40% من ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة أطفال

40% من ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة أطفال

23 أكتوبر 2023
1900 طفل شهيد في غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 17 أكتوبر (إياد البابا/ فرانس برس)
+ الخط -

يُشكل الأطفال في قطاع غزة الشريحة الأوسع في عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لليوم السابع عشر على التوالي، والذي يستهدف المباني والمُنشآت المدنية والسكنية الآمِنة فوق رؤوس قاطنيها دون سابق إنذار.
ووفق الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، فقد وصل عدد الشهداء الأطفال إلى نحو 1900 شهيد منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، من أصل 4700 شهيد، من بينهم 1023 امرأة، إلى جانب إصابة نحو 15 ألف مواطن بإصابات مختلفة.

130 طفلاً من الأطفال الخدج في قطاع غزة يواجهون خطر الموت

وتسبب بهذا الكم الكبير من الشُهداء الاستهداف المُباشر للمباني والأبراج والبنايات السكنية والبيوت المأهولة، والأسواق، والأماكن العامة، وتجمُعات المواطنين، سواء في مدينة غزة، أو شمال القطاع، أو حتى في المناطق الجنوبية للقطاع، والتي طلبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من المواطنين اللجوء إليها كمناطق آمنة.

نصف سُكان غزة من الأطفال
ومُنذ إعلان الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة المُحاصر مُنذ 17 عاما، فقد استهدف نحو 164 ألف وحدة سكنية، تضررت بشكل جزئي أو كلي، فيما بلغ عدد النازحين، بفعل القصف الإسرائيلي، المُترافق مع التهديدات المُباشرة، إلى قرابة مليون و400 ألف مواطن، سواء في مراكز الإيواء وعددها 217 مركزًا، أو في بيوت الأقارب والجيران والأصدقاء.
ويُشكل الأطفال قرابة نصف سُكان قطاع غزة، والبالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، في بقعة جغرافية لا تتجاوز 360 كيلومترا مربعا، ما يُفسر الأعداد المُرتفعة للضحايا الأطفال في كل عملية قصف تستهدف البيوت والأحياء المُكتظة بالمدنيين، خاصة مع نزوح مئات آلاف المواطنين مع أطفالهم داخل تلك البيوت والتجمُعات، التي تستهدفها الطائرات الحربية دون سابق إنذار.

ويوضح المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة أن نحو 40% من إجمالي عدد الشهداء هم من الأطفال، وقرابة 70% هم من الأطفال والنساء والمُسنين، فيما تلقت الوزارة نحو 1450 بلاغا عن مفقودين لا يزالون تحت الرُكام، منهم قرابة 800 طفل.
ويُبين القدرة في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الاعتداءات الإسرائيلية لا تتوقف على القصف المُباشر، إذ يواجه قرابة 130 طفلا من الأطفال الخدج في قطاع غزة خطر الموت في ظل تعنت الاحتلال الإسرائيلي بمنع إدخال الوقود اللازم لتشغيل مولدات المستشفيات.
وتستقبل مُستشفيات قطاع غزة مُنذ بداية العدوان الإسرائيلي كُل ساعة قرابة 50 شخصاً ما بين شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال، بسبب شراسة القصف الذي يستهدف الأعيان المدنية، بشكل مُباغِت، ودون أي تحذيرات مُسبقة.

100 طفل يستشهدون يومياً في غزة
في هذه الأثناء، تقول مديرة الاستراتيجيات في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مها الحسيني إن الاحتلال الإسرائيلي يعلم جيدًا الطبيعة السكانية في قطاع غزة، وأن نحو نصف السكان هم من الأطفال، إلا أنه ومع ذلك يستخدم قنابل وأسلحة غير تقليدية على المناطق والأحياء السكنية المكتظة، دون إيلاء اهتمام للمدنيين، بمن في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن.
وتلفت الحسيني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن أكثر من مائة طفل يستشهدون يوميًا في غزة، وهذا وحده يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة واتفاقية حقوق الطفل، وتضيف "من الواضح أن هذا الكم من الاستهداف للأطفال بهذه النوعية من الأسلحة قد يرقى لجريمة حرب ترتكبها إسرائيل دون إدانة دولية صريحة ودون محاسبة".
وتُتابع "من الطبيعي أن تُخلف الاستهدافات للمباني السكنية هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين والأطفال، على اعتبار أن 90%؜ من حالات الاستهداف لا يتم إنذار السكان أو تحذيرهم منها، حيث تُقصف مبانٍ سكنية بأكملها فوق رؤوس ساكنيها".

وتُشدد الحسيني على أن الصمت الدولي المطبق على تلك الانتهاكات يُترجمه الاحتلال الإسرائيلي كضوء أخضر لارتكاب المزيد من الجرائم ضد المدنيين، ومن ضمنهم الأطفال، فيما لم تُعفِ المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة وأجسامها المختلفة، من المسؤولية تجاه المخالفات الجسيمة التي يرتكبها الاحتلال دون محاسبة.
وتُدلل كثافة المجازر الإسرائيلية المُرتكبة خلال وقت قياسي، من خلال القصف المُباشر للبيوت والعمارات السكنية والأعيان المدنية والأسواق والمناطق المفتوحة والمفترقات، على عدم اكتراث الاحتلال الإسرائيلي بزيادة أعداد الضحايا، والذين يسقطون بالمئات يوميًا، وجُلهُم من الأطفال.

المساهمون