اسكندنافيا... من التغييب إلى الحضور القوي

اسكندنافيا... من التغييب إلى الحضور القوي

29 يوليو 2018
إيرينا كلاوسن... نشاط لاجل فلسطين بالشارع الدنماركي (العربي الجديد)
+ الخط -
في إبريل/ نيسان 1983 طار الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بدعوة من الحزب الاجتماعي الديمقراطي، إلى استوكهولم ليلتقي فيها رئيس وزرائها الراحل أولف بالمه، وانضم إلى لقاء ثلاثي رئيس وزراء الدنمارك أنكر يورنسون. لقاء أصاب لوبيات صهيونية بصدمة لم تغفر مطلقا لرئيس وزراء السويد، الذي سيغتال بعد أقل من 3 أعوام على ذلك اللقاء التاريخي. تكررت الزيارات، وأصبحت منذ 1988 "زيارات رسمية"، وبرز خلالها اسم وزير خارجية السويد، ستين أندرسون، كواحد من أكثر الشخصيات الاسكندنافية تفهما لقضية فلسطين.
لكن العلاقة بين فلسطين/ الفلسطينيين واسكندنافيا تسبق الزيارة الأولى بسنوات طويلة، وخصوصا في الجانب التضامني، الذي سيشهد في السنوات اللاحقة ما يشبه انقلابا في أوساط الرأي العام في الدول الثلاث: السويد والدنمارك والنرويج، وإن بدرجات متفاوتة.

غياب المعلومة... والدفع بها
ربما لم يكن لتجربة الدنماركية آنا هوف كنفاني، قبل أن تلتقي بزوجها الأديب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، في بداية ستينيات القرن الماضي، مع فلسطين والفلسطينيين، ما يميزها عن أغلبية سكان اسكندنافيا. ففلسطين في تلك الأيام تحولت إلى فعل وتسمية مغيبين، عن قصد وبغيره، لحضور فكرة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض". ومثلما مضت آنا كنفاني تبتكر في العمل التضامني المخصص لأطفال المخيمات، بعدما تعرفت في بيروت عن قرب على هؤلاء المغيبين في ثقافة وإعلام بلدها، كانت اسكندنافيا أيضا على موعد مع متغيرات في الاتجاه ذاته.
في مرحلة أواسط الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي كان ثمة عشرات من الفلسطينيين الباحثين عن عمل يعيشون في تلك الدول. حمل هؤلاء قضيتهم معهم، "رابطة عمال فلسطين"، فيما العمل مع المحيط كان يختمر بأشد الظروف تعقيدا.
ويذكر في هذا الاتجاه الناشط النرويجي بيتر هامرفولد، لـ"العربي الجديد"، أنه "كان مسمى الفلسطيني أيامها يرادف: إرهابي... وبلا وطن... وأرضه في الإعلام (يهودا والسامرة) والاحتلال (كسب لإسرائيل). واختلطت الأفكار الدينية بالموقف المؤيد لليهود عموما".
سنوات قليلة مضت حتى أصبحت فكرة "الكيبوتس" مرادفة لدعم احتلال قاتل. فتراجع العمل التطوعي الاسكندنافي فيها. برزت آنذاك "حملات فلسطين"، وتأسست "لجان تضامن" و"جمعيات صداقة" وروابط تنشط في نشر الوعي والمعرفة عن قضية فلسطين، "وكأنك تبحر بعكس تيار سياسي وإعلامي مصر على إبعاد الأسئلة الجوهرية"، وفقا لما تقول لـ"العربي الجديد"، الناشطة السبعينية إيرينا كلاوسن، المتحدثة اليوم باسم "مقاطعة إسرائيل" في كوبنهاغن.
مع توسع الوجود الفلسطيني في استوكهولم وكوبنهاغن وأوسلو، إذ مثلما وجد بعض فلسطينيي لبنان، بعد مذبحة تل الزعتر، طريقهم إلى برلين، كانت السويد تستقبلهم "وقد تكاثرت الأسئلة عن هؤلاء الذين كانوا بالأمس مغيبين ويمنع الاعتراف بهويتهم، بل إن بعضهم، ممن ولد في حيفا وعكا ويافا والناصرة وغيرها من مدن وقرى فلسطين، وجد نفسه يخوض نزاعا قانونيا ليثبت أنه مواليد فلسطين وليس (إسرائيل)، كما ورد في جوازات السفر والإقامات التي صدرت لهم"، بحسب ما يذهب إليه أحد مؤسسي رابطة عمال فلسطين عام 1972، شكري الصالح.

