أبرز مشجعي كرة القدم في مصر بالسجون تزامناً مع نهائي "كأس العاصمة"

أبرز مشجعي كرة القدم في مصر بالسجون تزامناً مع نهائي "كأس العاصمة"

25 مارس 2024
الجماهير لا تحضر بأعداد كبيرة في الملاعب المصرية (أيمن عارف/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- قبل نهائي كأس العاصمة الإدارية بين مصر وكرواتيا، تبرز مشكلة حبس العشرات من مشجعي كرة القدم المصرية، خاصة من أندية الأهلي والزمالك والإسماعيلي، في السجون بتهم سياسية، مما يؤثر سلبًا على الحدث الرياضي.
- تجديد حبس نحو عشرين مشجعًا للنادي الأهلي بتهمة الانضمام لجماعة "أولتراس الإرهابية"، وتعرض مشجعين للحبس لفترات طويلة على ذمة قضايا مختلفة، يعكس التعامل القاسي مع مشجعي كرة القدم.
- مع اقتراب نهائي كأس العاصمة، تتعالى الدعوات لإخلاء سبيل المحبوسين احتياطيًا والعفو عن المحكوم عليهم من جماهير الكرة، في محاولة لتحسين الأجواء الرياضية واحتواء أي أزمات مستقبلية بطرق تجنب استخدام القبض والحبس.

يقبع العشرات من أبرز مشجعي كرة القدم المصرية، وأعضاء روابط الأندية في السجون، قبل انطلاق نهائي كأس العاصمة الإدارية بين منتخبي مصر وكرواتيا، الذي من المقرر أن يشهد حضوراً جماهيرياً كثيفاً، غداً الثلاثاء.

وكانت الشركة المتحدة للرياضة المصرية، قد أعلنت عن إقامة حفل نهائي كأس عاصمة مصر (العاصة الإدارية) بين منتخبي مصر وكرواتيا، في وجود الفنان تامر حسني، كنسخة أولى من السلسلة، التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

وبينما يتهافت آلاف المشجعين على شراء تذاكر المباراة النهائية، يقبع عشرات من مشجعي أندية الأهلي والزمالك والإسماعيلي، باعتبارها الفرق الأكثر جماهيرية داخل مصر، في السجون، في دوامات الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيقات في قضايا سياسية، وبسبب تشجيعهم لأنديتهم. 

وكانت آخر وقائع التنكيل بمشجعي كرة القدم في مصر، تجديد حبس ما يقرب من عشرين مُشجعاً للنادي الأهلي الذي يعرف بـ"أولتراس أهلاوي"، وحبسهم على ذمة القضية رقم 708 لسنة 2023، حصر أمن دولة عليا، لاتهامهم بالانضمام لجماعة "أولتراس الإرهابية"، وذلك بعد صدور قرار بإخلاء سبيلهم.
وكان قد ألقي القبض على هؤلاء المشجعين في 22 إبريل/نيسان 2023 أثناء وجودهم، باستاد القاهرة لمشاهدة مباراة النادي الأهلي والرجاء المغربي ضمن مباريات دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، وجرى اصطحابهم إلى قسم شرطة مدينة نصر، وعرضوا في اليوم التالي على نيابة مدينة نصر، وحصلوا على قرار بإخلاء سبيلهم بكفالة مبلغ وقدره 500 جنيه، وبعد أن قاموا بسداد الكفالة في اليوم نفسه، فوجئ الأهالي بإحالتهم على ذمة قضية جديدة تابعة لنيابة أمن الدولة العليا.

وكان آخر تطور قضائي في قضايا مشجعي الروابط الرياضية، في مارس/آذار عام 2022، عندما أطلقت السلطات المصرية سراح عمر شريف، وعدد محدود من شباب رابطة مشجعي نادي الزمالك المصري "أولتراس وايت نايتس" بعد قضاء 7 سنوات مدة عقوبة في القضية المقيدة برقم 4584 لسنة 2015 جنح أول مدينة نصر، بينما أبقت على سيد مشاغب وغيره من المتهمين على ذمة القضية نفسها، بل تدويره على ذمة قضية جديدة ليظل محبوساً حتى الآن. 

وسبق تلك الوقائع، إلقاء قوات الأمن في مدينة الإسكندرية القبض على العشرات من شباب "أولتراس النادي الأهلي U07"، من محطة القطار أثناء الاستعداد لمباراة الأهلي وويانغ أفريكان في عام 2016. 

ومن أبرز أمثلة التنكيل بأعضاء الروابط الرياضية في مصر، واقعة القبض على سيد مشاغب، زعيم رابطة مشجعي نادي الزمالك الرياضي المصري، المحبوس والمحكوم عليه على ذمة القضية رقم 1107 لسنة 2015، مع آخرين، في اتهامهم بحرق استاد القاهرة وقاعة المؤتمرات بمدينة نصر واستاد الهدف بمدينة السادس من أكتوبر، والشروع في القتل، بينما يواجه 3 متهمين اتهاماً بالتخريب لممتلكات عامة، بلغت خسائرها نحو 6 ملايين و100 ألف جنيه. 

وكانت محكمة جنايات القاهرة، في سبتمبر/أيلول 2017، قد عاقبت سيد مشاغب، و4 آخرين بالسجن المشدد 7 سنوات، كما عاقبت متهمين اثنين بالسجن المؤبد، و3 آخرين بالسجن 10 سنوات، وعاقبت 3 آخرين بالسجن 3 سنوات، ومتهماً آخر بالسجن سنتين، فيما قضت ببراءة متهمين اثنين، وذلك في اتهامهم بالقضية المعروفة إعلامياً بـ"أحداث الدفاع الجوى"، وجرى تأييد الأحكام في النقض.

وفي أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، وبينما كان مشاغب، يستعد للإفراج عنه بعد تصحيح مدة حبسه التي قضى منها أكثر من 8 سنوات بين سجني المنيا والعاشر من رمضان؛ فوجئ محامون حقوقيون بتدويره على ذمة قضية جديدة، بتهمة نشر أخبار كاذبة على ذمة القضية رقم 910 لسنة 2021، أي وقت ما كان ينفذ حكم حبسه بسجن المنيا. 

وبذلك يستمر حبس مشجعي كرة القدم، رغم ما يراه مراقبون ومهتمون بالشأن الرياضي في مصر منذ فترة طويلة، من تدني مستوى المنتخب وتراجع مستوى بعض اللاعبين في المباريات، التي تقام بحضور جماهيري، وذلك يرجع لعدم حضور المشجعين بكثافة في جميع مسابقات الكرة في مصر لمدة تقرب من 10 أعوام بسبب ظروف أمنية.

وخلت المدرجات من المشجعين الحقيقيين، بعد تعدد وقائع القبض على بعض الجماهير، بسبب رفع بعض اللافتات أو الهتافات في التشجيع.

وعبر وسم "الكرة للجماهير، والحرية للجماهير"، طالب عدد من الحقوقيين والمواطنين بصدور قرار بإخلاء سبيل جميع المحبوسين احتياطياً والعفو عن المحكوم عليهم من جماهير الكرة المصرية، بالتزامن مع هذا الحدث (نهائي كأس العاصمة الإدارية)، فضلاً عن المطالبة بالسعي لاحتواء أي أزمات تحدث في المستقبل، بعيداً عن إلقاء القبض وحبس الجماهير كأداة جرى استخدامها من قبل بشكل مستمر، دون أن تحدث أي تأثير بشكل حقيقي في الواقع.

المساهمون