"غسان كنفاني" تدمج المعوّقين في عين الحلوة

"غسان كنفاني" تدمج المعوّقين في عين الحلوة

07 ديسمبر 2014
تحفز المؤسسة الطفل على المشاركة (محمود زيات/فرانس برس)
+ الخط -
محمود (20 عاماً) شخص معوّق، يعاني من تأخر النمو. يتلقى تعليمه في مؤسسة غسان كنفاني في مخيم عين الحلوة، بصيدا جنوب لبنان. هناك يتعلم الأحرف والرياضة والغناء، ويلعب مع رفاق له، فلا يشعر بأيّ تأثير للإعاقة على حياته، خصوصاً أنّ المؤسسة تعتمد دمج الأشخاص المعوّقين مع غيرهم في الصفوف المهنية والدورات التدريبية.

من جهتها، تقول المشرفة التربوية في المؤسسة، زهرة الأسدي: "نعمل مع الأطفال بالتعاون مع المراكز الصحية في منطقة صيدا، وبالتعاون مع هيئة الإعاقة الفلسطينية، والمؤسسات العاملة". وتضيف: "نرصد الأطفال المعوقين ونعتمد استراتيجية التدخل المبكر، لاستقدامهم إلى المؤسسة في سنواتهم الأولى. وهو ما يشكل ميزة لنا وللأطفال معاً". تتابع: "نجري دراسات ميدانية للتعرف على الحالات الموجودة، لأنّ بعض الأهالي يرفضون فكرة المؤسسة، فنتدخل لإقناعهم، من خلال التعرف على طريقة تعاملنا مع الأطفال وعلى برامجنا، كما نعمل بشفافية مع الأهل".

ويرفض كثير من الأهالي فكرة وضع أبنائهم المعوقين، في مركز خاص. ويعتبرونه نوعاً من الإحراج. لكنّ السنوات الأخيرة شهدت تحسناً على هذا الصعيد. وباتت غالبية عائلات الأشخاص المعوقين تفتش عن مراكز متخصصة لأبنائها. وتشير الأسدي إلى أنّ المؤسسة تستقبل "أصحاب حالات عديدة، كالشلل الدماغي، ومتلازمة داون، والتأخر في النمو العقلي والجسدي، والتوحد، وصعوبة الإدراك، والصعوبات التعليمية".

أما عن التعامل مع الأطفال في المؤسسة، فتقول: "يحتاج الطفل إلى أكثر من عام، لأنّه يكون في مرحلة الاكتشاف في الفترة الأولى. ويكون قد انتقل من جو البيت، إلى جو يعتبر غريباً عنه، فيصير وكأنه في حالة ضياع. وقد لا يكون خرج من المنزل إلاّ مرات قليلة، ومع مجيئه إلى المركز يختلف الأمر، ونطلب من الأهل أن يسألوا عن تطور حالة ابنهم، بعد عام أو اثنين لتظهر النتائج. فالعام الأول لاختبار واكتشاف الطفل. وبعد عامين يصبح تطوره ظاهراً".
وعن البرنامج اليومي تقول: "نعمل دائماً على تحفيز الطفل على المشاركة في النشاطات التي نمارسها في المركز، وخارج المركز. ومنهم من يكون شارداً في الصف، إلاّ أنه يطبق ما تعلمه في الصف، عندما يعود إلى البيت".

تعمل المؤسسة اليوم على إشراك طلابها في معارض رسم للوحاتهم الخاصة. كما تتبنى مشروع دمج الأشخاص المعوقين مع غير المعوقين. وبدأت ذلك من خلال صف الفتوة الذي تتراوح أعمار المشتركين فيه بما بين 18 عاماً و31 عاماً. وهنالك أيضاً دمج جزئي لعمر 15 عاماً، في صفوف المهن.