طلبة فلسطين المغتربون يطلقون حملة "رجعونا ع بيوتنا"

طلبة فلسطين المغتربون يطلقون حملة "رجعونا ع بيوتنا" وسط أزمة كورونا

14 مايو 2020
يطالب المغتربون بالعودة إلى ديارهم (فيسبوك)
+ الخط -

أطلق فلسطينيون عالقون في دول مختلفة حول العالم، صفحات وهاشتاغات على مواقع التواصل الاجتماعي لإثارة قضيتهم عبر وسائل الإعلام المختلفة، ومطالبة الجهات الرسمية الفلسطينية، المتّهمة بالتقصير منذ بدء أزمة كورونا، بإعادتهم إلى بلادهم.

وفرضت جائحة كورونا إغلاقاً لكل المطارات وإيقاف حركة الطيران في شتى أنحاء العالم، وبدأت غالبية الدول بإجلاء رعاياها حفاظاً على حياتهم، إلا أنّ الفلسطينيين وجدوا أنفسهم أيتاماً في مواجهة هذا الفيروس، في ظلّ تأخّر السفارات والممثليّات الفلسطينية وتجاهلها الرد على الكثير من المناشدات التي أطلقها العالقون.
وبإعلان وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الخميس، تسجيل حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا، للفلسطيني بهاء خليل في السويد، ترتفع أعداد الوفيات بسبب هذا الفيروس، بين أبناء الجالية الفلسطينية في مختلف دول العالم إلى 78 حالة، فيما سُجّلت 1445 إصابة بين صفوف المغتربين.
في فيديو، نشرته صفحة "رجعونا ع بيوتنا"، يؤكّد العالقون، وأكثرهم من الطلبة، أنّ أوضاعهم أصبحت لا تُطاق، وأنهم يعانون بسبب مكوثهم في الحجر بعيداً عن ذويهم، بسبب تفشي فيروس كورونا في الدول التي يقيمون فيها.


ريهام إسحاق تقول إنّها عالقة في لندن، منذ شهر مارس/ آذار، وتضيف: "كلّ العالم روحوا مواطنيهم إلا إحنا، ولم نعد نستطيع تحمّل وعود أكثر بدون ما يكون هناك دعم لإعادتنا، ونطالب بأن يحدث ضغط وروحتنا لأهلنا بيكفّي".
أما الطالبة أسيل بدر من الضفة الغربية المحتلة، وهي تحمل الجواز الفلسطيني وتدرس في إيطاليا، فتؤكّد أنّ منحتها الدراسية تنتهي في 30 مايو/ أيار الجاري، وتقول: "بعد انتهاء المنحة لا أدرى وين ممكن أعيش وين ممكن أكون، أتمنى الجهات المسؤولة للعمل بشكل أسرع للعمل لإعادتنا لأهلنا".
من جهتها الطالبة ياسمين، تقول: "لأكثر من شهرين بحاول أرجع على البلد ولكن لا يوجد أي طريقة، وأكثر من شهرين ننتظر أي نوع من المعلومات متى وكيف ممكن نرجع على بلدنا".
ويؤكّد الطالب محمد فرانكو الذي يدرس في المملكة المتحدة، أنّ هناك مئات الطلبة العالقين بدون مساعدات مادية أو نفسية، "تواصلنا مع السفارات مرات عديدة، وأُبلغنا بأننا لسنا أولوية".

الصفحة التي يديرها هؤلاء العالقون، ذكّرت بأنّ إطلاقها جاء من أجل الضغط على جميع الأطراف للسماح لهم بالعودة، مشيرة إلى أنّ "الضغط يجب أن يكون على جميع الأطراف ليسمحوا لنا بالعودة إلى بيوتنا فمن بيننا فلسطينيون من غزة ومن مخيمات الشتات، وبالأخصّ لبنان. لذلك، على الدولة اللبنانية أن تُسكت صوت العنصرية تجاه طلبتنا وشعبنا، خصوصاً في ظلّ هذه الظروف العصيبة التي نمرّ بها جميعاً، وتسمح لهم بالعودة إلى بيوتهم في لبنان".
ودعوا مصر إلى السماح لهم بالدخول إلى غزة، وقالوا: "نحن لا نبحث عن الخلاص الفردي، بل نكون موحّدين لحل قضيتنا كعالقين فلسطينيين في كافة أماكن وجودنا".
الحقوقي الفلسطيني، عصام عابدين، تابع قضية العالقين، وأبرق برسالة إلى قيادة السلطة ووزارة الخارجية الفلسطينية، وأكّد أنّ العديد من الطلبة الفلسطينيين العالقين في الخارج تواصلوا مع السفارات والممثليات والبعثات الفلسطينية في الخارج بلا جدوى.
وقال: "بعضهم أغلق الخطوط الهاتفية في وجه الطلبة، وبعضهم لم يرد على الاتصالات ولا على الرسائل والمناشدات ولم يحرّك ساكناً لمد يد العون لهم، في الجائحة، وتأمين عودتهم الآمنة إلى أرض الوطن".
وأكّد عابدين في مضمون الرسالة التي نشرها على صفحته على "فيسبوك"، أنّ الأوضاع الإنسانية للعالقين مرشّحة للمزيد من التدهور والبؤس نتيجة الإهمال والتقصير الفجّ من السفارات والممثليات الفلسطينية في الخارج، وغياب المتابعة والمحاسبة.
وأضاف أنّ حرمان الطلبة الفلسطينيين والعالقين حقهم الدستوري في العودة إلى الوطن بأسرع وقت، نتيجة هذا الإهمال والتقصير الفجّ، ينتهك إرادة المشرّع الدستوري الفلسطيني المؤكَّدة صراحة في المادة الـ(28) من القانون الأساسي، ويشكّل جريمة دستورية موصوفة بموجب أحكام المادة الـ(32) من القانون الأساسي، تستوجب المساءلة والمحاسبة.

في المقابل، أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، اهتمامه الكبير ومتابعته المتواصلة لأوضاع الجاليات والطلبة واللاجئين والعالقين، وصحتهم وظروفهم المعيشية، وذلك بناءً على التوجيهات والتعليمات التي أصدرها الرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ إعلان حالة الطوارئ.
وقال المالكي، في تصريحات، إنّ "الرئيس أصدر تعليمات مشدّدة لجميع الأطراف الفلسطينية، للتعاون مع وزارة الخارجية ومساعدتها في إنجاز مهماتها تجاه جالياتنا وشعبنا في الشتات، ووجّه بضرورة إعادة العالقين من الطلبة والمواطنين إلى أرض الوطن والتنسيق في ذلك مع وزارة الصحة لتقديم أفضل الخدمات الطبية اللازمة لهم عند عودتهم".
وأوضح وزير الخارجية أنّه ورد في بعض المناشدات أنّ سفارات دولة فلسطين لا تردّ على مكالمات العالقين، وأضاف: "بهذا الشأن، يؤكّد فريق الطوارئ في الوزارة، أنّ السفارات تتلقى يومياً مئات الاتصالات والاستفسارات وتردّ عليها، وتعمل بكامل طاقتها لخدمة أبناء شعبنا في هذه المرحلة الحرجة والصعبة، خاصة العالقين، ويؤكّد الفريق أهمية عدم تعميم أيّة مشكلة أو تقصير أو خلل قد يحدث هنا أو هناك".

المساهمون