أولمبياد باريس.. تلوث نهر السين يُهدد منافسات السباحة

أولمبياد باريس.. تلوث نهر السين يُهدد منافسات السباحة

25 ابريل 2024
هكذا يبدو نهر السين في العاصمة باريس يوم 11 إبريل 2024 (تيم كلايتون/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- باريس تواجه تحديات كبيرة في استضافة منافسات السباحة في المياه المفتوحة للألعاب الأولمبية والبارالمبية بنهر السين بسبب مشكلة التلوث، مع إلغاء اختبارات ماراثون السباحة سابقًا وإصرار المدينة على عدم وجود خطة بديلة.
- السباحة في نهر السين تحمل أهمية تاريخية وسياسية، مع وعود من رؤساء بلديات سابقين بإعادة فتح النهر للسباحة، لكن جودة المياه لا تزال دون المعايير الأوروبية المطلوبة.
- الاستعدادات للألعاب الأولمبية تسلط الضوء على التحديات البيئية والصحية المرتبطة بالسباحة في المياه المفتوحة، مع مخاوف من الرياضيين والجمهور حول سلامة السباحة في السين، رغم الجهود المبذولة لتحسين جودة المياه.

يواجه منظّمو دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية، في باريس، تحدّياً وقلقاً كبيرين، بشأن التزامهم إجراء منافسات السباحة في المياه المفتوحة في نهر السين، الذي يعاني التلوث، بعدما أُلغيت في شهر أغسطس/ آب الماضي، اختبارات ماراثون السباحة، لأن المياه كانت متّسخة للغاية.

وأصرّت مدينة باريس على أنه "لا وجود لخطة بديلة"، إذ ستبدأ منافسات الرجال والسيدات التي يبلغ طولها 10 كيلومترات على جسر ألكسندر الثالث، الذي يتمتع بتصميم جيد، ومع وجود قصر ليزانفاليد وبرج إيفل في الخلفية، حيث سيتّجه بعدها المتسابقون لمسافة كيلو متر واحد، مروراً بمناطق الاستقطاب الشهيرة الأخرى، بما فيها متحف أورسي، والقصر الكبير (غران باليه)، بحسب "فرانس برس".

وسيكون مسار الترياثلون أقصر من ذلك، بعد اختياره، من أجل استعراض جمال باريس، كذلك فإنّه يحظى برمزية سياسية، إذ حُظرت السباحة في نهر السين منذ 1923، لكن العديد من رؤساء بلديات باريس وعدوا بإعادة السماح بذلك، أبرزهم جاك شيراك في عام 1993، الذي وعد عندما كان رئيس بلدية العاصمة، قبل أن يصبح رئيساً للبلاد، بأن يصبح النهر "نظيفاً" بما فيه الكفاية للسباحة فيه، وأنه سيحتفل بالغطس فيه، لكنه لم يفعل ذلك.

كذلك وعدت رئيسة البلدية الحالية، آن هيدالغو، وهي من الداعمين للمبادرات الخضراء، بأنها ستغطس قبل بدء الألعاب الأولمبية، وأنه سيُسمَح للجمهور بالسباحة في ثلاثة مواقع بحلول عام 2025، لكنها أيضاً لم تفعل ذلك حتى هذا الحين، حيث يعتبر المسؤولون في المدينة أنّ نوعية المياه تحسّنت، إلا أن أياً من العيّنات المسحوبة بين يونيو وسبتمبر 2023 لم تطابق المعايير الأوروبية لناحية الحد الأدنى من نوعية المياه التي تسمح بالسباحة.

وتكمن المشكلة الكبيرة في المخلفات البشرية، وتزداد البكتيريا الموجودة في الماء بشكل حاد، عندما تجرف الأمطار الغزيرة الحطام، ومياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى النهر من الضفاف والمصارف والمجاري الفائضة، وتختبر المدينة المياه عند مستوى 14 نقطة، حيث اعتبرت جودة المياه في ثلاث منها "كافية"، في عام 2022، لكنها تدهورت بحلول الصيف الماضي.

وأُلغيت السباحة في المياه المفتوحة في أغسطس الماضي، بعد أن أدى الجرف العنيف إلى زيادة معدل جرثومة إي. كولي (الإشريكية القولونية)، إلى ستة أضعاف المستوى المستهدف، الذي حدّده الاتحاد الدولي للألعاب المائية، فيما أصرّت مدينة باريس على أنها "تعلّمت" من مشاكل أخذ العيّنات في مراحل الاختبار، خصوصاً أن السلطات الوطنية والمحلية تستثمر أيضاً 1.4 مليار يورو (أكثر من 1.5 مليار دولار)، في خمسة مشاريع مصمّمة لتنظيف المياه.

وتشكّل المياه الملوثة خطراً دائماً في مسابقات المياه المفتوحة، بالنسبة إلى الرياضيين، قبل انطلاق منافسات دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في باريس، هذا الصيف، خصوصاً أنهم اعترضوا على جودة المياه في خليج طوكيو في نهاية الاختبارات، التي جرت عام 2019، قبل انطلاق منافسات أولمبياد طوكيو، حيث قال بطل العالم مرّتين، الإيطالي غريغوريو بالترينييري، لوسائل الإعلام المحلية في يناير/ كانون الثاني الماضي: "حتى لو كانت المياه قذرة، أفضّل السباحة في جو كهربائي في وسط باريس بدلاً من السباحة في منطقة مجهولة من المياه".

وقال الفرنسي مارك أنطوان أوليفييه، بعد فوزه بالميدالية الفضية في بطولة العالم، التي أُقيمت بالعاصمة القطرية، الدوحة، في وقت سابق من شهر فبراير/ شباط الماضي، إنه متحمّس لموقع الاستضافة، مضيفاً: "قد يكون الناس خائفين مما يوجد في الماء، لكن السباحة في مكان تاريخي سيكون أمراً لا يُصدّق. بالطبع، سيحاول الكثير من الناس إثارة بعض الضجة حول الظروف التي سنعيشها في الماء، ولكن إذا تمكنا من السباحة فلن تكون هناك مشكلة، لن يخاطروا بنا في حوض السباحة وبأن يصاب أحدنا بأي أذى".

المساهمون