زيارة المتاحف بوصفة طبيب

زيارة المتاحف بوصفة طبيب

31 أكتوبر 2018
في المتحف (Getty)
+ الخط -
سيبدأ أطباء كنديون قريباً تقديم وصفات طبّية تتضمن زيارة المتاحف، إذ تبين أنّ مثل هذه الزيارة والتعرف إلى الأعمال الفنية والتجول بينها والتأمل فيها، تعزز السيروتونين في الدماغ، وهو المساعد في تحسين المزاج.

يعرض تقرير من موقع "سميثسونيان" التعليمي المتخصص، مشاهدات من "متحف مونتريال كيبيك للفنون الجميلة". هناك تجد نفسك وجهاً لوجه مع أعمال لرامبرانت، وإل غريكو، وأوغوستو رودين، بالإضافة إلى 43 ألف قطعة فنية مختلفة تمتد من السيراميك الصيني إلى منحوتات الإينوي. لا شكّ بأنّ لمثل هذه الزيارة فوائد معرفية ثقافية، لكنّ الجديد هو النظر إلى فوائد طبية غير ملحوظة، إذ اتفقت مجموعة من الأطباء على أن يبدؤوا في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، على تضمين وصفاتهم الطبية زيارة المتاحف لعلاج مجموعة من الأمراض والمشاكل الطبية.

بفضل حملة تدعو لزيارة المتاحف، استجاب أطباء من رابطة الأطباء الفرنكوفونيين في كندا، لتقديم وصفات تشمل بطاقات مجانية لزيارة المتاحف لفترة محدودة، علماً أنّ سعر البطاقة يصل إلى 23 دولاراً كندياً (18 دولاراً أميركياً).

تقول نائب رئيس الرابطة، هيلينا بوير، إنّ زيارة المتاحف أثبتت سابقاً قدرتها على زيادة نسبة السيروتونين، وهو ناقل عصبي معروف عنه أنّه "عنصر كيميائي سعيد"، من خلال خصائصه المساعدة في تحسين المزاج. مع ذلك، فإنّ قيمة الإبداعات الفنية لا تقتصر على تجاوز المشاكل الذهنية الصحية، فالعلاج بالفن يمكن أيضاً أن يساعد أولئك الذين يحتاجون إلى الترفيه والراحة في حياتهم، بسبب أمراض يعانونها كالسرطان والسكري والأمراض المزمنة.

وبحسب بوير، فإنّ جولة في متحف أو معرض فني، تعادل في تأثيرها الكيميائي تمريناً رياضياً، وهو ما يجعل المتحف البديل الأمثل للأشخاص غير القادرين على أداء التمارين الرياضية، كحال المرضى أصحاب الآلام الجسدية المزمنة، والأشخاص المسنين. تضيف: "عندما تدخل إلى المتحف تهرب تلقائياً من سرعة الحياة العصرية وما يرافقها من قلق".




تجدر الإشارة إلى أنّ هذا البرنامج هو الأول من نوعه على مستوى كندا، لكنّه يدخل في إطار العلاج بالفن، المتوافر في بلدان عديدة حول العالم، كما تمتد برامجه في كندا إلى تجارب مختلفة موجهة إلى أشخاص مصابين باضطرابات الأكل، ومرضى بسرطان الثدي والصرع والألزهايمر.

ستستمر المبادرة التي تنطلق يوم غد الخميس سنة كاملة، ليدرس بعدها الأطباء الأثر الذي تركته الزيارات على مرضاهم من أجل تقرير طبي نهائي شامل.

المساهمون