الحجّاج السوريّون.. فوضى التأشيرات تزيد معاناتهم

الحجّاج السوريّون.. فوضى التأشيرات تزيد معاناتهم

03 أكتوبر 2014
وصلت أعداد الحجّاج لهذا العام لأكثر من 12 ألفاً(الأناضول)
+ الخط -
رحلةُ السوريين إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج لم تكن سهلة على الإطلاق. يتحدثون عن معاناة وفوضى. هؤلاء جاؤوا من أربع دول هي تركيا، التي انطلق منها الحجاج المقيمون في الأراضي التركية ومناطق الداخل السوري، إضافة إلى الأردن ولبنان ومصر. ففي هذه الدول، افتتحت اللجنة العليا للحج التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سورية، مكاتب لها لاستقبال طلبات الراغبين في أداء هذه الفريضة.

سوء إدارة
عانى الحجّاج الذين وصلوا إلى جدة، قبل الانطلاق إلى مكة، بسبب عدم صدور تصاريح الحج الخاصة بهم. علماً أن وزارة الحج في المملكة العربية السعودية اشترطت في الأعوام الأخيرة على الذين يرغبون بأداء فريضة الحج الحصول على تصاريح تسمح لهم بدخول مكة والمدينة، إضافة إلى تأشيرة زيارة للمملكة. ويبدو أن قلة خبرة الكوادر القائمة على اللجنة العليا للحج، والتي نظمت عملية تسجيل وقبول وسفر الحجاج السوريين، ساهمت في حصول هذه الفوضى في عملية قبول الحجاج السوريين، ما أدى إلى انتظار بعضهم لأيام في مدينة جدة، قبل أن يحصلوا على "تصريح الحج".

واشتكى الحجاج السوريون من "عدم كفاءة وسوء إدارة القائمين على حملة الحج إضافة إلى رؤساء الأفواج المرافقين لهم، بسبب الفوضى التي اتسمت بها رحلتهم بدءاً من المطارات التركية، وصولاً إلى مطار جدة، في ظل المشاكل في تأشيرات الزيارة". يُضاف إلى ذلك قيام إدارة الهجرة والجوازات في المملكة العربية السعودية بإعادة عشرين حاجاً سورياً على الأقل من مطار مدينة جدة إلى تركيا بعد مصادرة جوازاتهم، بحجة أن هذه الجوازات "مزوّرة"، علماً أن هذه الجوازات نفسها تم قبولها سابقاً من قبل إدارة الهجرة والجوازات في المملكة.

تسهيلات
وخلال الأيام الأخيرة، خرجت أعداد كبيرة من السوريين المقيمين في مدن وبلدات الشمال السوري بشكل جماعي، متوجهين إلى مطارات مدن أنطاكيا وغازي عنتاب وأضنة وإسطنبول التركية. ومن هناك، صعدوا الطائرات التي تعاقدت اللجنة العليا للحج مع الشركات المشغلة لها، لنقلهم إلى مطار مدينة جدة.

وكانت لجنة الحج العليا قد بدأت منذ نحو ثلاثة أشهر، بدعوة الراغبين من السوريين لأداء فريضة الحج، للتسجيل في مكاتبها. وأوضحت أنها "ستتولى جميع الإجراءات وعمليات التسجيل، وتقديم الطلبات، وإصدار التأشيرات اللازمة من المنافذ الحدودية للمملكة العربية السعودية، إضافة إلى متابعة عمليات النقل والإسكان في مكة المكرمة والمدينة المنورة، والشعائر المقدسة، وأمور الطوافة".