التأسيس
منذ بداية السبعينيات بدأ كثيرون في اسكندنافيا، وخصوصا في صفوف الحركات اليسارية التي تعادي السياسات الأميركية تحت عنوان "معاداة الإمبريالية"، ومكافحة "نظام الفصل العنصري" في جنوب أفريقيا، يربطون بين مواقفهم من تلك القضايا وقضية فلسطين.
ففي أوسلو تشكلت "مجموعة الحرية لفلسطين" في 1972، "قبل أن تصبح في 1976 رسميا بمسمى لجنة فلسطين، التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية وواجهت عاصفة من اللوبيات المتنفذة"، كما يذكر بيتر هامرفولد، في "بيرغن" النرويجية.
ركزت لجنة فلسطين في النرويج على نشر الوعي والعمل التضامني الإنساني وربطت موقفها من فلسطين بشعار "دولة ديمقراطية واحدة لكل مواطنيها مع حق العودة وفق القرار 194"، وتوسع عملها ليشمل المستوى السياسي لتأمين اعتراف ودعم لحق الفلسطينيين بالنضال ضد الاحتلال.
في العام ذاته، 1976، كانت استوكهولم ومدن سويدية أخرى تشهد رسميا ولادة منظمة تضامنية جمعت تحت مظلتها مجموعات تضامنية متعددة. "مجموعة فلسطين" في السويد نشطت في تلك الأوقات بإيجاد تعاون مشترك مع فلسطينيين في لبنان والضفة الغربية، وشهدت مخيمات اللاجئين في تلك الأيام، في بيروت ودمشق، زيارات متضامنين، وبعضهم حضر بالحافلات برا.
ولم يختلف الأمر كثيرا في الدنمارك، إذ نشط في صفوف النقابيين، والبحارة، مهاجرون فلسطينيون ومتضامنون معهم. تشكلت فيها جمعيات ولجان شارك فيها اليساريون، وتوسعت أكثر فأكثر "مع ربط الكثير من النخب الدنماركية للنضال ضد الأبرتهايد في جنوب أفريقيا بقضية الاحتلال لفلسطين"، بحسب ما تذكر إيرينا كلاوسن.
في أواسط الثمانينيات كانت كوبنهاغن تشهد حراكا مكثفا فلسطينيا - دنماركيا، أدى في نهاية المطاف إلى افتتاح أول مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية فيها. في تلك الفترة حضر إلى كوبنهاغن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، فكان الشعر وجها آخر من وجوه تعريف المجتمع الدنماركي بالفلسطينيين وأرضهم، بعدما أصبح لترجمة الأعمال الأدبية الفلسطينية تأثيرها في قراءة الدنماركيين لحياة الفلسطينيين، ومن بينها "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، بالإضافة إلى أنشطة مختلفة ساهمت بأنسنة الفلسطيني الذي بقيت الدعاية الصهيونية تصوره كـ"بربري وإرهابي متوحش يهدف لقتل اليهود أينما كانوا"، وساهم حاخامات وصحافيون يهود في تلك الدعاية.

