الدراما المسرحية داخل المدرسة: تنمية قدرات الأطفال لمواجهة الحياة

الدراما المسرحية داخل المدرسة: تنمية قدرات الأطفال لمواجهة الحياة

16 ديسمبر 2016
تعتبر الدراما المسرحية جزءاً من العملية التربوية(Getty)
+ الخط -
أثبتت كثير من الدراسات التربوية أهمية الأنشطة اللامنهجية بشكل عام والدراما المدرسية بشكل خاص في تطوير شخصية التلاميذ، حيث ثبت أن الأخيرة تعتبر عاملاً مسانداً لتطوير النمو التعليمي والتعلمي. كما أن لها جانباً نفسياً في غاية الأهمية وهو مساعدة الطفل على التعبير عن شخصيته وآماله وطموحاته ورغباته ومتطلباته، خصوصاً في المجال الاجتماعي.

فالجانب النفسي عند الطفل مرتبط بصورة تناسبية ومتناغمة مع الجانب الاجتماعي، ولكي نوصل أطفالنا للنجاح الاجتماعي علينا أن نهتم بأدوارهم وتجاربهم في حياتهم النفسية، وهذا يتم من خلال تشجيع الطفل على التعبير عن ذاته ومكنوناتها.

التربية السيكولوجية
ويعد لعب الدور والدراما المسرحية أفضل الأنشطة المدرسية لتحقيق ذلك، كونها تجعل الطفل حراً، تلقائياً، مبادراً، فيتبنى كل طفل الدور الدرامي الذي يحتاج إليه، وتعتبر الأدوار الدرامية سلسلة من مخاوف وقلق وأحلام وأمنيات الطفل ومعبراً حقيقياً عن حياته النفسية.

وما أحوج أطفالنا اليوم للاهتمام بالأنشطة اللامنهجية جميعاً بحسب ميول كل طفل، وأهمها أنشطة المسرح المدرسي، فهو تربية مسرحية تعتمد الفن المسرحي كأداة لتحقيق التربية السيكولوجية، وفيها تهذيب للنفس، وتنفيس عن مخاوفها وقلقها. كما أن الطفل فيها يحقق الاستبصار الذاتي، أي تنكشف أمام الطفل مخاوفه فيواجهها بالتدريج، ويتخطى سلبياتها، بدءاً بالشعور، ثم تبني أفكار مختلفة، ثم تعلم خبرات إيجابية جديدة تساند الطفل في حياته اليومية مع ذاته ومع الآخرين.
 



جزء من العملية التربوية

تعتبر المدرسة مؤسسة لتحقيق الأهداف التربوية التعليمية، وأهمها تطور التحصيل الدراسي للطفل، وتعتبر الدراما المسرحية جزءاً من العملية التربوية. بل وأثبتت كثير من الدراسات التربوية الحديثة أن الدراما المسرحية تدعم تحسين الحالة النفسية للتلاميذ وتقوي دافعيتهم نحو التحصيل الدراسي. فهي تقدم كنشاط لامنهجي يحسن الصحة النفسية للأطفال ويقوي شخصياتهم في تقديم النموذج الإيجابي والقدوة الحسنة للشخصية الناجحة والمثابرة والمبادرة بصورة تتناسب مع أعمارهم واحتياجاتهم النفسية والاجتماعية.

كما أنها تستثمر طاقات وقدرات الأطفال 
اللامحدودة وتوظفها في حالة تفكير إبداعي، يعبر عنه الطفل بسلوك إيجابي يعود على ذاته بمشاعر إيجابية تملأ ذاته حماسة وسعادة. لذلك يدعو التربويون لتعزيز الدراما ليس فقط عبر الأنشطة المدرسية بل أن تكون جزءاً من المنهاج الدراسي ويعززها المدرسون خلال الحصص التعليمية، فهي تطور الأطفال معرفياً ووجدانياً.

أنواع الدراما 

تنقسم الدراما من حيث الأداء إلى نوعين، هما الدراما الصامتة والدراما الناطقة، ومن حيث المضمون إلى أربعة أنواع وهي: الدراما الاجتماعية وتعالج قضايا البيئة الاجتماعية للطفل كالعائلة والأصدقاء والزملاء، وقضايا كالانتماء والتطوع والقيم الأخلاقية، والدراما التعليمية وتستخدم داخل الصف المدرسي في حصص التاريخ والجغرافيا والعلوم والرياضيات وميادين اللغة العربية وفي التربية الدينية. والدراما الشعرية التي تستخدم في المناظرات والشعر القصصي أو المسرحي.

ويكتسب الأطفال منها الشجاعة الاجتماعية واللباقة في الحديث، وأخيراً الدراما الفكاهية والتي تدور أدوارها حول القصص والحكايات الطريفة وتعمل على تطوير الخيال والإبداع عند الطفل من خلال المرح والضحك ويكتسب الأطفال منها مشاعر إيجابية وتطور قدراتهم نحو قيم اجتماعية مفيدة كالتسامح وحب الآخرين والمبادرة.


المساهمون