أبناؤنا والألفاظ البذيئة

أبناؤنا والألفاظ البذيئة

20 مارس 2017
لابد من تقويم استخدام الالفاظ البذيئة للتعبيرعن الغضب (Getty)
+ الخط -
كلما كبر أطفالي كبرت معهم مشاعر خوفي من الشارع والإعلام وكل ما هو مؤثر فيهم. إلى متى سأظل متلازمة مع خوفي ذاك؟ وإلى متى سأظل متصيدة لكل تصرف أو لفظ يصدر منهم وغير متوافق مع نمط بيتنا؟ وهل لسلسلة التوجيهات والتقويمات من نهاية؟

حتى أتاني طفلي الأكبر بسؤال عن معنى لفظ خارج.. حينها فقط أدركت خطورة ما أنا فيه، لقد واجهت إعصارا من أسئلة طفلي فجأه دون إنذار سابق، وكأم لم أكن مستعدة بعد لإجابته.. لكن بما بقي من الفطرة لدي أجبته بأني مقدرة ثقته في، وطلبت منه أن يمهلني بعض الوقت لأتفرغ لإجابته على سؤاله بشكل وافٍ.

خرج صغيري وانشغل عني. وبقيت أنا حائرة وخائفة كيف سأجيبه؟ هل أنهره؟ هل أعاقبه إذا كرر سؤاله مرة ثانية؟ وبماذا سأصف وأشرح معه ذلك اللفظ البذيء؟ أدركت أنه لا مفر، لا بد أن أجيبه عن سؤاله بكل صدق، لأني ببساطة لا بد أن أكون أحد أهم مصادر معلوماته. لأنني ببساطة أكبر، لو تهربت من إجابته سيزداد فضوله ويدفعه للبحث عن معنى تلك "السبّة" وما استخداماتها من أصدقائه، أو الإنترنت.




استجمعت قواي وجلست معه وسألته عن اللفظ. أين سمعه؟ ومن ذكره أمامه؟... فأجابني بأنه سمعها أكثر من مرة، ولكن أقربها حينما تشاجر شابان في الشارع وسمعها من أحدهما. فقلت له إنني سأذكر له معناها لأني أثق فيه، ولكني اشترطت عليه أنه حالما يستمع لمعناها ألا يكررها نهائيا في البيت أو خارجه، وإلا سيتعرض للعقاب لأنها لفظ بذيء وشرحت له معناها بالتفصيل

وأنها تستخدم للإهانه والقذف في الأعراض. وأن ديننا يمنعنا من السباب وذكرته بالحديث الشريف: "إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه، قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه".

والحقيقة أننا مهما أحطنا أطفالنا بصوب تربوية (جمع صوبة زراعية) لاخترقها الشارع والمدرسة والنادي والإعلام والإنترنت بكل سهولة. وباحتكاكهم بأحدها لا بد أن تتطرق إلى مسامعه شتيمة أو مسبة ما ربما اضطر لاستخدمها ليعبر عن غضبه وعدم رضاه عن موقف ما، وهذا يؤكد أن دورنا معهم كقدوة حسنة في البيت وخارجه هو خير صمام أمان للأطفال وحمايتهم من السباب لذلك حاولت أن أوفر بعض الإرشادات التي قد تساعد الوالدين في السيطرة أو الحد من الألفاظ البذيئة لدى الأطفال:

  • تدريب الأطفال على أن شعورهم بالغضب ليس بالضرورة أن يترجم من خلال السباب، فربما التعبير عنه بلفظ "أنا غاضب من كذا" – هذا لا يناسبني- أو ترك المكان يساعده بشكل أفضل عن التعبير عن مشاعره بشكل صحي دون أن يؤذي مشاعر أحدهم.

  • حاولوا أن تشرحوا لأطفالكم أن السباب إن لم يؤلم بدنياً فهو مؤلم بشكل أقسى معنويا ونفسيا ويشعر الآخر بالإهانة والرفض والدونية، وهي مشاعر لا نقبلها على شخصنا فكيف نقبلها على غيرنا.

  • لا تبالغوا في ردود أفعالكم حينما يستخدم أبناؤكم السباب فربما استخدمها للفت انتباهكم له، وبالتالي قد يكررها كلما احتاج اهتمامكم. وبالطبع لا تتهاونوا أو تستخفوا بألفاظهم البذيئة فقد يتسرب لهم شعور بأنها ألفاظ مقبولة.

  • لا بد أن يشرح الأهل لأطفالهم أنه ربما كان السباب يشبع رغبة الطفل الغاضب بالانتقام قليلا، أو بالانتصار أحيانا، لكنه في النهاية بداية لمقدمات أخطر وسلوك ضعيف لمن لا يملك نفسه عند الغضب.







المساهمون