الفيضانات تقتل 60 وتشرّد 175 ألفاً في إندونيسيا

الفيضانات تقتل 60 وتشرّد 175 ألفاً في إندونيسيا

04 يناير 2020
أغرقت الفيضانات والسيول شوارع جاكرتا (أديتيا إيراوان/getty)
+ الخط -
قالت السلطات الإندونيسية إن ما يقارب 175 ألف شخص ما زالوا مشردين في العاصمة جاكرتا والمدن المجاورة، بعد أن أدت الفيضانات والسيول الجارفة والانهيارات الأرضية إلى مقتل ما لا يقل عن 60 شخصا، وسط هطول أمطار من بين الأشد غزارة منذ بدء التسجيلات الرسمية في عام 1866.
وقال المتحدث باسم الوكالة الوطنية للتعامل مع الكوارث، أجوس ويبو: "ارتفع عدد القتلى إلى 60 شخصا، وهناك شخص واحد مفقود". وأظهرت بيانات الوكالة أن نحو 175 ألفا من السكان جرى إجلاؤهم من منازلهم، اليوم السبت، بعد أن تسببت أعنف سيول منذ سنوات في حدوث فوضى في أجزاء من أكبر مدينة بجنوب شرق آسيا، مع تعطل خطوط القطارات وانقطاع الكهرباء في بعض المناطق.
وغمرت المياه قطاعات من جاكرتا والمدن القريبة، بعد هطول أمطار غزيرة في 31 ديسمبر/كانون الأول، وخلال الساعات الأولى من العام الجديد. وقالت وكالة الأرصاد الجوية، يوم الجمعة، إن الأمطار التي‭‭ ‬‬هطلت في بداية العام الحالي هي "واحدة من أشد الأمطار غزارة" منذ بدء التسجيلات.
وأضافت الوكالة أن التغير المناخي زاد من خطر الطقس السيئ، وحذرت من أن هطول الأمطار الغزيرة قد يستمر حتى منتصف فبراير/شباط، ومن المتوقع أن تكون الفترة من 11 إلى 15 يناير هي الأشد وطأة.
وقال مسؤولون إن عشرات الآلاف من الإندونيسيين تكدّسوا في ملاجئ طارئة، يوم السبت، في انتظار انحسار مياه الفيضانات في العاصمة جاكرتا وما حولها، وتسببت مياه الأمطار الموسمية والأنهار المرتفعة في غمر عشرات المناطق في منطقة جاكرتا الكبرى، وتسببت في انهيارات أرضية في مقاطعتي بوجور وديبوك على أطراف المدينة. وفي ليباك المجاورة، طمرت عشرات الأشخاص.
وقالت ديان بوسبيتاساري، وهي أم لطفلين: "بدت المياه سريعة للغاية، وفجأة تم جرف كل شيء في منزلي. تنظيف هذا الطين الكثيف كارثة أخرى بالنسبة لنا".

دمار واسع خلفته الفيضانات والسيول في جاكرتا (أديتيا إيراوان/getty) 

بعد أربعة أيام من تعرّض المنطقة التي يبلغ تعداد سكانها 30 مليون نسمة للفيضانات، تراجعت المياه في العديد من أحياء الطبقة الوسطى، لكن الظروف ظلت قاتمة في الأزقة الضيقة الواقعة على ضفاف النهر، حيث يعيش فقراء المدينة.
في ذروة الفيضان، لجأ حوالي 397 ألف شخص إلى ملاجئ في جميع أنحاء منطقة العاصمة الكبرى، حيث وصلت مياه الفيضان إلى 6 أمتار (19 قدمًا) في بعض الأماكن، وأظهرت بيانات رسمية أن حوالي 173 ألف شخص ما زالوا غير قادرين على العودة إلى ديارهم، معظمهم في منطقة بيكاسي الأكثر تضرراً.
ولا يزال أكثر من 152 ألف شخص مكدسين في 98 مأوى للطوارئ، مع إمدادات كافية في مدينة بيكاسي القريبة من جاكرتا، حيث فاضت الأنهار عن الضفاف، ولا يزال جزء كبير من المدينة مغمورًا بالمياه الموحلة التي يصل ارتفاعها إلى مترين.
العائدون إلى ديارهم وجدوا الشوارع مغطاة بالطين والحطام، وجرفت المياه سيارات كانت متوقفة في الممرات، لتظهر مقلوبة في متنزهات أو مكدسة في أزقة ضيقة، وتناثر على الأرصفة صنادل وأواني طهي وصور فوتوغرافية.
واستغلت السلطات انحسار المياه لإزالة الطين وأكوام القمامة الرطبة من الشوارع، وتم استعادة الكهرباء لعشرات الآلاف من الوحدات السكنية والتجارية، وأعيد فتح مطار حليم برداناكوسوما المحلي في جاكرتا يوم الخميس، بعد أن غمرت المياه المدرج.

آثار الفيضانات والسيول في شوارع جاكرتا (أديتيا إيراوان/getty)  


وقال رئيس وكالة الأرصاد الجوية، دويكوريتا كارناواتي، إنه من المتوقع هطول المزيد من الأمطار على العاصمة في الأيام المقبلة، وأشار إلى أن احتمال هطول أمطار غزيرة سيستمر حتى الشهر المقبل.
وأبرزت الفيضانات مشاكل البنية التحتية في إندونيسيا، خصوصا العاصمة جاكرتا التي يقطن فيها نحو 10 ملايين نسمة، أو 30 مليونا، بما في ذلك الموجودون في منطقة العاصمة الكبرى.
وتعد المنطقة عرضة للزلازل والفيضانات، وتغرق بسرعة بسبب استخراج المياه الجوفية غير المنضبط.
وأعلن الرئيس جوكو ويدودو، في أغسطس/آب الماضي، أن العاصمة ستنتقل إلى موقع في مقاطعة كاليمانتان الشرقية ذات الكثافة السكانية المنخفضة في جزيرة بورنيو، والتي تشتهر بالغابات المطيرة وحيوانات الأورانغوتان.

(أسوشييتد برس)

المساهمون