حفتر يواصل استهداف المنشآت الصحية الليبية وسط تفشي كورونا

حفتر يواصل استهداف المنشآت الصحية الليبية وسط تفشي كورونا

23 ابريل 2020
حفتر يعتدي على 61 منشأة صحية (فرانس برس)
+ الخط -
مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا إلى 60 حالة، وفق ما أعلنه "المركز الوطني لمكافحة الأمراض"، تستمر مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بقصفها العشوائي على العاصمة طرابلس، مستهدفة مخازن أدوية ومنشآت صحية، من بينها مستشفيات لإيواء مصابين بفيروس كورونا.

واتهمت حكومة "الوفاق" حفتر بتقويض جهودها لمكافحة تفشي وباء كورونا في البلاد، بعد أيام من استنكار البعثة الأممية في ليبيا لاستمرار الهجمات المتكررة على المنشآت الصحية، داعيةً إلى "ضرورة وقف القتال وتكثيف الجهود لمواجهة انتشار الجائحة".

وقال وزير الداخلية في حكومة "الوفاق" فتحي باشاغا، في مؤتمر صحافي، أمس الأربعاء: "في أثناء جهودنا المضنية لاحتواء جائحة كورونا، كثف المجرم حفتر هجماته الوحشية على المدنيين بقصف عشوائي للمناطق السكنية المكتظة بالسكان في طرابلس وقصف المستشفيات والمرافق الصحية وسيارات الإسعاف"، مشيراً إلى أن استمرار هجمات حفتر أجبر حكومة الوفاق على تقسيم مواردها بين الدفاع عن العاصمة وبين إدارة جائحة كورونا. وأكد باشاغا أن حفتر سيقوّض جهود احتواء فيروس كورونا في ليبيا.

وبينما عبّر الوزير عن قلق حكومته من "تزايد التهديدات التي تُوجَّه إلى الأطباء والخبراء الطبيين"، أدانت وزارة الصحة اختطاف مليشيات حفتر لعدد من الأطباء في مدينة سرت.

وقالت الوزارة، في بيان لها، اليوم الخميس، إنّ "أجهزة مجموعة أمنية تابعة لمليشيات حفتر اختطفت طبيبين وممرضاً وأحد الكوادر العاملة في مستشفى ابن سينا بمدينة سرت".

وليست هي المرة الأولى التي تستهدف فيها مليشيات حفتر مراكز الرعاية الصحية، فحتى الاثنين الماضي، قصفت بصواريخ "غراد" مستشفيين ميدانيين، في منطقة وادي الربيع شرق طرابلس، تديرهما فرق الإسعاف، أدت إلى إصابة خمسة مسعفين بحراج خطرة، تزامناً مع بيان للبعثة الأممية في ليبيا عبّرت فيه عن استنكارها لاستهداف المستشفيات والمراكز الطبية، من بينها مراكز مخصصة للتعامل مع وباء كورونا في ليبيا، معتبرة هذه الانتهاكات خرقاً للقانون الإنساني، قد يرقى إلى مستوى جريمة حرب.

ورغم تعمد مليشيات حفتر استهداف المراكز الصحية المخصصة لإيواء المصابين بفيروس كورونا، من بينها مستشفى الخضراء، في السابع والثامن من الشهر الجاري، إلا أن الأمم المتحدة لم تزد على حد وصف الاعتداء بــ"الانتهاك لقرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن"، دون أن تسمي الطرف المنتهك.

ومن دون أن يشير إلى إصابة ستة مدنيين، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بوقف "الهجمات المستمرة على العاملين في المجال الطبي والمستشفيات والمنشآت الطبية، خصوصاً في هذا الوقت فيما الحاجة ماسة لمنع انتشار جائحة كورونا" وفق نص بيانه.

وبعد يومين من استهداف مستشفى الخضراء، الذي اضطرت وزارة الصحة إلى إخلائه ونقل المصابين بالفيروس إلى أماكن أخرى أكثر أمناً، قصفت مليشيات حفتر بـ"صواريخ غراد" مخازن للأدوية في منطقة السواني جنوبي طرابلس.

وفي مفارقة، أعلنت قيادة حفتر، بالتزامن مع استهداف مستشفى الخضراء، صدور أوامره بــ"إنشاء 4 مستشفيات ميدانية في الزنتان وسرت وسبها وأجدابيا"، مشيرة إلى أن كل مستشفى يتسع لــ 50 سريراً.

ورغم بيان حفتر الذي حدد مهمة المستشفيات الأربعة بــ"الميدانية"، أي إنها خاصة بميدان الحرب، إلا أن قيادته أشارت إلى أن القرار "يأتي ضمن الإجراءات التي اتخذتها القيادة لمواجهة وباء فيروس كورونا والحد من انتشاره".

وأضاف نص القرار أن حفتر "خصص جزءاً من ميزانية القوات المسلحة (قوات حفتر) لتجهيز مستشفى طوارئ بقاعدة بنينا في إجراء احترازي لمجابهة فيروس كورونا"، على الرغم من وقوعه داخل قاعدة عسكرية.

وبحسب إحصاء نشرته الصفحة الرسمية لعملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة "الوفاق"، الأسبوع قبل الماضي، فإن حجم اعتداءات مليشيات حفتر على المنشآت الصحية بلغ 61 اعتداءً، منذ إعلانه العدوان على العاصمة طرابلس، في إبريل/ نيسان من العام الماضي.

وأوضح الإحصاء أنّ 26 اعتداءً على سيارات الإسعاف أدت إلى مقتل 13 طبيباً ومسعفاً، بالإضافة إلى إصابة 36 آخرين.​

دلالات