المناري يعترف: باللاعبين الحاليين لا أرى مستقبلاً للمنتخب التونسي

جوهر المناري يعترف :بنوعية اللاعبين الحاليين لا أرى مستقبلاً زاهراً للمنتخب التونسي

19 ديسمبر 2020
المناري خاض العديد من التجارب الاحترافية المميزة (Getty)
+ الخط -

يُعتبر اللاعب السابق جوهر المناري، أحد نجوم كرة القدم التونسية على مرّ التاريخ، بفضل مسيرته الكبيرة. وحلّ اللاعب ضيفاً على "العربي الجديد"، في حوار حصري تحدث خلاله عن سرّ ابتعاده عن المشهد الرياضي في البلاد، ورأيه في الوضع الحالي لمنتخب "نسور قرطاج".

- لنبدأ بسبب ابتعادك عن التدريب والتسيير في تونس وحتى الظهور في وسائل الإعلام؟

فعلاً أنا غادرت تونس منذ 3 سنوات، وأقيم حالياً بألمانيا مع عائلتي، أطفالي يدرسون هنا وأنا بخير وأقيم بشكل جيد وأعمل هنا بعيداً عن الرياضة، وفي بعض الأوقات أزور البلاد أحياناً، إلا أنني اخترت الابتعاد كلياً عن العمل في مختلف المجالات في كرة القدم التونسية، بعد أن كانت لي تجربة سابقة في الجهاز الفني للمنتخب.

- شغلت في عام 2013 منصب مسؤول عن المنتخب الأول، لماذا لم تدم هذه التجربة طويلاً؟

صدقاً لم أشعر بالراحة في هذا المركز، أعتقد أنني قبلت منصباً لا يُلبي طموحي ولا يتماشى مع رغباتي، مررت مع الفريق بفترات إيجابية وأخرى سلبية، وليس من الغريب أن يكون جوهر المناري خارج المنتخب لأن أغلب نجوم اللعبة تعرضوا للإقصاء، وللأسف فإن اتحاد الكرة لا يتعامل إلا مع من يجامله ويسير في صفه، أما من ينتقد بهدف إصلاح وتطوير المنتخب فتغلق في وجهه الأبواب.

- تتحدث عن سياسة إقصاء وتمييز يمارسها الاتحاد التونسي لكرة القدم؟

للأسف هذا واقع كرة القدم التونسية، انظر كيف تم تجميد نشاط نادي هلال الشابة من المنافسات، لا لشيء إلا لأن رئيسه انتقد الاتحاد. الأخير اتخذ هذا القرار بسبب خلافات شخصية بين رئيسه وديع الجريء ورئيس الفريق توفيق المكشر، وكأن الاتحاد هو هيكل سياسي لا رياضي يشتغل بمبدأ المجاملات ولا يقبل أي اعتراض من أي طرف، إنها حقاً كارثة.

- كيف تحكم على أداء منتخب تونس في التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أفريقيا القادمة؟

صحيح أن المنتخب تأهل إلى النهائيات الأفريقية بسهولة، لكن هذا لا يُعد إنجازاً، لقد اعتدنا دائماً على بلوغ هذه المرحلة، المهم بالنسبة لي أن يعاد سيناريو نسخة 2004 ونفوز بالكأس مجدداً، بعد أن حرمتنا الأخطاء التحكيمية من التتويج خلال البطولة الماضية بمصر، لا تعتبر التصفيات مقياساً حقيقياً للحكم على أداء المنتخب.

- ما رأيك في الانتقادات التي يواجهها المدرب منذر الكبير بسبب ضعف أداء المنتخب؟

لا يُمكن تقييم أداء المنتخب في هذه الفترة بسبب ابتعاد أغلب اللاعبين عن النشاط جراء أزمة فيروس كورونا، لقد حصلت انقطاعات في كلّ الدوريات، ما تسبب في تقلّص جاهزية الركائز الأساسية للمنتخب، لكن مأخذي على الجهاز الفني هو إصراره على وجود 4 أو 5 نجوم في التشكيل الأساسي رغم أنهم لا يلعبون بشكل دائم في أنديتهم، أما عن الانتقادات فيتعرّض لها كبار المدربين في العالم مثل مورينيو وغوارديولا وزيدان، وهذا أمر طبيعي في كرة القدم.