وقالت نائبة رئيس الائتلاف المعارض، نورا الأمير، لـ "العربي الجديد"، إن "لجنة الحج وقعت اتفاقية مع وزارة الحج في المملكة العربية السعودية، للقيام بالترتيبات للحج بدءاً من العام الماضي"، موضحة أنها "افتتحت مكاتب عدة لها في كل من عمّان والقاهرة وبيروت وإسطنبول وغازي عنتاب والريحانية". وأشارت إلى أن اللجنة "مسؤولة عن تيسير إجراءات الحج، وإعداد الترتيبات اللازمة لخدمة ورعاية حجاج بيت الله الحرام من السوريين". وتشمل مهامها "عمليات التسجيل وتقديم الطلبات وإصدار التأشيرات اللازمة والنظامية من المنافذ الحدودية عبر سفارات المملكة العربية السعودية".

أضافت الأمير أن "اللجنة تعاقدت مع جمعية أهل الحديث للاستفادة من مكاتبها في خدمة الحجاج المتواجدين على الأراضي السورية (البوكمال، ريف إدلب، الرستن، الوعر)، بهدف تسهيل تسجيل الحجاج، ومتابعة عمليات النقل والإسكان في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بناءً على الاتفاقية الموقعة مع وزارة الحج في المملكة العربية السعودية".

معاناة واستياء
استقبلت مكاتب اللجنة في المدن التركية طلبات السوريين المقيمين في تركيا والشمال السوري. ويقدر عدد هؤلاء، بحسب اللجنة، بخمسة آلاف حاج. كذلك، استقبلت آلاف الطلبات الأخرى في مكاتبها في بيروت والقاهرة وعمان. وتم تمديد عملية التسجيل أكثر من مرة. وعانى الراغبون في أداء فريضة الحج من تعديلات متكررة للحصول على التأشيرات ودفع الرسوم واستلام الجوازات، عدا عن التأخير في تأمين تذاكر السفر وغيرها من الإجراءات مما أدى إلى استياء الحجاج.

كذلك، اشتكى الحجاج السوريون من "رداءة" الطائرات المستأجرة لنقل السوريين. وقال محمد السيد لـ "العربي الجديد"، إبان وصوله إلى مطار جدة، "خرجت مع مجموعة من الحجاج السوريين من ريف حلب الغربي إلى مطار مدينة أنطاكيا قرب الحدود السورية التركية. انتظرنا أكثر من ثلاث ساعات في المطار من دون أي مبرر، قبل أن نصعد طائرة قديمة. بعدها، وصلنا إلى مطار جدة حيث انتظرنا أربع ساعات في صالة المطار من دون أن يستقبلنا أحد من اللجنة".
المعاناة لم تنتهِ هنا.. اشتكى الحجاج أيضاً من سوء الخدمات. وأوضح أيهم الحموي الذي وصل إلى جدة أيضاً، أن "اللجنة أمنت له الإقامة في فندق قيد الإنشاء ولا يحمل اسماً، ما اضطره وعائلته ورفاقهم إلى المبيت في غرفة غير جاهزة للسكن، يملؤها الغبار".

من جهة أخرى، حمّل النظام السوري المملكة العربية السعودية مسؤولية منع السوريين من أداء الحج للموسم الثالث على التوالي. في المقابل، كان لعدد من المواطنين رأي مخالف. وقال أبو ماهر الحمصي، وهو أحد الحجاج السوريين المقيمين في مناطق خاضعة لسيطرة النظام لـ "العربي الجديد"، "النظام منع الجميع من أداء فريضة الحج لهذا العام"، موضحاً أنه "سجل اسمه عن طريق لجنة الحج في الائتلاف في مكتب مدينة الريحانية التركية، وتم قبول طلبه". وأشار إلى أن "الذهاب لأداء فريضة الحج عن طريق الائتلاف يعرضه للخطر. لذلك، لن يخبر أحد بذلك باستثناء عائلته وبعض المقربين، خوفاً من الاعتقال". وبيّن أن السبب هو "حصر الحصول على التأشيرة بمكاتب لجنة الائتلاف".

وكان الائتلاف قد أعلن أن "عدد الحجاج السوريين للعام الماضي بلغ 6500 حاج، ذهبوا إلى مكة المكرمة عن طريق الائتلاف حصراً، في حين وصلت أعداد الحجاج لهذا العام إلى أكثر من 12 ألف حاج".