اليمن: تحذيرات من مخاطر تفشي فيروس كورونا في صنعاء

اليمن: تحذيرات من مخاطر تفشي فيروس كورونا في صنعاء

26 مايو 2020
اتهامات بإخفاء إصابات كورونا في صنعاء (محمد حمود/Getty)
+ الخط -

يخشى كثير من اليمنيين أن يخرج الوضع الصحي في العاصمة صنعاء عن السيطرة مع تزايد أعداد الوفيات بين المصابين بفيروس كورونا، في حين أطلقت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا نداء استغاثة للمجتمع الدولي لإنقاذ سكان العاصمة من إنكار جماعة أنصار الله "الحوثيين" لتفشي الوباء.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين، تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في 6 مايو/أيار الجاري، وقالت إن المصاب لاجئ أفريقي فارق الحياة متأثرا بمضاعفات صحية، قبل أن تسجل إصابة ثانية لمواطن يمني قدم إلى صنعاء من عدن، وكشفت عن الإصابة الثالثة قبل 10 أيام.

لكن مصادر محلية تؤكد توسع رقعة انتشار الفيروس في صنعاء التي تضم كثافة سكانية كبيرة، وكشف مصدر طبي في مستشفى الكويت، لـ"العربي الجديد"، تسجيل 9 وفيات بفيروس كورونا خلال الـ48 ساعة الماضية، وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "مركز العزل في مستشفى الكويت بات عاجزا عن استقبال إصابات جديدة بسبب تفشي الفيروس داخل الأحياء، والأمر متكرر في مستشفى زايد".

وترفض السلطات في صنعاء التعليق على تفشي الوباء رغم أنباء عن وفاة عدد من قياداتها بالفيروس، إلا أنها تؤكد أن أسباب وفاتهم "طبيعية". وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن مستشار وزارة الخارجية، شفيع ناشر العبسي، توفي بعد 10 أيام من احتجازه في مركز العزل الصحي، بالتزامن مع وفاة مدير عام شؤون الموظفين بذات الوزارة، السفير عبد الواحد العديني.
وأكدت المصادر، أن "عددا من موظفي وزارة الخارجية التابعة للحوثيين، تم إخضاعهم للحجر الصحي بعد تأكد إصابتهم، كما توفي نحو 6 موظفين في مصلحة الضرائب".

وطالبت الأمم المتحدة السلطات الصحية في صنعاء بالإفصاح عن حقيقة تفشي الفيروس، ومكاشفة الرأي العام بالواقع، وقامت المنظمة بسحب نحو 100 موظف أجنبي من أصل 158 إلى إثيوبيا، وفقا لوكالة "العمل الإنساني" المعنية بأخبار الإغاثة.

ومع تزايد المطالب الشعبية للمنظمات الأممية بكشف حقيقة الوباء، أعلن مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن، في بيان رسمي، أن مسؤولية الإبلاغ عن الإصابات والوفيات بالفيروس تقع على عاتق السلطات المحلية.
واتهم مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، في تقرير أمس الإثنين، السلطات الأمنية التابعة للحوثيين بإغلاق العديد من الأحياء بشكل عشوائي، وقال التقرير: "اصطحب رجال مسلحون الأطقم الطبية، ودهموا منازل الأشخاص المشتبه بإصابتهم، وفي بعض الأحيان، تمركز مسلحون حوثيون خارج منازل المصابين بالفيروس لفرض حجر صحي، ما خلق خوفاً لدى المواطنين من الإبلاغ عن الأعراض، كما أدى أسلوب التعامل مع المصابين إلى وصمهم كمتهمين".

وأبدت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا مخاوفها من الوضع الصحي في صنعاء، ووجه وزير الإعلام، معمر الإرياني، مساء الثلاثاء، نداء استغاثة عاجلا للمجتمع الدولي والأمم المتحدة لإنقاذ سكان صنعاء، مما وصفها بـ"جرائم الإبادة الجماعية".

وقال الإرياني عبر تويتر: "المعلومات الواردة من صنعاء ومناطق سيطرة الحوثي حول عدد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا خلال الأيام الماضية، تحمل مؤشرا كارثيا على مستوى التفشي، وانعدام الرعاية الطبية، في ظل استمرار سياسة الإنكار، وتعريض حياة الملايين للخطر".

وحتى مساء الإثنين، سجلت المناطق الخاضعة للحكومة التي تتخذ من مدينة عدن عاصمة مؤقتة، 233 إصابة بفيروس كورونا، من بينها 44 حالة وفاة، و10 حالات تعاف.

المساهمون