خبراء بريطانيون لا يتوقّعون لقاحاً قريباً لفيروس كورونا

خبراء بريطانيون لا يتوقّعون لقاحاً قريباً لفيروس كورونا

20 ابريل 2020
نسبة نجاح أي لقاح غير مؤكدة (Getty)
+ الخط -
يرى خبراء بريطانيون أنّ نسبة نجاح أيّ لقاح ضدّ فيروس كورونا، لازالت مبهمة وغير مؤكدة، بالرغم من الجهود المبذولة للإسراع في إنتاج اللقاحات التي من شأنها مكافحة المرض.

وأعلنت سارة جيلبرت، أستاذة اللقاحات في جامعة أكسفورد البريطانية، التي تقود فريقا يعمل على تطوير لقاح Covid-19"، أنه لا يمكن لأحد أن يتأكد تماماً من إمكانية إنتاج اللقاح، أو حتى أن يقدّم ضمانات بشأن لقاح فعال، بالرغم من الجهود المبذولة لإنتاجه بحلول فصل الخريف، إذا سارت الأمور بشكل مثالي. وقالت في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية "إنه يجب الانتظار لحين التأكد من جميع الفحوصات والاختبارات لقياس نجاح أي لقاح"، مضيفة أنه "من الصعب معرفة متى يكون اللقاح جاهزا ، بخاصة أن عملية تطويره تمر بمراحل معقدة".

ونقلت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية في تقرير بعنوان "لا يوجد ضمان لنجاح لقاح ضدّ فيروس كورونا"عن ديفيد نابارو، أستاذ الصحة العالمية في إمبريال كوليدج لندن، قوله "لا يمكن أن يقدم أحد أي ضمانات تتعلق بتطوير لقاح آمن وفعال ضد جميع الفيروسات". وأبلغ نابارو صحيفة "أوبزرفر" البريطانية، أنه "من الصعب للغاية تطوير لقاحات فعالة ضد جميع الفيروسات نظراً لطبيعة بعضها المعقد، لذا بالنسبة للمستقبل المنظور، سيتعين علينا إيجاد طرق لمواصلة حياتنا مع هذا الفيروس كتهديد مستمر".

وتسعى جيلبرت مع فريقها لإجراء اختبارات السلامة والموافقات النهائية لبدء التجارب السريرية، بعد موافقة العديد من المتطوعين لإجراء فحوصات الدم، والتحقق من حالتهم الصحية. وسيحصل نصف المتطوعين التجريبيين على لقاح الفيروس التاجي، بينما سيحصل النصف الآخر على لقاح مرخص للحماية من التهاب السحايا، وذلك لدراسة مدى استجابة المتطوعين للقاحات.

وبحسب الدراسات الصادرة عن جامعة أكسفورد، سيبدأ تحصين الفئات العمرية ما بين 18 و55 عاماً باللقاحات فور جهوزها، قبل الانتقال إلى الفئات العمرية الأكبر سنا، وذلك لقياس مدى السلامة والاستجابة المناعية للقاح، إذ عادة، لا يتم قياس الاستجابات المناعية مع تقدم العمر. ووفق تشريعات الطوارئ يمكن استخدام اللقاحات للفئات الأكثر عرضة للفيروس، بما في ذلك العاملون في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية.

تحذيرات مستمرة

من جهته، حذر مبعوث لمنظمة الصحة العالمية من استمرار حالة عدم اليقين بشأن لقاح ضد فيروس كورونا، الأمر الذي ستكون له نتائج سلبية، خاصة أن الفيروس ينتشر في العديد من الدول، ما يهدد بحصول كارثة صحية. وفي المملكة المتحدة، حذر باتريك فالانس، كبير المستشارين العلميين، بحسب صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، من فكرة الاعتماد على إنتاج لقاح لمعالجة الفيروس التاجي في الوقت القريب. وقال: "حتى إذا ظهر اللقاح، فإن ضمان سلامته قد يستغرق وقتا أطول، إذ عادة ما تأخذ جميع اللقاحات الجديدة فترة طويلة من التجارب، قبل نشرها وتوزيعها على المواطنين"، مضيفاً أن بعض اللقاحات قد تأتي بنتائج عكسية، فيمكن أن تكون أكثر خطورة مما يسببه الفيروس.

وأصدر وزير الحكومة مايكل جوف تحذيراً أيضاً، من أنّ الإسراع في إنتاج اللقاحات وتوزيعها أمر لا يمكن اعتماده قبل إجراء العديد من التجارب، مشيراً إلى أنّ هناك العديد من الأمراض التي لم يتم تطوير لقاح ضدّها. وقال "لا أعتقد أنه يجب على أي شخص أن يفترض تلقائيا أن لقاحا ضدّ الفيروس سيأتي قريبا". ويقوم المسؤولون حاليا بوضع خطة أطلق عليها "إشارات المرور" تتكون من ثلاث مراحل، والتي ستساعد المملكة المتحدة على الخروج من الإغلاق التام، حتى قبل اكتشاف وتطوير اللقاحات.

المساهمون