 

- هل تقصد هنا يوسف المساكني ووهبي الخزري مثلاً؟

صدقاً لديّ مؤاخذات عديدة على هذا الثنائي، فرغم أن الجميع يدرك حقيقة إمكاناتهما إلا أنه من غير المنطقي أن يشاركا باستمرار مع المنتخب، أفهم تفكير الجهاز الفني بأن اللاعبين يقدران على قلب الموازين في أي لحظة لكن الفترة الأخيرة شهدت تراجعاً ملحوظاً في مردودهما، لقد كان من الأجدر منح الفرصة لبعض اللاعبين الآخرين.

- ألا يمكن تصنيف المساكني والخزري من فئة محمد صلاح ورياض محرز؟

أبداً، لنكن صادقين ولا نغالط الشارع الرياضي في البلاد، منتخب تونس لا يملك نجوماً كباراً على غرار المغرب والجزائر ومصر، على مرّ التاريخ أثبتنا أننا فريق يرتكز أساساً على قوة المجموعة لا المستوى الفردي للاعبين، لا بد للمدرب أن يحسن انتقاء لاعبيه.

- ما الذي يجعل الجهاز الفني يصرّ على هذه الاختيارات؟

أولاً لا بُدّ أن نتفق على كفاءة المدير الفني منذر الكبير، فهو مدرب متميز وله من الخبرة ما يكفي لتدريب المنتخب، لكن أعتقد أنه يتعرض لضغوطات من المسؤولين واللاعبين أنفسهم لتحديد التشكيل الأساسي للمنتخب، لذلك أدعو الاتحاد إلى ترك الحرية التامة للمدرب من أجل العمل في ظروف طيبة بعيداً على الحسابات.

- يبدو أنك لست متفائلاً بمستقبل المنتخب؟

بنوعية اللاعبين الحاليين لا أرى مستقبلاً زاهراً للمنتخب الوطني، أتوقع أننا إذا بلغنا الدور ربع النهائي من بطولة أمم أفريقيا القادمة سيكون ذلك إنجازاً حقيقياً، أتمنى أن تزال عن الفريق كلّ الأشياء الخارجة عن نطاق كرة القدم وأن يغلّب الجهاز الإداري مصلحة المنتخب على أهدافه الشخصية.

- رأيك في تصريحات نبيل معلول الذي أكد أن حاتم الطرابلسي هو أكثر اللاعبين التونسيين نجاحاً في أوروبا؟

 لقد استمعت لهذا التصريح الذي أختلف معه تماماً، صحيحٌ أن حاتم كان لاعباً كبيراً، لكن مسيرته توقفت في سن الـ28، وهذا قليل جداً مقارنة بزميله السابق في أياكس أمستردام زلاتان إبراهيموفيتش، الذي لا يزال إلى اليوم يمارس كرة القدم، ثم إن وصول الطرابلسي إلى ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا مع الفريق الهولندي لا يعتبر كافياً، كي يصنف أفضل محترف في تاريخ تونس، فتقييم اللاعبين يرتكز أساساً على الاستمرار في الاحتراف لسنوات متواصلة لا لفترة قصيرة.

- من هو أفضل لاعب محترف في تاريخ تونس؟

عديد من اللاعبين نجحوا في الدوريات الأوروبية وتركوا بصمة واضحة هناك، وأبرزهم كريم حقي الذي بدأ مسيرته في نادي استراسبورغ الفرنسي في سن الـ20 واعتزل كرة القدم عندما بلغ الـ36، تألق بشكل لافت مع عدة أندية ألمانية، إضافة إلى راضي الجعايدي الذي حقق نجاحاً كبيراً في الدوري الإنكليزي وزبير بية وعادل السليمي وزياد الجزيري وقيس الغضبان وغيرهم من اللاعبين المتميزين.

- كيف تتوقع أن يكون تنظيم قطر للنسخة المقبلة من بطولة العالم 2022؟

لا أحد يشك في قدرة قطر على تنظيم نسخة استثنائية ومتميزة من المونديال، أتابع باستمرار أخبار البطولة وأنا منبهر بروعة الاستادات ومطابقتها المواصفات العالمية، وحتماً ستكون بطولة العالم فخراً لكلّ العرب، وأتمنى أن يكون منتخب تونس حاضراً فيها حتى نستمتع أكثر بالمباريات.

 

دلالات

المساهمون