مضاد البكتيريا في الصابون السائل يهدّد الكبد

مضاد البكتيريا في الصابون السائل يهدّد الكبد

01 ديسمبر 2014
تبيّن للخبراء أنها تسبّب تليّف الكبد وإصابته بالسرطان (Getty)
+ الخط -

الصابون السائل لا ينظّف اليدَين فحسب، بل قد يساهم في إصابة الكبد بالسرطان. هذا ما خلص إليه باحثون في جامعة كاليفورنيا - سان دييغو، نشروا دراستهم في دوريّة "وقائع الأكاديميّة الوطنيّة للعلوم". أما السبب، فمادة "تريكلوسان" المضادة للبكتيريا والموجودة في مئات المنظفات التي نستخدمها يومياً.

وهذه المادة الكيميائيّة التي حذّرت الدراسة من مخاطر التعرّض لها، تدخل عموماً في تركيبة مستحضرات النظافة الشخصيّة من شامبو ومعجون أسنان على سبيل المثال، بالإضافة إلى معظم المنظفات المنزليّة. وقد جاء التحذير، بعد أن تبيّن للخبراء بعد تجارب على الفئران، أنها تسبّب تليّف الكبد وإصابته بالسرطان.

وشرح الأستاذ المحاضر في كلية الطب في جامعة كاليفورنيا – سان دييغو روبرت تاكي الذي قاد فريق الباحثين، أن "استخدام تريكلوسان بشكل مكثّف قد يسيء إلى صحّة الإنسان، بدلاً من المساعدة على القضاء على الجراثيم". يضيف أن "مخاطر المادة الجدّية قد تغلب على فائدتها البسيطة، خصوصاً حين تختلط مع مركّبات كيميائيّة أخرى تتفاعل في ما بينها وتؤدي إلى خلل في وظائف الكبد".

وفي التجارب التي أجراها الفريق على فئران المختبر، تعطّلت وظائف الكبد لدى تلك القوارض وكانت أكثر عُرضة للإصابة بأورام الكبد، في خلال ستة أشهر من تعريضها للمادة الكيميائيّة. وهذه الفترة الزمنيّة تعادل 18 عاماً لدى البشر.

من جهته، شدّد عالم فيزياء في معهد سكريبس للأبحاث الطبيّة الأميركيّة دانيال سالومون على أهميّة الدراسة إذ "تجنّبت التعميم، وحصرت البحث في مادة تريكلوسان وتفاعلاتها". لكنه دعا إلى التعمّق في دراسة أثرها على صحّة الإنسان، لافتاً إلى أن "دراسات عديدة حول إصابة حيوانات بالسرطان وعلاقتها بالبشر، كان قد تبيّن خطؤها لاحقاً". وشرح أن ذلك "يعود إلى اختلاف ردّ فعل جسم الإنسان عن الحيوان. وبالتالي قد يكون تطبيق تلك الدراسة على البشر، مجرّد إنذار خاطئ".

إلى ذلك، أفادت إدارة الغذاء والدواء الأميركيّة (إف دي إيه) بأن مادة "تريكلوسان" قد تنفع في معجون الأسنان، إذ تقلّل البكتيريا التي تتجمّع في الفم والتي ثبت علمياً علاقتها بأمراض القلب والتهاب المفاصل وغيرها.

لكنها أشارت إلى أن استخدام "تريكلوسان" في مستحضرات النظافة الشّخصية والمنظفات المنزليّة على أنواعها، لا يفضي إلى نتيجة أفضل من تلك التي تمنحها المنتجات التقليديّة التي كان يستخدمها البشر في السابق والخالية من تلك المادة.

المساهمون