أنشيلوتي والشخصية "الملكية": الانتصارات لا تتوقف

أنشيلوتي والشخصية "الملكية": الانتصارات لا تتوقف

09 ديسمبر 2021
أنشيلوتي يُقدم موسماً رائعاً مع ريال مدريد (ديفيد بوستامانتي/Getty)
+ الخط -

نجح أنشيلوتي في تأكيد قدرته على استخراج الأفضل من المجموعة التي يُدربها، وذلك بحقبته الثانية مع ريال مدريد التي يبدو أنها تسير في الطريق الصحيح وستُنافس على الألقاب المحلية والأوروبية بشكل مؤكد، خصوصاً في ظل استمرار النتائج الإيجابية منذ بداية الموسم حتى الآن.

عقلية الفوز التي لا تغيب

زرع أنشيلوتي في عقول لاعبي ريال مدريد "عقلية الفوز" منذ بداية الموسم، وهو ما تُرجم فعلاً على أرض الملعب خلال المباريات في "الليغا" أو في دوري الأبطال، إذ إن كل لاعب اليوم يُقاتل من أجل الفوز، يتمركز في المكان الصحيح ويلعب الكرة السهلة المُمتعة التي تصنع الفارق على أرض الملعب دائماً.

وربما الفارق الوحيد بين حقبة زيدان في الأيام الأخيرة وحقبة أنشيلوتي الثانية، هو أن الأخير نجح في تغيير الأمور فنياً واستعاد الفريق هيبته التي كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة وخصوصاً في الموسم الماضي، فالفريق اليوم يلعب من أجل الفوز ولا يخاف من مهاجمة المنافس بكل الأسلحة الممكنة، فريق يُدافع بالطريقة الصحيحة ويُهاجم بالطريقة المثالية عبر سلاح "المرتدات"، الذي أمسى اليوم واحدا من أقوى أسلحة أنشيلوتي.

نجاح أنشيلوتي في زرع عقلية الفوز طور مستوى النادي "الملكي" كثيراً وجعله أكثر استقرارا وقوة في المباريات، وجعل المجموعة أكثر تماسكاً خصوصاً في المواجهات التي يتخلف فيها الفريق بهدف مثلاً، وهو ينجح في قلب الطاولة سريعاً من خسارة إلى انتصار.

شخصية "ملكية" وانتصارات: تكرار موسم "العاشرة"؟

خلق أنشيلوتي شخصية خاصة لفريق ريال مدريد في المباريات التي لعبها حتى الآن في موسم 2021-2022، وحقق نتائج أكثر من رائعة على الصعيدين المحلي والأوروبي وبات منافسا قويا على كل الألقاب الممكنة، ويكفي أن سلسلة النتائج الإيجابية مُستمرة بدون توقف.

وحتى في المواجهات التي يظهر فيها فريق ريال مدريد ضعيفاً وبمستوى متواضع خصوصاً في الجانب الدفاعي، يُحافظ ريال مدريد على شخصيته في الملعب وينجح في تسجيل الأهداف دائماً، ما يجعله يتفوق في المباريات ويُحقق الانتصارات، رغم أنه يكون الطرف الأضعف حينها.

وتؤكد هذه الأمور على الشخصية القوية التي يملكها فريق ريال مدريد مع أنشيلوتي والتي تجعله يفوز ولا يخسر وهو الأهم لأي فريق في بداية الموسم، لأن حصد عدد كبير من النقاط يضمن للفريق المنافسة بقوة على الألقاب بداية من منتصف الموسم في عام 2022، ويُريحه كثيراً عندما يخوض أكثر من مباراة في أسبوع واحد.

وربما تُعيد سلسلة النتائج الإيجابية والانتصارات المتتالية إلى الأذهان موسم "العاشرة" التاريخي التي حقق فيه المدرب الإيطالي لقب دوري أبطال أوروبا وأعاد النادي "الملكي" إلى منصات التتويج الأوروبية بعد سنوات طويلة من الغياب، وهو الإنجاز الذي تحقق بفضل العمل الكبير الذي صنعه الإيطالي آنذاك.

ورغم غياب أكثر من اسم مُميز عن التشكيلة التي صنعت التاريخ مع ريال مدريد في عام 2014، ولعل أبرزها المهاجم البرتغالي، كريستيانو رونالدو، والمدافع الإسباني، سيرجيو راموس، إلا أن أنشيلوتي نجح في التفوق بأسماء جديدة خصوصاً في خط الهجوم، وأثبت أن أفكاره الفنية تجد النجاح دائماً وفي معظم المواسم تُحقق الألقاب.

ففي بطولة الدوري الإسباني، تعرض ريال مدريد لخسارة واحدة فقط ضد فريق إسبانيول، بينما تعادل في 3 مباريات وحقق 12 فوزاً، والمُلفت أن الفريق يعيش فترة ذهبية بتحقيقه 6 انتصارات متتالية ومن بينها 3 مواجهات من العيار الثقيل (2-1 على إشبيلية وهدف نظيف على أتلتيك بلباو وبهدفين نظيفين ضد فريق ريال سوسييداد).

في المقابل، حقق النادي "الملكي" 5 انتصارات في دوري أبطال أوروبا مقابل خسارة واحدة، ومن بينها 4 انتصارات متتالية ضد كل من شاختار دونتسك ذهاباً وإياباً ثم ضد شريف تيراسبول وأخيراً ضد إنتر ميلان الإيطالي في الجولة الأخيرة من دور المجموعات.

وسيُحاول المدرب أنشيلوتي متابعة سلسلة النتائج المُميزة في المباريات القادمة في ظل الجدول الصعب الذي سيخوضه الفريق على مختلف الأصعدة، وعليه تخطي معظم اللقاءات والقمم التي تنتظره من أجل المحافظة على صدارة "الليغا"، ومحاولة الذهاب بعيداً في بطولة كأس ملك إسبانيا وبطولة "السوبر" الإسباني.

بطل أقوى الدوريات الأوروبية

تابع فريق ريال مدريد الإسباني عروضه القوية هذا الموسم مع المدرب الإيطالي، كارلو أنشيلوتي، وذلك بعدما عزز صدارته لمنافسات "الليغا" برصيد 39 نقطة من 12 فوزاً و3 تعادلات وخسارة متقدماً على منافسه إشبيلية الوصيف صاحب الـ 31 نقطة.

وفي حال تابع المدرب الإيطالي، كارلو أنشيلوتي هذه العروض القوية في بطولة الدوري، فإنه سيكون الأقرب لتحقيق لقب "الليغا" في موسم 2021-2022، وهذا الأمر سيعني أن الإيطالي سيُحقق إنجازا تاريخيا لم يسبق أن حققه أي مدرب في كرة القدم.

وفي حال تتويج، كارلو أنشيلوتي، بلقب الدوري الإسباني مع ريال مدريد هذا الموسم، سيكون بالتالي أول مدرب يُحقق جميع ألقاب الدوريات الخمسة الكبرى، إذ سبق له وأن حقق لقب الدوري الإيطالي في عام 2004، ولقب الدوري الإنكليزي مع تشلسي في عام 2009، ولقب الدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان عام 2017، ولقب الدوري الألماني مع بايرن ميونخ عام 2017.

المساهمون