أمنيات مكرّرة للفلسطينيين

أمنيات مكرّرة للفلسطينيين

29 ديسمبر 2019
أمنيات بتغييرات شاملة على الساحة الفلسطينية (عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -
مثل كل عام، تبدو أمنيات الفلسطينيين مكررة ومرتبطةً بواقعهم السياسي والمعيشي، إذ يحلم الفلسطينيون بأن يشهد عام 2020 وحدة وطنية وإنهاءً للانقسام الذي يدخل عامه الـ13 على التوالي، وسط فشل لكل المحاولات السابقة التي جرت بوساطات عديدة لإنهائه.

إلا أن المختلف هذه المرة هو الحديث عن إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، بعد إعلان جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة "حماس"، جاهزيتها لخوض الانتخابات وتذليل كافة العقبات أمامها. وبات حلم الفلسطينيين الآن الذهاب إلى هذه التجربة للمرة الأولى منذ عام 2006.

وحمل عام 2019 الكثير من الأحداث والمتغيرات على الساحة الفلسطينية، كان أبرزها استقالة حكومة الوفاق الوطني برئاسة رامي الحمد الله في يناير/كانون الثاني، وتكليف محمد اشتية بتشكيل حكومة جديدة بعيداً عن التوافق مع حركة حماس وبعض الفصائل الأخرى.

وشهد شهر آذار/مارس حراكاً في الشارع الغزي أطلق عليه "بدنا نعيش"، والذي أثار موجة واسعة من اللغط والتجاذب، خصوصاً بعد فض الأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس له، فيما اتهمت حركة فتح والمخابرات الفلسطينية وجهات أخرى خارجية بالوقوف وراءه. وفي شهر أيار/مايو تفجرت جولة تصعيد مع إسرائيل انتهت بالإعلان عن وقف إطلاق نار بواسطة مصرية مع حركة حماس.

وفي شهر سبتمبر المنصرم بدأ رئيس لجنة الانتخابات المركزية، حنا ناصر، سلسلة جولات للتوافق على إجراء الانتخابات الفلسطينية الداخلية، انتهت بموافقة حركة حماس ومختلف الفصائل على مطالب الرئيس محمود عباس.

ومنتصف نوفمبر، اغتالت إسرائيل القيادي البارز في سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا، وهو ما فجّر جولة تصعيد جديدة انتهت بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار.

شعبياً، ما زال إنهاء الانقسام أمل الفلسطينيين للخروج من واقعهم المتردي على كل الصعد. تقول عبير أبو مراد لـ"العربي الجديد" إنّ الانقسام أكل أحلام الفلسطينيين، حيث سيكون 2020 كما غيره من الملفات من دون حلحلة حقيقية في الواقع، إلا إن جرت الانتخابات التي يستبعد حدوثها في ظل ربطها بقبول إسرائيل إجراء الانتخابات في القدس أو حرب إسرائيلية جديدة على غزة.

وتتوقع عبير أن يكون العام المقبل مليئاً بالتحديات السياسيات، خصوصاً أن الاحتلال سيخوض جولة انتخابات جديدة، وسيكون لها تأثير واضح على الفلسطينيين، في ظل استمرار الانقسام وعدم إجراء انتخابات جديدة.

وعن الانتخابات، يستبعد الشاب مصطفى البنا أن تشهد الساحة الفلسطينية انتخابات على المدى المنظور، لا سيما وأن القواعد الشعبية الفصائلية تعيش حالة من عدم الجهوزية والتفكك في الضفة وغزة، بالإضافة إلى التوتر السياسي والتراشق الإعلامي بين قطبي الانقسام.

البنا يعرب عن أمله، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأنّ يشهد عام 2020 بروز قيادات سياسية وطنية من التيار غير المُحزّب، وإن كان هذا صعبًا في الفترة الحالية ولم ينضج هذا التوجه بعد لدى فئة كافية من الفلسطينيين الوطنيين أصحاب الخبرة والكفاءة والوطنية، بسبب ما خلّفه الانقسام والتغلغل الفصائلي في المجتمع الفلسطيني وجماهيره.

أما الشاب خليل الرزاينة فيعتقد أنّ الشعب الفلسطيني بمختلف مكوناته يأمل أن يكون 2020 عاماً للتغيير الشامل على الساحة الفلسطينية، بدءاً بتطوير منظمة التحرير التي يجب أن تكون جامعة لكل الفلسطينيين، بما فيهم حركتا حماس والجهاد، الفصيلان المؤثران بقوة في الساحة الفلسطينية، مروراً بالمصالحة الوطنية الشاملة، وانتهاءً بترتيب علاقة الأحزاب مع بعضها البعض.