تمهّل قبل تناول العرقسوس في رمضان

تمهّل قبل تناول العرقسوس في رمضان... إليك المنافع والأضرار

08 مايو 2020
يكثر استهلاك مشروب العرقسوس برمضان (Getty)
+ الخط -
ينتشر استهلاك مشروب العرقسوس بكثرة في البلدان ذات البيئات الحارة، ويعتبر تقليدًا شائعًا خلال شهر رمضان، إذ تكاد لا تخلو مائدة إفطار منه. وترجع هذه العادة لفترات تاريخية قديمة، حين كان الجنود والمسافرون يتناولون خلاصة العرقسوس، في ساحات المعارك والصحارى لتخفيف إحساسهم بالعطش أثناء المسيرات الطويلة، ولكن هل يمكن استهلاكه من دون محاذير؟

يقدّم لكم "العربي الجديد"، معتمدًا على رأي الخبراء، كل ما عليكم معرفته إذا كنتم تتناولون العرقسوس خلال شهر رمضان..

ما هو الحد الأقصى الذي يمكننا تناوله من العرقسوس؟

تشير الصيدلانية ريام كريم إلى أن تحديد الجرعات اليومية من العرقسوس مسألة صعبة، لتوفره بأشكال مختلفة مثل الحلوى والمشروبات والمكملات والمستخلصات مختلفة التراكيز، إلا أنها تنصح بعدم استهلاكه بكثرة.

وتقول: "حذرت هيئة الغذاء والدواء الأميركية في عام 2011، من أن استهلاك 57 غراما من العرقسوس يوميًا لمدة أسبوعين، يمكن أن يسبب نقص بوتاسيوم الدم واضطراب نظم القلب، وتزداد الخطورة لدى الذين تجاوزت أعمارهم 40 سنة".

وتؤكد كريم أن هناك مبالغة في القيمة الغذائية المرجوة من النبات، من قبل الأشخاص الذين يتناولونه بشكل مفرط، وتقول: "لا يوجد مبرر للاستهلاك الدائم له، لأن فوائده في هذه الحالة لا تقارن بالنتائج السلبية".

وسجل الأدب الطبي عددًا كبيرًا من المصابين بمضاعفات نتيجة استهلاك منتجات العرقسوس، من بينهم حالة وردت في مجلة "الجمعية الطبية الكندية"، لرجل يبلغ من العمر 84 عامًا، عانى من ارتفاع ضغط دم، ووذمة في طرفيه السفليين، ورهاب للضوء، وانخفاض بوتاسيوم، على خلفية تناوله كأسين يوميا لمدة أسبوعين، من شراب العرقسوس المحضر منزليًا.

مخاطر العرقسوس

تشير كريم إلى أن الإفراط في استهلاك العرقسوس يمكن أن يسبب العديد من الاضطرابات لدى الأصحاء، منها ارتفاع ضغط الدم، واحتباس السوائل والصوديوم، وانخفاض البوتاسيوم الذي قد يؤدي إلى اضطراب نظم القلب والاعتلال العضلي.

وتضيف: "تتوقف شدة الأعراض على الجرعة اليومية ومدة الاستخدام، والقابلية الفردية لتطوير هذه الأعراض، وهي قابلة للسيطرة بعد التوقف عن تناول العرقسوس".

وتحذر من تناوله من قبل الأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية وكلوية، أو ارتفاع في ضغط الدم، وتقول: "يعد الوعي العام بالمنتجات الحاوية على العرقسوس ومضاعفاته المحتملة إلزاميًا، لتجنب سوء استخدامه غير المقصود".

هل يتداخل العرقسوس مع الأدوية؟

تشير الصيدلانية إلى احتمالية تداخل العرقسوس مع مضاد التخثر "الوارفارين"، وتحذر من إكثار تناوله مع مانعات الحمل الفموية لأنه يقلل من تأثيرها، ومع المدرات وأدوية "الكورتيزون" والديجوكسين الذي يوصف في حالات فشل القلب الاحتقاني.

وتوضح أنّ لا حاجة للامتناع كليًا عن تناول منتجات العرقسوس من قبل المرضى الذين يتعاطون أحد هذه الأدوية، وإنما يكفي عدم الإفراط وعدم الاستهلاك اليومي.

هل يعد العرقسوس آمنًا للحوامل؟

تربط بعض الدراسات الاستهلاك المزمن لمنتجات العرقسوس أثناء الحمل بخطر الولادة المبكرة، وتحذر كريم النساء الحوامل من تناوله لفترات طويلة، وتقول: "يرتبط ذلك بضعف القدرات اللفظية والسمعية والذاكرة السردية، وزيادة مظاهر العنف لدى الأطفال المولودين".

وتوضح أن استهلاك الحوامل لكميات مفرطة من المواد الغذائية الحاوية على العرقسوس، يؤثر على المحور النخامي الكظري لدى مواليدهن، ويزيد من خطر إصابتهم بأمراض البالغين لاحقًا.