غابات أفريقيا تشتعل... ووعود قمة السبع بالمساعدة لم تنفّذ

غابات أفريقيا تشتعل... ووعود قمة السبع بالمساعدة لم تنفّذ

28 اغسطس 2019
مهددة بالانقراض بحلول عام 2100 (أمين لاندولسي/الأناضول)
+ الخط -

لا تزال غابات أفريقيا جنوب الصحراء تحترق بدون أن تتحرك دول العالم للمساعدة في إطفائها، على عكس غابات الأمازون التي بدأت تحظى بالاهتمام رغم البطء والعراقيل السياسية، مع العلم أن غابات القارة السمراء تعتبر الرئة الثانية للعالم.

وتظهر خريطة القمر الصناعي لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" منطقة الحرائق المستعرة في قلب القارة الأفريقة باللون الأحمر، من الغابون إلى أنغولا، ومن المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي، بحسب الصحافة الفرنسية.

وغابة حوض الكونغو التي تعتبر "الرئة الخضراء الثانية" للكوكب بعد الأمازون، تغطي مساحة حوالي مليوني كيلومتر مربع في عدة بلدان، نصفها في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والباقي في البلدان المجاورة، وهي الغابون والكونغو والكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى.

ومثل غابات الأمازون، تمتص غابات حوض نهر الكونغو أطنانا من ثاني أكسيد الكربون في أشجارها وفي المستنقعات. وهي ملاذات للأنواع المهددة بالانقراض من أفيال الغابات والقردة.

وقال الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، الأسبوع الماضي "في ظل المعدل الحالي للنمو السكاني واحتياجاتنا من الطاقة، فإن غاباتنا مهددة بالانقراض بحلول عام 2100".

ففي الكونغو الديمقراطية يحصل 9 في المائة فقط من السكان على الكهرباء، ولا تملك المجتمعات القروية سوى الخشب للطهي. ويضاف إلى عامل إزالة الغابات بحرقها، استغلال الموارد الطبيعية، مثل النفط والتعدين، بحسب صحيفة "إكسبرس"، أمس الثلاثاء.

وقال سفير ومفاوض المناخ في جمهورية الكونغو الديمقراطية في مؤتمرات الأمم المتحدة، توزي مبانو مبانو: "في الأمازون تحترق الغابة بشكل رئيسي بسبب الجفاف وتغير المناخ، لكن في أفريقيا الوسطى، يرجع ذلك أساسًا إلى التقنيات الزراعية".

وأضاف "إنها عملية تقنية يستخدمها المزارعون من جنوب الصحراء الكبرى، بإحراق الأراضي غير الصالحة للزراعة من أجل استصلاحها وزرعها بعد ذلك".

وأوضح أن التقديرات تشير إلى أن غطاء الغابات في جمهورية الكونغو الديمقراطية تراجع من 67 في المائة إلى 54 في المائة من الأراضي بين عامي 2003 و2018، لافتاً إلى أن "إزالة الغابات حقيقية".

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أول من أمس، في قمة الدول السبع، عن الاتفاق على توفير الدعم والمساعدة في إطفاء حرائق الأمازون وأفريقيا، لكن لم تعلن أي جهة رسمية حتى الآن عن معونات عملية لدول أفريقيا التي تخسر رئتها الطبيعية، بدون اهتمام من المجتمع الدولي.

المساهمون