شهدت الكرة المصرية أغرب حركة انتقالات للمدربين منذ سنوات طويلة، وكتبت الساعات الأخيرة تفشي ظاهرة سلبية تهدد استقرار اللعبة، وتتمثل في تدريب المدرب أكثر من ناد في الموسم الواحد، واللجوء إلى ورقة الاستقالة، وسداد الشرط الجزائي للتنقل بين الأندية.
وتتعالى الأصوات التي تدعو رابطة الأندية المحترفة إلى إيقاف فوضى انتقالات المدربين، ومنع أي مدرب من العمل في أكثر من ناد خلال الموسم الواحد.
ويعد أحمد سامي بطلاً لأغرب صفقة انتقال مدربين، بعدما استقال فجأة من نادي سموحة السكندري، وقرر الانتقال للعمل مديراً فنياً لنادي سيراميكا على حساب هيثم شعبان الذي حصد 4 نقاط في آخر مباراتين له مع بيراميدز، ثم الأهلي، مع سداد 700 ألف جنيه قيمة شرط جزائي لسموحة، وفقاً للتعاقد المبرم بين الطرفين. وكرر سامي ما فعله قبل أكثر من عامين، عندما ترك تدريب نادي طنطا وانتقل للعمل في سموحة، بعدما حاز على عقد لقيادة النادي السكندري.
والمثير في الأمر أن الموسم الجاري شهد رقماً قياسياً، بطله عبدالحميد بسيوني، المدير الفني الجديد لنادي سموحة السكندري، والذي يقود الآن ثالث فريق له في الدور الأول خلال موسم واحد، بعدما بدأ الموسم مع طلائع الجيش، ثم استقال من منصبه لينتقل إلى العمل في غزل المحلة لعدة جولات، قبل أن يقرر الاستقالة بشكل مفاجئ عقب خسارته من الاتحاد السكندري بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، وينتقل للعمل مدرباً لسموحة عقب استقالة أحمد سامي.
وقررت إدارة نادي غزل المحلة مقاضاة المدرب بسيوني في الفترة المقبلة من أجل الحصول على تعويض مالي كبير لا يقل عن 5 ملايين جنيه. وأصدرت الإدارة بياناً رسمياً هاجمت خلاله المدرب.
وضربت ظاهرة تدريب المدرب أكثر من ناد في موسم واحد الكرة المصرية خلال الدور الأول بشكل لافت، حيث تعرض نادي غزل المحلة لرحيل المدربين المفاجئ في منتصف الدور الأول، عندما استقال المدير الفني محمد عودة من منصبه، وسدد شرطاً جزائياً تصل قيمته إلى 300 ألف جنيه، من أجل العمل في ناديه الأصلي (المقاولون العرب) على أمل إنقاذه من الهبوط إلى دوري القسم الثاني في الموسم الجاري. وجاء حضور عودة على حساب بطل آخر من أبطال التنقل بين الأندية، وهو عماد النحاس، المدير الفني الذي بدأ الموسم في نادي "المقاولون العرب"، ثم تولى قيادة نادي الاتحاد السكندري عقب إقالة حسام حسن من تدريبه.
ولجأ اتحاد الكرة المصري نفسه إلى التعاقد مع مدير فني متعاقد، وهو إيهاب جلال المدير الفني السابق لنادي بيراميدز، ليكون مدرب المنتخب المصري في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2023 في ساحل العاج، وذلك عقب الإعلان عن عدم تجديد عقد المدرب البرتغالي كارلوس كيروش بعد إخفاقه في الوصول إلى كأس العالم في قطر 2022.
توصية لحل الأزمة
رفعت رابطة الأندية، الخميس، توصية إلى مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري، من أجل صدور تعميم بداية من الدور الثاني للدوري الحالي، يمنع المدرب من الرحيل عن ناديه وقيادة فريق آخر، حيث لن يتمكن أي مدرب مخالف من استلام البطاقات التعريفية التي تخول له الجلوس على دكة البدلاء، في قرار يأتي تمهيدا لإعادة قرار اللجنة الخماسية في الموسم المقبل، والذي يمنع قيادة المدرب لأكثر من فريقين بالموسم الواحد، ويسمح بذلك فقط إذا تمت إقالته من قبل ناديه.