2233 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى الشهر الماضي

2233 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى الشهر الماضي

05 اغسطس 2019
واصل المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى (Getty)
+ الخط -



رصد تقرير إحصائي شهري أعدّه مركز معلومات وادي حلوة المختص بالشأن المقدسي، اقتحام نحو 2233 مستوطناً باحات المسجد الأقصى الشهر الماضي، بحماية مشددة من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وأفاد المركز في تقريره، بأن المستوطنين واصلوا اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك خلال فترة الاقتحامات اليومية - باستثناء يومي الجمعة والسبت- عبر باب المغاربة الذي تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال مدينة القدس، واقتحم الأقصى خلال يوليو/ تموز الماضي، 2233 من المستوطنين والطلبة اليهود، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة، مع تضييقات على دخول المسلمين إلى الأقصى باحتجاز هوياتهم وإخضاعهم للتفتيش.

وبالتزامن مع تعالي أصوات سلطات الاحتلال المطالبة بإعادة إغلاق مصلى باب الرحمة وعدم فتحه، فقد قامت شرطة الاحتلال عدة مرات الشهر الماضي بتفريغ بعض محتويات المصلى،

خاصة "الفواصل الخشبية التي تفصل صفوف الرجال عن النساء وخزانة الأحذية"، علما بأن مصلى باب الرحمة أعيد افتتاحه في شهر فبراير/ شباط الماضي، بعد إغلاقه على مدار 16 عاما.

في حين، واصلت سلطات الاحتلال إصدار قرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى، ورصد مركز معلومات وادي حلوة، إصدار 14 قرار إبعاد عن الأقصى، ومن بينهم 2 من الفتية، و2 من الإناث، كما أبعدت شابين عن مدينة القدس لفترات متفاوتة.

في سياق آخر، شهدت مدينة القدس الشهر الماضي، إحدى أكبر عمليات الهدم الجماعية والتهجير، وذلك في حي وادي الحمص بقرية صور باهر، بهدم وتدمير 11 منشأة سكنية "معظمها أبنية" بحجة "قربها من الجدار الأمني/ الشارع الأمني" المقام على أراضي الأهالي.

وأوضح المركز أن معظم المنشآت السكنية التي هدمت تقع في منطقة مُصنفة "أ" خاضعة للسلطة الفلسطينية حسب الاتفاقيات الموقعة، وحاصلة على تراخيص من وزارة الحكم المحلي، إلا أن جيش الاحتلال أصدر قراره بهدمها وصادقت عليه المحكمة الإسرائيلية العليا، بحجة قربها من "الشارع الأمني" والذي هو عبارة عن شارع محاط بالأسلاك الشائكة والمجسات، وتقضي أنظمة الاحتلال بحظر ومنع البناء على مسافة 250-300 متر منه، الأمر الذي يهدد العشرات من المنشآت السكنية والتجارية في الحي.

ولفت المركز إلى أن إحدى البنايات السكنية وهي قيد الإنشاء، تم تدميرها بالمتفجرات، حيث زرعت فيها صناديق المتفجرات لمدة 17 ساعة.

من جهة ثانية، أشار المركز إلى أن آليات بلدية الاحتلال هدمت 7 منشآت تجارية في يوليو/ تموز الماضي: 5 في سلوان، 1 بيت حنينا، 1 صور باهر.

وبما يتعلق بالاعتقالات، فقد سجل شهر يوليو/ تموز الماضي، أعلى عدد للاعتقالات في مدينة القدس، وتركزت في بلدة العيسوية، حيث رصد مركز معلومات وادي حلوة 266 حالة اعتقال في القدس، منها "8 أطفال (أقل من 12 عاماً)، و8 إناث، و60 قاصراً"، كان من بينهم 153 معتقلا من العيسوية، 42 من سلوان، 27 من القدس القديمة والمسجد الأقصى، 14 من الطور، 14 من شعفاط ومخيم شعفاط، 5 من جبل المكبر، 4 من صور باهر، 3 من بيت حنينا، 3 من الشيخ جراح، 1 من وادي الجوز.

ولم يسلم الأطفال من الاستدعاء والاعتقال الشهر الماضي، إذ سلّمت قوات الاحتلال في يومين متتاليين عائلتي الطفلين محمد ربيع عليان 4 سنوات، وقيس فراس عبيد 6 سنوات، استدعاء لوالديهما بحجة قيام الطفلين برمي الحجارة على القوات، وكان بلاغ الاستدعاء يسجل باسم الوالد ويذكر السبب "بحجة رمي طفله الحجارة" وشفهيا يطالب ولي الأمر بإحضار طفله معه، وألغت قوات الاحتلال استدعاء الطفل عليان ورفضت إدخاله لمركز التحقيق بعد الضغط الشعبي والإعلامي، كما اعتقلت القوات الطفل محمد مازن شويكي 7 سنوات من بلدة سلوان.

فيما أبعدت سلطات الاحتلال العشرات من الشبان والفتية عن مكان سكنهم في بلدة العيسوية، كما أصدرت قرارات بمنع آخرين من سكان بلدات وأحياء القدس من دخول البلدة لفترات متفاوتة، واعتقل العديد من الشبان على خلفية المشاركة في جنازة الشهيد محمد سمير عبيد، أو حمل ورفع الرايات والأعلام الفلسطينية، كما اعتقلت قوات الاحتلال 8 مقدسيين المحتفلين بإعلان نتائج الثانوية العامة.

وتصاعدت حملة "العقاب الجماعي" في بلدة العيسوية، عقب تسليم جثمان الشهيد محمد سمير عبيد (الذي ارتقى نهاية يونيو/ حزيران الماضي)، حيث الاقتحامات اليومية وعلى مدار الساعة لأحياء وشوارع البلدة، ونصب الحواجز للشرطة والقوات الخاصة على مداخل البلدة وداخل الشوارع، وفحص المركبات وتفتيشها وتحرير مخالفات وسحب رخصة المركبة أو الحافلة، واقتحام المنازل السكنية وتفتيشها وتفجير أبوابها إما لتنفيذ اعتقالات أو تسليم استدعاءات أو لفحص "الالتزام بشروط الإفراج وهي "الحبس المنزلي"، ولم تسلم المحلات التجارية من الاقتحامات اليومية والتفتيش وفرض الضرائب المختلفة، إضافة إلى التمركز على أبوابها ومضايقة الزبائن، كما واصلت طواقم بلدية الاحتلال إصدار أوامر الهدم وإيقاف البناء في البلدة، والتمركز والانتشار في محيط المراكز الطبية فيها.

كذلك قام الاحتلال بإزالة الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل وصور الشهيد عبيد المعلقة من شوارع البلدة، كما اقتحمت مدرسة "العيسوية الثانوية" بعد خلع أقفال أبوابها، وصادرت الرايات وصور عبيد التي علقت على سطحها، وقامت بتحطيم وتكسير "النصب التذكاري الذي وضع مكان استشهاده، كما صادرت صوره والأعلام الفلسطينية والرايات من ساحة منزله في البلدة".

واستخدمت سلطات الاحتلال خلال اقتحام بلدة العيسوية، الرصاص الحي والأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية وغاز الفلفل، حيث اخترق بعضها نوافذ عدة منازل سكنية وظهرت آثارها على الجدران الداخلية والأثاث.

ولم تسلم الطواقم الطبية في العيسوية، فقد أصيب أحد المسعفين من الهلال الأحمر بعيار مطاطي في البطن، خلال محاولته نقل أحد المصابين في البلدة، إضافة إلى عرقلة عملهم وتنقلاتهم الميدانية داخل البلدة.