العمل والنتائج
موجة اللجوء، وخصوصا من فلسطينيي لبنان، أطلقت بطريقة أو أخرى سؤالا كبيرا في المحيط الدنماركي مشككا في مقولة "أرض بلا شعب". وساهمت الانتفاضة الأولى، مع توسع العمل الإعلامي والتوعوي وتأسيس "لجنة الصداقة الفلسطينية الدنماركية"، ولجان عمل دنماركية وسويدية، في حدوث متغيرات كثيرة على صعيد الرأي العام المحلي تجاه فلسطين، وللمرة الأولى بدت "إسرائيل" في مكانة تشكيك لم تعهدها.
بوجود عشرات آلاف من أفراد الجاليات الفلسطينية في اسكندنافيا، وبشكل أخص في السويد والدنمارك، كان النشاط الفلسطيني والحركة التضامنية أكثر ظهورا، ولم يعد من الممكن تسويق فكرة اللوبيات بأنه "لا يوجد شيء اسمه فلسطينيون... هؤلاء عرب يمكنهم أن يعيشوا في 20 دولة... وإسرائيل هي الوطن الوحيد لليهود". شغلت المناظرات والاعتصامات والمهرجانات حيزا واسعا في مخاطبة الرأي العام، وبدت المنشورات التي أصدرتها لجان التضامن مثيرة للجدل المحلي، مع اتساع رقعة التضامن لتشمل مستويات فنية ورياضية، وخصوصا مشاركة فرق من مخيمات اللجوء ومن الكويت في أنشطة محلية والنقل الإعلامي لها، لجعل تسمية فلسطين أمرا واقعا ومثيرا لغضب تلك اللوبيات.
في النتائج المباشرة لحوالي عقد ونصف من العمل كانت الدعوات العلنية لمقاطعة بضائع الاحتلال، وعلى رأسها برتقال يافا، تسبق بسنوات كثيرة حملة المقاطعة المعروفة حاليا.
أثارت تلك الحملات في المتاجر وجدلية العلاقة بنظام الأبرتهايد بجنوب أفريقيا، والإصرار على مقاطعة إسرائيل، المزيد من الأسئلة حول دولة الاحتلال. طاولت تهم "معاداة السامية" و"الإرهاب"، وعمل رجال الموساد في كوبنهاغن، عددا من النشطاء الفلسطينيين، ومن بينهم الناشط الفلسطيني في السبعينيات، خليل محمد، الذي قال لـ"العربي الجديد": "في تلك الأيام استدعتني الشرطة للتحقيق، فوجدت نفسي أمام رجلي موساد يهددانني بأهلي في الضفة الغربية، إما لأتوقف أو أشي بما يجري". بالطبع خليل، الذي هو اليوم في منتصف الستينيات من العمر، لم يتراجع، لكنه فضح هذا الأمر الذي أثار غضبا كبيرا بين المتضامنين. وقد جاء كتاب "عن طريق الخداع" لعميل الموساد السابق، فيكتور أوستروفيسكي، ليفضح عمل "نقطة الموساد" في التجسس وتشويه سمعة الفلسطينيين في اسكندنافيا.
في فترة لاحقة، فرض العمل التضامني، بتأمين زيارات ميدانية للاطلاع على واقع الفلسطينيين، محاصرة الرواية الصهيونية في اسكندنافيا. وتفيد السيدة سونيا سورنسن، التي نشطت منذ السبعينيات، في حديثها لـ"العربي الجديد"، بأن "مقاومة الفلسطينيين للاحتلال وإصرارهم على حقوقهم التاريخية كان الحجر الأساس في تطور عمل المتضامنين، والدفع بتغيير في أوساط الرأي العام". ترى سورنسن أن "كل عمل بسيط، من صنع قرص فلافل، إلى ارتداء سيدة فلسطينية لثوبها المطرز، إلى لوحات فنية، كالدبكة والموسيقى والشعر والرسم، ساهمت في القول للمحيط إن ثمة شعبا هنا سلبت أرضه ويحاول المحتل سرقة تراثه (وهي تشير إلى المحاولات الأولى لسرقة الإسرائيليين حتى للمأكولات الشعبية الفلسطينية وتقديمها كيهودية في اسكندنافيا)".

أهداف المتضامنين... أوسلو خلقت مصاعب
بالعموم تتفق كل تلك المؤسسات والجمعيات واللجان التضامنية مع فلسطين حول خطوط عامة منذ تأسيسها، فإلى جانب سعيها إلى "خلق شبكة تضامن أوروبية واسعة"، كانت برامجها لا تتردد في "دعم نضال الشعب الفلسطيني بكل أشكاله ضد الاحتلال"، في فترة كان يوصف الفلسطيني بـ"الإرهاب"، لكن هؤلاء لم يتراجعوا رغم الحملات الأمنية والإعلامية ضدهم، بل بعضهم أورث عمله لأبنائه ومحيطه.
وفي الجانب الآخر اتفقت جميعها على "مواجهة اللوبيات بخلق كتلة سياسية وازنة في المستوى السياسي". وقد حققت الحركة التضامنية في اسكندنافيا اختراقات كبيرة في كبريات النقابات الوطنية وبين يسار الوسط، بل وصلت العلاقة مع أطراف يمين الوسط البرلماني إلى خلق نوع من التفاهم على ضرورة إنهاء الاحتلال.
وبالرغم من كل المصاعب، والتراجع الذي خلفته اتفاقية أوسلو التي عارضها كثيرون من الشخصيات المتضامنة مع فلسطين، واعتبروها "ستضعف قوة المواقف الفلسطينية"، إلا أنها استطاعت اليوم أن تخلق مناخا أدى إلى الاعتراف بفلسطين في السويد، ورفع التمثيل الدبلوماسي في أوسلو وكوبنهاغن، رغم أن الأخيرة، وبوجود داعمين برلمانيين، تتردد في تلبية مطالب اليسار بالاعتراف بفلسطين.
النشاط التضامني مع فلسطين، على مستويات مختلفة، من النقابية إلى الثقافية والرياضية والسياسية، نجم عنه ما نراه اليوم من اتساع عابر للأجيال في مستوى الوعي والمشاركة.
على سبيل المثال، يبرز العمل التضامني لكسر حصار غزة، وفي مجال سحب الاستثمارات ووقف التعاون مع سلطات الاحتلال وفرض قوانين مقاطعة بضائع المستوطنات، والسعي أكثر لتطبيق سياسات ضغط على دولة الاحتلال، وانتهاء الأحادية الإعلامية، وفرض نوع من التوازن، رغم استمرار سعي أصدقاء الاحتلال إلى تشويه الصورة.
وفي النتائج المباشرة لتراكم العمل في النرويج، ضم البرلمان في أوسلو، بعد انتخابات 2009، 29 عضوا من "مجموعة أصدقاء فلسطين"، ومن بين هؤلاء عضو في يمين الوسط، توربيورن أساكسن.
وفي كوبنهاغن، يضم البرلمان أسماء كثيرين من حزبي اللائحة الموحدة والبديل ممن يصنفون بأصدقاء فلسطين، ويعتبر في يسار الوسط موينز لوكاتوفت، رئيس البرلمان السابق والجمعية العامة للأمم المتحدة ووزير الخارجية الأسبق، أحد أشهر الشخصيات التي يلاحقها اللوبي الصهيوني بسبب موقفه المؤيد لفلسطين والناقد بجرأة لدولة الاحتلال. وبعض برلمانيي الدول الاسكندنافية وقادة أحزاب مختلفة، وكتاب وصحافيون، هم اليوم على "اللائحة السوداء" للاحتلال، وبعضهم له باع وتاريخ طويل في تأسيس لجان التضامن والنشاط فيها حتى يومنا، وقد ساهم هؤلاء في فتح قاعات البرلمانات أكثر من مرة لمناقشة مختلف القضايا والقرارات المتعلقة بفلسطين، ومحالات الضغط للاعتراف بفلسطين كجزء من برامجهم الانتخابية.
ومن جهة ثانية، ورغم انتقاد المتضامنين لـ"تراجع بعض الفصائل الفلسطينية عن مواقفها السابقة في العلاقة مع المتضامنين"، باستثناءات قليلة لنشطاء الجبهة الشعبية، الموضوعة على قائمة "الإرهاب" في كوبنهاغن، أصبح خلال السنوات الماضية دعما مباشرا لمشاريع للفلسطينيين، يتجاوز تضامن سفر شباب اسكندنافي للمساهمة على الأرض بدعم نضال الشعب الفلسطيني، إلى جمع تبرعات وإرسال سيارات إسعاف وإقامة مشاريع ريعية لأكثر المناطق تضررا في فلسطين المحتلة.

