منال الشريف "روزا باركس" السعوديّة

منال الشريف "روزا باركس" السعوديّة

16 مارس 2014
منال الشريف بعد تكريمها
+ الخط -
رفضت روزا باركس عام 1955 أن تنهض من مقعدها في الحافلة لرجل أبيض، مخالفةً بذلك قانوناً أميركيا معمولاً به حينها يمنع جلوس السود في وجود رجل أبيض واقف. وثارت ثائرة الرجل الأبيض مع إصرار روزا على رفض الوقوف، فما كان من سائق الحافلة إلا التوجه إلى أقرب مركز للشرطة لمعاقبتها. وتم التحقيق معها وتغريمها 15 دولاراً لقاء تعديها على حقوق الغير، لتنطلق شرارة غضب السود في أميركا ويقرروا مقاطعة وسائل المواصلات والمطالبة بحقوقهم كبشر. وبعد 381 يوماً، قضت المحكمة بانتصار روزا على الرجل الأبيض وعلى قانون البيض الظالم الذي تقرّر إلغاؤه تماماً.
وحازت المدوّنة والكاتبة السعودية منال الشريف لقب "روزا باكس السعودية"، بعدما تحدّت القوانين التي تمنع النساء من قيادة السيارات في بلادها، وتداولت وسائل الإعلام حول العالم قصتها مع ربط اسمها باسم السيدة السمراء التي غيّرت قانون التمييز في أميركا.
وتم تكريم الشريف أخيراً في بيفرلي هيلز، كاليفورنيا، لمناسبة اليوم العالم للمرأة، في مأدبة غداء استضافتها تينا براون، رئيسة تحرير "ديلي بيست" السابقة. لكن منال الشريف فاجأت الحضور بقولها إنها مستاءة من وصفها بهذا اللقب، مضيفة أنها لا تعتبر نفسها مناضلة وإنما "بالنسبة إليّ أنا أعبّر عن رأيي بوضوح في ما أراه خاطئاً. أنا مجرد إنسانة تحاول الوقوف ضد الظلم، وأعتقد أن منح الأشخاص الذين يحاربون الأوضاع الخاطئة أوصافاً من هذا النوع يجعل آخرين يرغبون في الأمر نفسه يخشون من العواقب".
وأضافت، في كلمة لها خلال حفل التكريم، أنها تعرّضت للكثير من المخاطر بسبب مواقفها وأرائها "ليس من الطبيعي في السعودية أن تسير سيدة بمفردها في الشارع، وأنا لا أغطي وجهي وبالتالي أتعرّض للكثير من المضايقات. ذات مرة كنت أبحث عن سيارة أجرة لتوصيلي إلى منزلي وتبعني شخص يحاول معاكستي، واضطررت في النهاية إلى قذفه بحجر لإبعاده عني".
ويحظر القانون السعودي على النساء قيادة السيارات، لذلك أشعل فيديو ظهرت فيه منال الشريف تقود سيارة في الطريق العام عاصفة من الجدل في السعودية وحول العالم خاصة بعدما تعرضت بسببه للاعتقال قبل أن يُطلق سراحها لاحقاً بعد ساعات، ثم اعتقلت مجدداً وظلت محتجزة لتسعة أيام.
وتم تكريم منال الشريف قبل أيام في دبي، حيث ضمّتها قائمة "أرابيان بيزنس" لأقوى 100 امرأة عربية والتي ضمت إلى جانبها خمسة عشر سيدة سعودية أخرى. كما نشرت مجلة "نيوزويك"، في الثاني عشر من مارس/ آذار الجاري، قائمة بأسماء "١٥٠ امرأة لا تُقهر" بينهن سعوديتان إحداهما منال الشريف، وظهر اسمها ضمن قائمة مجلة "فورين بوليسي" لأهم 130 شخصية شكلت الحوار العالمي في عام 2011.

دلالات

المساهمون