أضاف منتخب إسبانيا لكرة القدم إلى رصيده لقباً جديدا، يدعم به سجله الحافل بأفضل الألقاب، وذلك بحصوله على لقب دوري الأمم الأوروبية للمرة الأولى في تاريخه، عقب انتصاره، الأحد، على المنتخب الكرواتي في روتردام الهولندية بركلات الترجيح.
وكان المنتخب الإسباني قد توج بكأس العالم في مناسبة عام 2010 في جنوب أفريقيا، وتوج ببطولة أوروبا في ثلاث مناسبات: أولى عام 1964 ثم في مرة ثانية في عام 2008 ونسخة ثالثة في عام 2012، وبالتالي فقد توج بأهم الألقاب الدولية، ويُثبت أنه من المنتخبات العملاقة.
وعوّض منتخب "لاروخا" فشله في النسخة السابقة من المسابقة التي بعثها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم من أجل تقليص عدد المباريات الدولية، حيث فشل في عام 2022 في مواجهة فرنسا في النهائي المثير وخسر اللقب، ولكنه عاد في هذه النسخة وتوج بالنسخة الثالثة، متجاوزاً المنتخب الإيطالي في نصف النهائي بنتيجة 2ـ1 وأكد أفضليته في النهائي رغم أن منتخب كرواتيا كان قريبا بدوره من التتويج.
وأهمية اللقب الذي حصده المنتخب الإسباني، أنه عوض فشله في نهائيات كأس العالم، عندما ودّع البطولة منذ الدور ثمن النهائي أمام المنتخب المغربي بركلات الترجيح، وشاءت الصدف أن يحصد اللقب بفضل ركلات الترجيح، والحارس أوناي سيمون الذي تعرض إلى انتقادات قوية بسبب فشله في التصدي لركلات الترجيح للمنتخب المغربي، عوّض هذا الفشل بعد أن تصدّى لركلتي ترجيح للمنتخب الكرواتي وحسم اللقب بفضل مجهوده المميز.
كما أن تتويج منتخب إسبانيا كان مهماً بالنظر إلى التعديلات التي عاش على وقعها في الأعوام القليلة الماضية، برحيل الجيل الذهبي الذي اعتزل اللعب دولياً أو تم استبعاده من المنتخب، وعدد قليل جدا من اللاعبين كانوا حاضرين في تتويج إسبانيا بآخر لقب في عام 2012 مثل خيسوس نافاس وجوري ألبا، ولهذا فإن الجيل الجديد حصد لقباً مهما سيساعده على العمل في الفترة القادمة بعيداً عن الضغط، ذلك أن إسبانيا ودّعت بطولة أوروبا في عام 2021 منذ نصف النهائي أيضا أمام منتخب إيطاليا. وقد خسر المنتخب الإسباني لاعبين مؤثرين مثل ديفيد دي خيا وسيرجيو بوسكيتس وسيرجيو راموس، وأسماء أخرى كانت تظهر بانتظام في تشكيلة لاروخا في كل البطولات القوية.
كذلك سيكون هذا التتويج دافعاً قوياً للجيل الجديد بقيادة غافي من أجل إعادة سيطرة المنتخب الإسباني على الكرة الأوروبية، باعتبار أن المنتخب يملك في صفوفه عدداً من اللاعبين الشبان مثل أنسو فاتي وبالدي، إضافة إلى أبرز لاعب حاليا في أوروبا وهو رودريغو، نجم مانشستر سيتي الإنكليزي الذي كان من أفضل اللاعبين في البطولة، واختار المنتخب الإسباني في الأيام الأخيرة دعم صفوفه بلاعب من أصول فرنسية، وهو روبن لونرمون، حيث أصبح ثنائي محور الدفاع من أصول فرنسية.
وسيُساعد التتويج المدرب الجديد لويس دي لافونتي على فرض تصوراته في المرحلة القادمة بعد الانتقادات التي تعرض لها منذ تكليفه بالمهمة حيث سيكون قادراً على تنفيذ الخطط التي وضعها وقيادة المنتخب إلى المنافسة على ألقاب أكثر إثارة في المستقبل.
وبخسارته أمام إسبانيا، فإن منتخب كرواتيا فشل مجدداً في حصد لقب كان يبدو قريباً منه، فبعد نهائي مونديال روسيا 2018 الذي خسره أمام فرنسا، انقاد المنتخب الكرواتي إلى خسارة جديدة وصادمة في النهائي وهذه المرة في دوري الأمم، كما أنه بلغ نصف نهائي كأس العالم في مناسبتين عامي 1998 و2022 ورغم كل هذه النجاحات في الوصول إلى أدوار متقدمة فإنه أخفق في حصد اللقب في النهاية.
وأضاع الجيل الذهبي الجديد، بقيادة لوكا مودريتش فرصة الحصول على أول لقب في رصيد كرواتيا، ومع تقدم عدد من اللاعبين في السن مثل بروزوفيتش وبريزيتش، فإن كرواتيا قد تنتظر سنوات من أجل الوصول إلى أدوار متقدمة في البطولات القوية باعتبار أنه يتوقع أن تشهد الساعات القادمة اعتزال بعض اللاعبين وابتعادهم عن المنتخب الكرواتي.