التضامن بوجوه أخرى
في أواخر الثمانينيات اشتهرت في الدنمارك قضية "بليكنكسغاذه"، والتي كشفت عن قيام يساريين من جيل "68" ولسنوات طويلة بتقديم الدعم للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من خلال السطو على البريد والبنوك، إلى جدل واسع فتح مجددا عيون الدنماركيين حول القضية الفلسطينية. وفي فترة الانتفاضة الأولى، أثيرت قضية اعتقال سلطات الاحتلال للشابة الدنماركية أولا لونغسبي، بتهمة تهريب الأموال في قالب جبنة، وهو ما أعاد أيضا طرح القضية الفلسطينية في عام 1988 و1989 بطريقة مختلفة عما كانت عليه في سنوات سبعينيات القرن الماضي.
أصبح استيراد البضائع الفلسطينية وعرضها في المتاجر الصغيرة ومقرات سياسية وحزبية ظاهرة لتثبيت الوجود الفلسطيني.
ثارت خلال الأعوام الماضية جدالات كثيرة حول الكوفية الفلسطينية، حين أرادت اللوبيات الحد من انتشار الكوفية الفلسطينية بأخرى زرقاء تحمل رمزية للاحتلال، واستطاعت الحركة التضامنية إنهاء كل تلك المحاولات، مثل محاولة تزوير الفلافل والحمص باعتبارهما طعاما "يهوديا وإسرائيليا"، ويرى المتضامنون أن تلك "المعارك البسيطة لها دور كبير أيضا في نشر الوعي عن الفلسطينيين".
بالرغم من كل محاولات اللوبيات المؤيدة للاحتلال بنفي الوجود الفلسطيني، لم تعد وسائل الإعلام والصحافة تستخدم stateless بل "فلسطيني" أو "لاجئ فلسطيني".
تعتب المنظمات التضامنية على منظمة التحرير والفصائل لعدم عملها الجاد منذ سنوات لوصم الاحتلال بدولة الأبرتهايد، ويقول بعضهم لو أن "الجهود التي استخدمت لتمرير وتبرير أوسلو صبت في مصلحة المقاطعة الشاملة وإبراز عنصرية الاحتلال، لكانت النتائج أسرع مما حدث مع نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا"... كما أن هؤلاء المتضامنين يرون، مثل الفلسطينيين في تلك الحركات، أن "الانقسام الفلسطيني وغياب وضعف دور م ت ف أضعف فلسطينيي أوروبا ومؤيديهم".

المساهمون