الصراصير السوداء تغزو تونس... ومخاوف من أوبئة وأمراض

الصراصير السوداء تغزو تونس... ومخاوف من أوبئة وأمراض

05 يوليو 2019
غزت الصراصير بيوت التونسيين (Getty)
+ الخط -
أثار انتشار الصراصير في عدد من مدن ومحافظات تونس فزع المواطنين مما وصفوه بـ"الغزو المفاجئ" للحشرات، وسط مخاوف من نقلها عدوى أمراض أو أوبئة، قبل أن تتدخل السلطات التونسية في محاولة لطمأنة الشعب وتطويق الأزمة.

وغزت الصراصير السوداء بيوت التونسيين في عدد من المدن قادمة من البالوعات ومجاري الصرف الصحي. وأصيب المواطنون بحالة من الذعر، وبادر عدد منهم لمحاولة القضاء عليها بوسائلهم الخاصة، فيما فضل آخرون الاتصال بالمصالح المعنية في بلديات المناطق التي ينتمون إليها.

وتعليقا على الموضوع، قالت رئيسة جمعية الضفاف للتنمية بسبخة السيجومي، حياة بن صالح، لـ"العربي الجديد"، إن ظاهرة انتشار وغزو الصراصير السوداء لعدد من الأحياء الشعبية وحتى الراقية في تونس تتطلب متابعة من السلطات ومن مصالح البلدية.

وأوضحت بن صالح أنها تتابع من خلال جمعيتها تطورات الوضع، داعية السلطات التونسية إلى التدخل السريع للقضاء على أسراب الصراصير، وكذا طمأنة المواطنين الذين تمكن منهم الخوف والهلع، إلى جانب العمل أكثر على تحسيس وتوعية الأهالي بسبل التدخل والقضاء على أسباب انتشار الحشرات.

من جهتها، أفادت وزارة الشؤون المحلية والبيئة في بلاغ لها، بأنه تبعا "لانتشار ظاهرة الصراصير والحشرات بعدد من المناطق والولايات بالجمهورية، تم بالتنسيق مع مصالح وزارة الشؤون المحلية والبيئة ووزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري ووزارة الصحة تدارس انتشار هذه الظاهرة ومسبباتها".

وأضافت وزارة البيئة أنه "بناء على المعطيات ذات العلاقة بظاهرة انتشار الصراصير السوداء التي تم تسجيلها خلال الأيام الأخيرة ببعض المناطق البلدية، على غرار القيروان والمرسى وأريانة وسكرة والجديدة ووادي الليل... فإن الصراصير السوداء هي ظاهرة طبيعية ترتبط عادة بخصوصيات هذه الحشرات وتفاعلها مع العوامل المناخية (نزول الأمطار والارتفاع الاستثنائي لدرجات الحرارة في الفترة الأخيرة، ...).

وأكدت على أنّ "الصراصير السوداء وإن كانت مصدر إزعاج للمواطنين عند ظهورها بكثافة، إلا أنّها ليست من نواقل الأمراض كالناموس ولا تضر بالمحاصيل الزراعية كالجراد...".

ولمجابهة هذه الظاهرة والتقليص من نسبة الإزعاج المسجلة بهذه المناطق، تتولى البلديات المعنية القيام بحملات لرش المبيدات في المناطق المجاورة للأحياء السكنية التي ظهرت بها هذه الحشرات مع أخذ الاحتياطات اللازمة لحماية الصحة العامة، بحسب المصدر نفسه.

وعلق وزير البيئة مختار الهمامي، في تصريح صحافي، على انتشار الصراصير، بالقول إنّ هذه الحشرات لا تحتاج إلى جواز سفر لتنتقل من مكان إلى آخر، مبينا أنها "تنتشر عند السباخ والأودية والغابات وتتكاثر مع تغير المناخ واضطرابه".


وأضاف الوزير أنه تم التدخل بسرعة بالتنسيق بين وزارة البيئة والصحة والفلاحة لمعالجة هذا الإشكال، مشددا على أن النظافة والعناية بالمحيط ليست مسؤولية الدولة فقط بل هي مسؤولية مشتركة بين الجميع.

المساهمون