"إنفلونزا إسرائيل" تهدّد أهالي سيناء

"إنفلونزا إسرائيل" تهدّد أهالي سيناء

08 يناير 2020
لقاحات ضد الإنفلونزا (Getty)
+ الخط -

تسود حالة من القلق في أوساط سكان محافظات شبه جزيرة سيناء شرقي مصر، من انتقال فيروس الإنفلونزا الموسمية الذي تفشّى في الأراضي الفلسطينية المحتلة أخيراً، وأدى إلى وفاة 15 إسرائيلياً وإصابة العشرات ما زالت حالاتهم خطيرة ويتلقون العلاج في المستشفيات، في ظل تنقل الإسرائيليين من وإلى سيناء عبر معبر طابا الذي يفصل بين المنطقتين. ويتضاعف القلق في ظلّ ضعف المنظومة الصحية في سيناء، كجزء من الإهمال الحكومي للمنطقة، خصوصاً محافظة شمال سيناء.

وطالبت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد الجهات المسؤولة في مناطق محافظتي شمال وجنوب سيناء، بضرورة توفير الأدوية والأمصال الطبية المضادة لكافة أنواع أمراض الإنفلونزا، بما فيها الإنفلونزا العادية. وكشفت مصادر طبية لـ "العربي الجديد" أن مدير مديرية الصحة في شمال سيناء طارق شوكة، طالب وزارة الصحة بضرورة توفير لقاحات ضد الإنفلونزا لعدم وجودها في مستشفيات المحافظة، خصوصاً وأن المحافظة تشهد طقساً قاسياً خلال فصل الشتاء، إضافة إلى انتشار الأمراض، في ظل التقلبات المناخية التي تشهدها هذه الفترة.

وأضافت المصادر أن وكيل وزارة الصحة في شمال سيناء كشف أن هناك حالة من الهلع بين المواطنين بسبب الإنفلونزا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما دفعهم إلى التوجه إلى المستشفيات الحكومية والخاصة والعيادات خوفاً من انتقال الأمراض. وأشارت إلى أن زايد طالبت وكيل الوزارة بتهدئة الرأي العام في سيناء، لأن ما يحدث عادي ولا داعي للقلق. ويعاني العديد من المستشفيات في شمال سيناء من نقص في عدد الأطباء والأدوية، وتدني الخدمات الطبية، في وقت دعا مسؤول حكومي إلى ضرورة تشديد الرقابة على الحدود بين مصر وإسرائيل، ووقف الاستيراد والتصدير بين الجانبين، وإغلاق المعابر التجارية، لضمان عدم دخول أي منتجات من إسرائيل.




يشار إلى أن فيروس الإنفلونزا ينتشر في إسرائيل منذ بداية موسم الشتاء الحالي، وأدى إلى مقتل 15 إسرائيلياً وإصابة العشرات، في وقت لم تتمكّن حكومة الاحتلال الإسرائيلي من توفير اللقاحات المطلوبة إلا بكميات محدودة، ليبقى سبعة ملايين إسرائيلي من دون لقاحات. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن اللقاحات ستنفد خلال أقل من أسبوع، محذّرة من أن نحو سبعة ملايين إسرائيلي لم يحصلوا على اللقاحات. وأشارت مصادر طبية للصحيفة إلى أن الإنفلونزا الحالية تعد الأكثر عدوانية منذ سنوات، وما زالت في بدايتها. أضافت أن "بعض الضحايا لم يكن لديهم أي تاريخ مرضي، في وقت نقل عشرات المصابين إلى المستشفيات، بعضهم في حالة حرجة، إلى وحدات العناية الفائقة بسبب المضاعفات. وجميع هؤلاء لم يحصلوا على لقاحات".

إلى ذلك، قال مسؤول حكومي في محافظة جنوب سيناء لـ "العربي الجديد"، إن القلق يتزايد في المحافظة نتيجة الاحتكاك المباشر بين السياح الإسرائيليين والمواطنين المصريين، سواء العاملون في المناطق السياحية أو غيرها، إضافة إلى العاملين على المعابر والحواجز العسكرية، في ظل وجود حركة سياحة شتوية خلال هذه الفترة التي تتزامن مع تفشي الفيروس في إسرائيل". أضاف أن "التخوفات في شمال سيناء تتعلق بضعف المنظومة الصحية، وعدم قدرتها على التعامل مع الفيروس في حال تفشيه في سيناء، على عكس محافظة جنوب سيناء التي تحظى بالاهتمام الحكومي في غالبية المجالات بشكل مغاير عن مناطق الشمال. لكن في نهاية المطاف، فإنّ سيناء بأكملها غير جاهزة لتحمل انتقال الفيروس من الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي عن طريق الجو أو من خلال المصابين الإسرائيليين".



وأكّد المسؤول الحكومي نفسه أنّ "كافة الجهات الصحيّة في سيناء أرسلت تحذيراتها بشكل مباشر إلى الوزارة في القاهرة، بهدف الحصول على الدعم اللازم والفوري لكافة الوحدات الصحية في سيناء، بما يحفظ الجمهورية بأكملها من انتقال الفيروس من البوابة الشرقية الملاصقة لإسرائيل التي تعاني من تفشي الفيروس منذ أسابيع عدة، والتي أدت إلى وقوع ضحايا". وفي ذلك الحين، ستكون الجمهورية أمام كارثة صحية حقيقية، في حال انتقال الفيروس. بالتالي، من الضروري الاهتمام بتأمين اللقاحات في سيناء، في ظل قلة عدد المواطنين، خصوصاً الذين هم على احتكاك بالسياح الإسرائيليين، وعلى تماس مع الحدود المصرية سواء أكانوا سكاناً أم عاملين". وأوضح أنّ انتقال الفيروسات يفتح الباب مجدداً أمام المطالبات الدائمة لأهالي سيناء بضرورة الاهتمام الحكومي بهذه المنطقة، وعدم ترك سكّانها ضحايا للأزمات الحياتية والصحية والتعليمية والاقتصادية كما جرت العادة على مدار العقود الماضية. وأشار إلى أنّ الخطر يتهدّد المنطقة في ظل عدم قدرة السلطات الإسرائيلية على السيطرة على الفيروس، والذي لا يزال يحصد المزيد من الأرواح. بالتالي، من الضروري رفع درجة التأهب والاحتياط في سيناء خلال الفترة الحالية، الأمر الذي لم يتحقق حتى اللحظة، وهذه دلالة على إمكانية انتقال الفيروس خلال المرحلة المقبلة ما لم يتدارك المعنيون الموقف بعد رسائل المناشدة والتحذير التي أطلقتها مديريات الصحة في سيناء خلال الأسابيع الماضية.

المساهمون