، وتحولت إلى بطلة أولمبية، وبكت أثناء تتويجها بحرقة، لأنها استطاعت تحقيق حلمها، بعدما أصبحت محترفة في ألعاب القوى.

لكن بعد أولمبياد ريو 2016، انقلبت حياة بارتوليتا، بعد مشاكل كبيرة مع زوجها انتهت بطلاقها في 2017، بالإضافة إلى عدم رغبتها بالتحدث مع والدتها نتيجة الضغوط النفسية التي تعرضت لها، إلا أنا استجمعت قواها، وعادت لرياضتها المفضلة، حتى تبتعد عن مشاكلها الشخصية.

وفي عام 2018، انتهى موسم بارتوليتا مبكراً بعدما تعرضت إلى التواء في كاحلها الأيسر، الذي تسبب بمشاكل كبيرة في عام 2019، لتقرر تبديل إقلاعها في الوثب الطويل إلى قدمها اليمنى، لكنه لم يؤت ثماره.

ولم تتوقف المصائب عند هذا الحد، بعدما تواصلت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات مع تيانا بارتوليتا، وأخبرتها بأن فحوصاتها كشفت عن نقص حاد في الحديد بجسمها، لتقدم لها النصيحة برؤية طبيب على الفور، ليبلغها بأنها تعاني من فقر دم شديد للغاية.

وقد عملت تيانا بارتوليتا مدربةً متطوعةً في جامعة كاليفورنيا، لكنها تهدف الآن إلى الدفاع عن لقبها الأولمبي في دورة ألعاب طوكيو المقبلة، عبر الاستعداد الجيد رغم الإجراءات المفروضة عليها بسبب أزمة فيروس كورونا، فهل ستنجح النجمة الأميركية باستعادة بريق 2016؟

المساهمون