البصرة زهرة الخليج العربي

البصرة زهرة الخليج العربي

09 يناير 2023
الجماهير العراقية تحضر مباريات كأس الخليج بكثافة (Getty)
+ الخط -

انطلقت النسخة الـ25 من بطولة كأس الخليج، التي تستضيفها مدينة البصرة في العراق في الفترة من 6 إلى 9 يناير/كانون الثاني عام 2023، بمشاركة 8 دول توزعت على مجموعتين، الأولى تضم العراق، السعودية، اليمن، وعمان، أما الثانية فتضم منتخبات الكويت، الإمارات، قطر والبحرين.

وانطلقت النسخة الأولى من كأس الخليج العربي في عام 1970 في البحرين، وشهدت المنافسات تتويج 7 منتخبات بلقب البطولة على الشكل التالي: الكويت الأكثر تتويجاً برصيد 10 ألقاب بين سنتي 1970 و2010، السعودية 3 ألقاب آخرها عام 2014، العراق 3 ألقاب آخرها عام 1988، ومنتخب قطر 3 ألقاب آخرها عام 2014، الإمارات بلقبين آخرها عام 2013، منتخب عمان بلقبين آخرها عام 2018، البحرين بلقب وحيد تحقق في عام 2019.

العراق يستضيف البطولة الخليجية للمرة الثانية بعد نسخة عام 1979، عندما حققت الدولة المضيفة اللقب آنذاك، وأوقفت تفوق منتخب الكويت الذي حصد اللقب 4 مرات توالياً آنذاك. وأكد العراق من خلال تنظيم استضافة البطولة الخليجية، قدرته على احتضان حدث رياضي رغم كل الظروف الصعبة التي يشهدها العراق، وكذلك الحق بالعودة إلى المحافل الكروية الدولية.

خليجي 25 ليست بطولة رياضية، بل هي أعمق من ذلك بكثير تختلط فيها السياسة بالرياضة، فالرياضة تصلح ما أفسدته السياسة، وخصوصاً أن تنظيم العراق أبهر الجميع بغض النظر عن أخطاء تنظيمية وانسحاب الوفد الكويتي برئاسة ممثل أمير دولة الكويت، الشيخ فهد الناصر، من الافتتاح وبيان الدولة المنظمة لتوضيح الموقف وانتهاء الأزمة بعد ذلك، هذا عدا عن الافتتاح الرسمي والحفل المبهر بحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو.

في المقابل، ألقى الحضور الجماهيري الكبير في ملعب "جذع النخلة" والميناء الضوء على التميّز والإبهار في كأس العالم 2022، وأضفى نوعاً من المتعة والحماس والتحدي، وخلق بهجة وفرحاً نحتاج إليهما في عالمنا العربي.

كروياً، أظهرت الجولة الأولى في البطولة قوة الأخضر السعودي رغم المشاركة بالفريق الأولمبي والفوز بهدفين نظيفين على اليمن، حضور العنابي القطري بالصف الثاني مع بعض العناصر الشابة التي شاركت بكأس العالم بانتصار بهدفين نظيفين على الأزرق الكويتي الذي يريد تجاوز العثرات واستعادة الأمجاد.

من ثم برزت قوة الأحمر البحريني حامل اللقب بفوزه (2 – 1) على الأبيض الإماراتي الباحث عن نفسه، والمنتخب العراقي بدعم جماهيره الكبيرة يريد الكأس بأي ثمن رغم التعادل أمام الأحمر العماني الباحث عن إنجاز جديد، على أمل التعويض في الجولة القادمة.

آن للعراق أن يفرح والبصرة خطفت القلوب والأنظار حتى الآن، البصرة زهرة الخليج العربي بتنظيم البطولة الذي من شأنه أن يُعيد للعراق الفرحة تحت شعار "أهلاً بالأشقاء الخليجيين". هي عودة لأحضان الخليج العربي الدافئة. هي بداية تعيد العراق لمكانته المستحقة. العراق بلاد الرافدين مهد الحضارات، الأصالة، العراقة، التاريخ والماضي والحاضر والمستقبل، أهلاً بالبصرة وأهلاً بالعراق.

المساهمون