"الكالتشيو" يبكي الراحل تانزي قائد ثورة بارما في أوروبا

"الكالتشيو" يبكي الراحل تانزي قائد ثورة بارما في أوروبا

01 يناير 2022
تانزي قاد بارما للقمة (كلاوديو فيلا/ Getty)
+ الخط -

سيعتزل الحارس الإيطالي جانلويجي بوفون من دون التتويج بدوري أبطال أوروبا، فرغم انتقاله إلى يوفنتوس قادماً من بارما، إلا أنّه لم يعرف النجاح أوروبياً، وهو أمر رافقه خلال تجربته مع باريس سان جيرمان الفرنسي، عندما فشل في حصد دوري الأبطال.

ورغم مرارة الفشل في حصد أهم لقب أوروبي، فإنّ بوفون سبق له التتويج بكأس الاتحاد الأوروبي، عندما لعب لنادي بارما في بداية مسيرته، والفضل لرئيس النادي كاليستو تانزي، الذي كوّن فريقاً لا يقهر برز في "الكالتشيو" وتألق في أوروبا وأحدث ثورة حقيقية، قبل أن يرحل عن الحياة، اليوم السبت، عن عمر يناهز (83) عاماً.

ولعب كاليستو تانزي (2022/1939) دوراً مهماً في إحداث نمط جديد في تسيير الأندية، بفضل الميزانية الكبيرة التي رصدها للتعاقدات، فنجح في إحداث أكبر المفاجات، وقاد بارما من الدرجة الإيطالية الثانية إلى السيطرة أوروبياً بجيل من اللاعبين المميزين في بداية سنوات التسعين، حيث قاد بارما من 1990 إلى 2003.

ثورة تهز "الكالتشيو"

يملك تانزي شركات عملاقة، تستثمر في عديد من المجالات وخاصة في المواد الغذائية، وعلامات شركاته كانت حاضرة في عديد من الدوريات الكبرى، لا سيما في أميركا الجنوبية، من خلال عقود الرعاية مع الأندية الكبرى، وقد استثمر جانباً من ثروته لتحويل بارما من نادٍ دون طموح كبير إلى واحدٍ من الأفضل في "الكالتشيو"، إذ تمكّن منذ الموسم الأول له في منافسات الدوري الإيطالي من الحصول على كأس إيطاليا الذي سمح له لاحقاً بالمشاركة في المسابقات الأوروبية.

صفقات قوية

تحوّل بارما إلى نادٍ يُنافس كل الأندية الإيطالية القوية، فنجح في خطف لاعبين من أندية معروفة، وخاصة دينو باجيو الذي انتدبه من يوفنتوس أو جان فرانكو زولا، وليليان تورام الفرنسي وهيرمان كريسبو الأرجنتيني ومواطنه خوان فيرون والسويدي توماس برولين والبرازيلي سانتوس والعديد من الأسماء الأخرى التي استقدمها الرجل الثري، وهذه السياسة أحدثت ثورة في كل أوروبا حيث كانت الأندية تعتمد سابقاً على طرق التمويل الكلاسيكية، فقد نجح لاتسيو في تقليد بارما لينجح بدوره في أن يُصبح قطباً في "الكالتشيو" معتمداً هذه السياسة في تجميع النجوم بقيادة رئيسه السابق سيرجيو كارنيوتي.

8 ألقاب في سنوات قليلة

وجود أسماء بارزة في مختلف المراكز، حول بارما إلى نادٍ قوي وهو ما تجسّد من خلال الألقاب التي حصدها النادي في ظرف زمني قصير، حيث نجح في الحصول على كأس إيطاليا في 3 مناسبات (1992 و1993 و2002) والسوبر الإيطالي (1999) في مناسبة وكأس الكؤوس الأوروبية في مناسبة (1993) وكأس الاتحاد الأوروبي  في مناسبتين (1995 و1999) وكأس السوبر الأوروبية في مناسبة (1993). وكان قريباً مرّتين من التتويج بالدوري الإيطالي بعد منافسة قوية مع يوفنتوس، وضاعت عنه ألقاب أوروبية أخرى بعد أن خسر النهائي في سنة 1994 كما تميّز بقوته خارج ملعبه.

مشاكل مع القضاء

نجاح بارما كان مرتبطاً أساساً برئيسه القوي، الذي حول ناديه  إلى قطب جديد في "الكالتشيو"، ولكن سرعان ما انقلبت الأوضاع بعد المشاكل القضائية التي عرفها مالك النادي مع السلطات في إيطاليا بسبب تهم التهرب الضريبي وغيرها من الأزمات التي هزت النادي، خاصة بعد إيقاف تانزي ودخوله في صراع مع مختلف الجهات التي أدانته، ليُغادر بارما بعد سنوات مميزة حوّل خلالها النادي إلى منافس شرس على الألقاب أوروبياً.

وقد اهتم الإعلام الإيطالي خلال الساعات الأخيرة، بخبر وفاة تانزي في أول أيّام 2022، ذلك أنه كان قريباً من جعل بارما أفضل نادٍ في أوروبا ولكن الصعوبات التي واجهها دفعته إلى الرحيل عن النادي الذي فقد بريقه وخسر مكانه في "الكالتشيو"، وهو يُصارع خلال هذا الموسم من أجل العودة إلى دوري الأضواء بقيادة حارسه بوفون الذي عاد ليردّ الدين لناديه الأول.

المساهمون