الإصابات تفرض واقعاً جديداً في الميركاتو الشتوي

الإصابات تفرض واقعاً جديداً في الميركاتو الشتوي

26 ديسمبر 2023
الإصابات تشعل الميركاتو الشتوي (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

تواجه الأندية القوية في الدوريات الأوروبية، أزمة حقيقية بسبب تعرض نجومها إلى إصابات عديدة في المباريات الأخيرة، سيفرض عليها البحث عن خيارات جديدة في الميركاتو الشتوي، من أجل تعويض الغيابات الكثيرة التي طاولتها، إضافة إلى أن البعض منها سيخسر لاعبين بين بطولتي كأس آسيا التي ستقام في قطر، وبطولة أفريقيا التي ستقام في ساحل العاج، مع بداية العام المقبل.

وفرضت الإصابات التي طاولت اللاعبين، على الكثير من الأندية التفكير بجدية في سوق الانتقالات الشتوية، رغم أن البعض منها صرّح قبل أسابيع، بعدم تركيزه على القيام بصفقات في الشتاء، قبل أن تتغير استراتيجيتها وتشرع في البحث عن الخيارات البديلة التي تضمن لها دعم رصيدها البشري وتتفادى الأزمات، ذلك أن العديد من المدربين عبروا صراحة عن رغبتهم في أن يحصلوا على خدمات لاعبين إضافيين في الميركاتو الشتوي.

وعادة ما تصرف أندية الصف الأول الاهتمام عن الميركاتو الشتوي، باستثناء فريق تشلسي الذي يُنفق بسخاء كبير في الشتاء أو الصيف، وهو يعتزم إعادة سيناريو ميركاتو شتاء 2023 عندما تعاقد مع عدد كبير من النجوم بصفقات قياسية، ولكن شتاء 2024 سيكون مختلفاً لا سيما وأن دخول فريق في حجم ريال مدريد الميركاتو الشتوي، يعني رفع قيمة عدد من اللاعبين.

ووجد الريال نفسه في موقف صعب، باعتبار أن الفريق خسر الكثير من لاعبيه في الأسابيع الماضية، وخاصة في الدفاع حيث بات المدرب كارلو أنشيلوتي في موقف صعب للغاية إثر إصابة النمساوي ديفيد ألابا الذي التحق بالبرازيلي إيدير ميليتاو، وبالتالي أصبح مجبراً على التعاقد مع مدافع جديد، حيث تشير عديد المصادر إلى أن المدرب الإيطالي لا يمانع في عودة لاعبه السابق، الفرنسي رافايال فاران، لاعب مانشستر يونايتد الإنكليزي، الذي لا يشارك مع فريقه الحالي باستمرار.

كما أن نادي برشلونة الذي يواجه أزمات مالية منذ عديد الأشهر، وهي تحد من فرص الفريق في النجاح، تورط بعد إصابة لاعبه الشاب غافي الذي انتهى موسمه ولن يعاود الظهور إلا في الموسم القادم، وهو لاعب مؤثر للغاية في خطط المدرب تشافي هيرنانديز، الذي بات يفكر في التعاقد مع لاعب جديد يدعم به وسط ميدانه خاصة وأن الهولدني فرنكي دي يونغ يتعرض إلى الإصابات باستمرار، وبالتالي لا يمكن توقع مدة غيابه في كل فترة عن المباريات الرسمية، ما يجعل المدرب غير قادر على تنويع الخيارات، ويستهدف النادي الكتالوني عديد الأسماء في الميركاتو الشتوي، حتى يساعد مدربه على التعامل مع ضغط المباريات بأفضل طريقة ممكنة، بما أن برشلونة مازال معنياً بسباق التتويج بالدوري الإسباني وكذلك متأهل إلى الدور ثمن نهائي من دوري أبطال أوروبا.

وطالت الإصابات نادي ميلان الإيطالي بشكل كبير للغاية، حيث تجاوزت خسائر الفريق 25 لاعباً منذ بداية الموسم، واضطر مدربه إلى الاعتماد على لاعبين في غير مراكزهم من أجل تعويض النقص الكبير في محور الدفاع بعد أن فقد الفرنسي بيير كالولو وكذلك الدنماركي سيمون كيير، الذي عاد لخوض المباريات منذ أسابيع قليلة، ولكن ميلان تلقى صدمة قوية إثر إصابة لاعبه الإنكليزي فوكايو تيموري، الذي سيغيب عن "الروسونيري" لمدة تقارب الشهرين، ولهذا فإن النادي سيكون مطالباً بضم مدافع جديد أو مدافعين وهو ما يُطالب به مدرب ستيفانو بيولي.

وكان البرتغالي جوزيه مورينيو أول المدربين الذين سارعوا بالتعبير عن رغبتهم في التعاقد مع لاعبين جدد، وخاصة في محور الدفاع، ذلك أن نادي "ذئاب العاصمة" الإيطالية، خسروا خدمات المدافع الإنكليزي كريس سمولينغ الذي لا يشارك مع الفريق منذ بداية الموسم، كما أن المدرب البرتغالي اضطرّ إلى الاعتماد على مدافعه مانشيني في آخر مباريات الكالتشيو رغم أنه لم يتدرب بما أنه تعرض إلى إصابة قوية، وبالتالي يُتوقع أن يضم الفريق في الميركاتو الشتوي مدافعاً أو مدافعين إلى الفريق ليكون قادراً على رفع التحدي، خاصة وأن مستواه تأثر كثيراً بضعف الدفاع منذ بداية الموسم بعد أن قبل الكثير من الأهداف.

وفي الدوري الفرنسي، يُصر المدرب الإسباني لويس إنريكي على التعاقد مع مدافع جديد، ذلك أن الفريق فقد ماركينوس في الكثير من المباريات والمدرب اعتمد على لاعبين من وسط الميدان في المحور، كما تأكد أن الفريق خسر خدمات لاعبه كيمبيبي الذي تأكد أنه لن يعاود الظهور في الموسم الحالي، حيث خضع إلى تدخل جراحي جديد.

ويبدو فريق ليفربول من أكثر الفرق الإنكليزية حرصاً على التعاقد مع لاعبين جدد، حيث فقد الفريق في النصف الأول من الموسم الكثير من النجوم بداعي الإصابات والتي تحتم عليه القيام بصفقات من أجل إيجاد خيارات بديلة في وسط الميدان أساساً وكذلك الدفاع. ويبدو الوضع مختلفاً بالنسبة إلى مانشستر يونايتد الذي توجه إلى سوق الانتقالات الشتوية منذ فترة بعد أن فشل الكثير من لاعبيه في تقديم عروض جيدة، والمدرب الهولندي إيريك تين هاغ يريد "التخلص" منهم، ولكنه أيضا واجه أزمات في المباريات الأخيرة بعد أن ضربت الإصابات الكثير من اللاعبين وخاصة المدافعين مثل هاري ماغواير.

وكان بايرن ميونخ قد فكّر في عقد صفقات جديدة منذ الأشهر الماضية، بعد أن فقد خدمات لاعبه الهولندي ماثيس دي ليخت بإصابة أنهت موسمه، وسيكون النادي البافاري" مجبراً بدوره على التعاقد مع مدافع إضافي، حيث فكّرت إدارة الفريق في استعادة النجم السابق جيروم بواتينغ قبل أن تتراجع عن قرارها والآن سيكون النادي أمام عديد الخيارات حتى يساعد مدربه.

المساهمون