الموت يطرق أبواب جنوب دمشق.. ليريح أهلها من الجوع

الموت يطرق أبواب جنوب دمشق.. ليريح أهلها من الجوع

13 يناير 2015
الحصول على الأرزّ أو البرغل صعب (الأناضول)
+ الخط -

يعود الموت ليحوم في شوارع من أحياء جنوب دمشق المحاصرة منذ نحو سنتَين. هو موت من نوع آخر يترقّب سقوط ساكني تلك الشوارع الجياع، بعدما منع النظام دخول المساعدات الإنسانيّة إلى مخيّم اليرموك وأغلق المعبر الوحيد لإدخال المواد الغذائيّة في ببيلا.

ويشدّد الناشط الإعلامي رامي السيد على أن "الحالة الإنسانيّة في جنوبي دمشق في تدهور يوميّ، سواء أكان ذلك في المناطق التي لم توقّع هدنة مع النظام مثل مخيّم اليرموك ونواحي الحجر الأسود والتضامن والقدم والعسالي، أو في تلك التي وقّعت هدنة مثل يلدا وببيلا وبيت سحم. فمخاوف المدنيّين من تكرار مأساة الموت جوعاً إلى تزايد مستمرّ". ويوضح أن "عقب إغلاق النظام معبر ببيلا قبل أسابيع ومنعه إدخال المواد الغذائيّة إلى السكان، رفع التجار الكبار الأسعار في حين فضّل الصغار منهم الاحتفاظ بالكميات التي يملكونها لأنفسهم. والسبب بديهيّ: خوفاً من الجوع".

وكان عشرات المدنيّين المحاصرين في جنوب دمشق ومن بينهم أطفال ونساء، قد ماتوا جوعاً من جرّاء فرض النظام حصاراً مطبقاً عليهم، خصوصاً في مخيّم اليرموك وناحية الحجر الأسود. يضيف السيّد أن "الحصول اليوم على قليل من الأرزّ أو البرغل أو السكر أمر صعب جداً، وهو يحتاج إلى علاقة وثيقة بأحد التجار. وذلك طبعاً بأسعار تضاعفت خمس مرات مقارنة مع ما كانت عليه قبل إغلاق المعبر، بالنسبة إلى المناطق المهادنة".
ويتابع أنه بالإضافة إلى أزمة المواد الغذائيّة، ثمّة أزمة مياه شرب. وهو ما يضطر الأهالي إلى السير كيلومترات عديدة للحصول على قليل من المياه غير الصالحة للشرب، ليرووا بها ظمأهم. ويتزامن كل هذا مع أزمة محروقات تتفاقم في عزّ برد الشتاء، وخصوصاً مع العاصفة الثلجيّة زينة التي ضربت البلاد قبل أيام".

من جهته، يقول زياد وهو ناشط من ببيلا، إن "النظام أغلق المعبر في إطار سياسة عقاب جماعي تستهدف مدنيّين ومقاتلين". ويشدّد على أن "المأساة الأكبر هي في العزلة التي يعيشها أطفال المنطقة وفتيانها. فكثيرون من هؤلاء الصغار لا يعرفون ما هي أفلام الرسوم المتحركة مثلاً. ومئات منهم خارج المدرسة للعام الثاني على التوالي، ما يهدّد مستقبلهم بالضياع".
ويلفت إلى أن "الحصار الخانق والقصف اليومي بالإضافة إلى ضيق العيش، أمور تدفع بعدد كبير من الشباب إلى التشدّد والالتحاق بالتنظيمات المتشدّدة، فيتحوّل الواحد منهم إلى مشروع قاتل أو مقتول".