هاوٍ فلسطيني يصنع أول قوس للرماية في غزة

هاوٍ فلسطيني يصنع أول قوس للرماية في غزة

غزة

ماهر عبد الرحمن

avata
ماهر عبد الرحمن
06 اغسطس 2019
+ الخط -
استطاع الهاوي الفلسطيني محمد أبو مساعد صناعة أول قوس وسهم عبر استخدام الخشب ومخلفات الحيوانات والأسماك، ليعيد ذكريات مضت وأشياء لم تعد ضمن تركيز الناس، أملاً في إحياء رياضة تراثية قديمة وهي الرماية.

محمد أبو مساعد، من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، يعمل مدرساً، وبدأ تركيزه على هوايته قبل ثلاث سنوات، ويوضح أنّ رياضة الرماية شارفت على الاندثار لذلك يعمل من أجل إعادتها للواجهة من جديد.

وتمكن أبو مساعد من صناعة أول قوس وسهم بعد جهد عام كامل، وطوّره بمواصفات عربية اعتمدت على الخامات الطبيعية، بدافع الهواية والفضول الذي لازمه منذ الصغر. غير أنه بذل جهوداً كبيرة نتيجة عدم وجود مراجع أو أي مخطوطات عربية تتحدث عن طريقة صناعة القوس والسهم.

وأوضح أبو مساعد لـ"العربي الجديد": "تعرفت في الفضاء الإلكتروني على مجموعة من الأصدقاء العرب وغيرهم وجميعهم ساهموا في مساعدتي بصناعة القوس بطريقة عربية صحيحة"، مبيناً أنّ رياضة الرماية بالقوس تتميز بالمتعة وتعمل على تفريغ الانفعالات لدى الشخص الممارس وعلى زيادة التركيز.

صناعة أقواس الرماية تحتاج للدعم (خالد شعبان) 

وذكر أنّ القوس الفلسطيني العربي الذي تمكن من صناعته يتكون من خشب وقرون الحيوانات ومزيج من أعصابها، يتم تجميعها بواسطة غراء طبيعي يتم استخراجه بطريقة ما من أمعاء الأسماك، مشيراً إلى أنّ بعض المكونات تحتاج لطريقة غلي لوقت طويل من الساعات بدرجة حرارة خاصة.

محمد أبو مساعد طور صناعته بالمواد الطبيعية المتاحة (خالد شعبان) 



واستغرق أبو مساعد في صناعة القوس الواحد أكثر من عام، ويعبّر عن أمله في إعادة نشر هذه الرياضة مستشهدا بالتاريخ الإسلامي الذي يزخر بالرماة، وأن تزيد حالة الوعي في الأندية الفلسطينية والعمل على إشراك الشباب وحثهم على الرماية.

تطوير حماية الرماية بالقوس تحتاج اهتمام النوادي الرياضية (خالد شعبان) 

وأكد محمد أنه توجه إلى كافة الجهات الرسمية باحثاً عن بيئة حاضنة تهتم بصناعته، غير أنه لم يجد آذاناً صاغية، مرجحاً عدم الاهتمام بها لعدم وجود نضج كافٍ حول تلك الهواية والصناعة المرافقة لها، وعدم الدراية بأهميتها.

وقال: "هذه الرياضة تعيش حالة من الظلم الكبير وهي من الرياضات الفردية المميزة، وبها نستطيع أن نمثل فلسطين في الكثير من المنصات الدولية"، مشيراً إلى أنه تمكن من خلال صفحته عبر التواصل الاجتماعي من التواصل مع الكثير من الرماة والهواة ومن بينهم من دولة قطر ومصر والمغرب والأردن.

ويعمل أبو مساعد حالياً على تدريب مجموعة من الشبان، أملاً في إعادة الاعتبار للرياضة. وأنجز بالفعل صناعة العشرات من الأقواس لتفعيل رياضة الرماية من خلال الدورات التي يجري التحضير لها.

دلالات

ذات صلة

الصورة
ميناء حمد (حسين بيضون)

منوعات

افتتحت قطر، قبل أيام من انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، مركز زوار ميناء حمد، جنوبي الدوحة. تجسد مرافق المركز مجمل جوانب التراث البحري القطري وتطوره عبر الزمن، ويحتضن حوضاً مائياً للأحياء البحرية.
الصورة
يعد قوارب صغيرة (العربي الجديد)

مجتمع

ثمة سحر في الحي التراثي البحري على الواجهة البحرية لكتارا في العاصمة القطرية الدوحة. حرفٌ ومهن بحرية ما زال أصحابها يحافظون عليها ويعرضونها في هذا المكان، ليخلقوا مجتمعاً بحرياً حقيقياً
الصورة
متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني في الدوحة في قطر 1 (معتصم الناصر)

مجتمع

لم يتجاوز عمر متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني عامه الخامس والعشرين، غير أنّه تحوّل سريعاً إلى مقصد سياحي بارز في قطر يجذب المواطنين كما الوافدين المقيمين وزائري البلاد.
الصورة
القنبوس اليمني

منوعات

يحيي مشروع مدعوم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) آلة موسيقية يمنية تقليدية قديمة تُسمى "الطربي" أو "القنبوس" أو "القمبوس"، وهي تشبه آلة العود، بعد أن شارفت على الانقراض خلال العقود الماضية.

المساهمون