البصرة تخالف حظر التجوّل والأمن العراقي يتدخل

البصرة تخالف حظر التجوّل والأمن العراقي يتدخل

30 ابريل 2020
عودة للتشدّد بالإجراءات في البصرة(أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -

تشهد البصرة، في أقصى جنوب العراق، منذ صباح الخميس، انتشاراً أمنياً وعسكرياً مكثفاً لتطبيق إجراءات حظر التجوّل في مدن المحافظة، وذلك بعد تسجيل ارتفاع ملحوظ بعدد الإصابات بفيروس كورونا.

الانتشار الأمني والعسكري الذي شهدته البصرة، صباح الخميس، يأتي بطلب من السلطات الصحية التي تواجه صعوبات في إجراء عمليات مسح ميدانية، لعدد من مناطق المحافظة.

وقال مراسل "العربي الجديد"، في البصرة، إنّ قوات الجيش لا تزال تطوّق منطقة الهارثة، وتعزلها عن باقي مناطق المحافظة، بسبب تسجيل نحو 40 إصابة جديدة فيها، كلّهم من المشاركين بمجلس عزاء أقيم في حيّ شعبي داخل المنطقة، قبل يومين. 

وأفادت مصادر أمنية في البصرة، "العربي الجديد"، بأنّ الجيش يفرض إجراءات مشدّدة على دخول أو خروج السكّان إلى منطقة الهارثة، فضلاً عن مناطق أخرى في المحافظة سجّلت ارتفاعاً في أعداد الإصابات بالفيروس.

وبحسب المصادر ذاتها، تقرّر عدم تخفيف إجراءات حظر التجوّل في البصرة، مع توفير قوات أمنية لمساندة الفرق الصحية التي تواجه صعوبات في عملها.

وشوهدت دوريات لقوات الجيش والشرطة تجوب المناطق والأحياء السكنية، وتذيع تعليمات عبر مكبّرات الصوت، تطلب فيها من السكّان البقاء في منازلهم. فيما منعت قوات الأمن أيضاً، محاولات لأصحاب محال تجارية وعمّال وكسبة، لدخول أحد الأسواق، في شارع الجزائر، لممارسة أعمالهم، مطالبين بتعويضهم مالياً أو السماح لهم بممارسة أعمالهم.

ولفتت المصادر إلى منع القوات العراقية التجمّعات، وعدم السماح بافتتاح الأسواق والمتاجر، باستثناء المخابز والبقالات، وأكّدت إغلاق شارع الجزائر، وسط البصرة،  شكل كامل، بحواجز وضعتها الشرطة.

وشهدت منطقة الحيانية في البصرة، ليل الأربعاء - الخميس، تدخّل الشرطة لفضّ التجمّعات في المنطقة، وفرض حظر التجوّل بالقوة، ودخلت في مشادات كلاميّة مع السكّان، قبل أن تُخلي الشوارع من السيارات والمارّة.

ودعا محافظ البصرة ورئيس خليّة الأزمة في المحافظة، أسعد العيداني، السكّان المحليين إلى التزام حظر التجوّل الكلّي، وتطبيق تعليمات الخليّة في الظروف الراهنة. وأكّد، في بيان له، أمس الأربعاء، أنّ الهدف من الإجراءات الوقائية "توفير حماية أكبر للمواطنين".

وناشد العيداني، سكّان البصرة عدم إقامة أو حضور المناسبات الاجتماعية كافة، وشدّد على ضرورة عدم الخروج من المنازل إلّا في الحالات الضرورية والطارئة، حفاظاً على سلامتهم.
وأضاف العيداني أنّ زيادة عدد المصابين بفيروس كورونا في البصرة، حدث نتيجة حضور مواطنين مناسبة اجتماعية، وأوضح أنّ مخالفة التعليمات ستؤثر سلباً بسلامة المواطنين.

وأعلنت قيادة عمليات الجيش في البصرة، في وقت سابق، الاستنفار الأمني العام في المحافظة لمواجهة ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا.

وفي السياق ذاته، طالب مكتب مفوضية حقوق الإنسان في البصرة، بإعلان حالة الطوارئ في المحافظة، مضيفاً، في بيان له: "نظراً للأوضاع المقلقة التي تمرّ بها محافظة البصرة، والزيادة الخطيرة في عدد الإصابات، يدعو المكتب خليتَي الأزمة المركزية (في بغداد)، والمحليّة (في البصرة) إلى إعلان حالة الطوارئ، والسيطرة على الوباء عبر الرقابة والوقاية المناطقية، ودعم العائلات ذات الدخل المحدود".

ودعا المكتب سكّان البصرة إلى عدم الاستهانة بجائحة كورونا، والتزام التباعد الاجتماعي، وتطبيق المزيد من إجراءات الوقاية.

يُشار إلى أنّ البصرة شهدت تزايداً ملحوظاً في الإصابات بفيروس كورونا يومَي الثلاثاء الذي شهد تسجيل 39 إصابة، والأربعاء الذي سُجّلت فيه 50 إصابة، من بينها 35 لأشخاص حضروا مجلس عزاء أُقيم في منطقة الهارثة شمالي المحافظة.

وقال مدير صحة البصرة، عباس التميمي، إنّ عدد المصابين الكلّي في البصرة، حتى يوم الأربعاء، وصل إلى 406 إصابات، بينها 17 وفاة، و184 حالة شفاء.

وحول الأوضاع الصحيّة في البصرة، قال عضو اللّجنة الاستشارية لخليّة الأزمة الصحية في المحافظة، الدكتور محمد الفتلاوي لـ"العربي الجديد"، إنّ "السيطرة على الأحياء الشعبية هي من الأمور الأكثر صعوبة للسيطرة على الوباء، وحصر الإصابات. وتفلّت مصاب أو اثنين وممارسته حياته بشكل طبيعي، ومشاركته في تجمّعات مثل مجالس عزاء أو دخوله أسواقاً، تعني عشرات الإصابات الجديدة".

وأضاف الفتلاوي أنّ "الجميع يأمل من السكّان في البصرة الحفاظ على صحتهم والبقاء في منازلهم. والجميع يعي تأثير ذلك مادياً على الأسر، لكن الأوضاع خطيرة، وخروجهم لن يكون حلاً، بل هو مشكلة أكبر".

وكشف عن "العودة إلى تخفيف الإجراءات، حالما يجري التأكّد من حصر الإصابات أو السيطرة عليها، وعدم وجود إصابات غير مشخّصة في المجتمع، وهو ما نعوّل عليه من خلال فرق المسح الميداني".

المساهمون