بكتيريا وفيروسات ومعادن تُلوث مياه الشرب في البصرة

بكتيريا وفيروسات ومعادن تُلوث مياه الشرب في البصرة

22 يوليو 2019
أزمة مياه الشرب متواصلة في البصرة (أوليغ نيكسن/Getty)
+ الخط -
كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الإثنين، عن تلوث مياه الشرب في محافظة البصرة العراقية بفيروسات وطفيليات وبكتيريا ومعادن سامة تهدد صحة وحياة السكان.

وقالت المنظمة الحقوقية، في تقرير بشأن الأوضاع البيئية في البصرة، إن "نحو 118 ألف شخص دخلوا إلى المستشفيات، خلال العام الماضي، لأسباب متعلقة بنوعية المياه، رغم عدم قيام السلطات العراقية بنشر أية معلومات عن تلك الأزمة الصحية".
وأوضح التقرير أن "أسباب الأمراض في البصرة هي الفيروسات والطفيليات والبكتيريا والمعادن السامة الموجودة في مياه الشرب، والناتجة عن اختلاطها بمياه الصرف الصحي والتلوث الزراعي والصناعي، فضلا عن الملوحة العالية التي ساهمت في تفشي الأمراض، وفقا لخبراء شاركوا في فحص المياه".
وقال المزارع جعفر صباح، من مدينة أبو الخصيب جنوب شرق البصرة: "كل عام كنت أحصل على 50 في المائة من إنتاج العام السابق، ثم في 2018 لم ينج أي شيء تقريبا. كان مستوى الملوحة في الماء مرتفعا لدرجة أنه كان بإمكاني التقاط الملح من الماء بيدي، وحصلت 4 حالات تسمم في عائلتي، ولا أملك المال ولا أستطيع نقلهم إلى المستشفى".

وتفاقمت الأزمة بسبب انخفاض معدلات تدفق المياه العذبة في الأنهار، والذي يُعزى إلى بناء سدود في المنبع متصلة بمزارع السكر وغيرها من المشاريع الزراعية، خاصة في إيران، وانخفاض هطول الأمطار في العقود الأخيرة، فضلا عن ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغيّر المناخ، ومن المتوقع أن تزداد ندرة المياه في المنطقة.

وأضاف التقرير: "عثرت هيومن رايتس ووتش على أدلة تشير إلى تكاثر الطحالب في شط العرب"، مبينا أن السلطات العراقية لم تنظر في ذلك، كما أن المختبرات التي فحصت عينات المياه لم تقم بفحوص بحثا عن الطحالب الضارة. "لا يوجد في العراق نظام تحذيري في مجال الصحة العامة يبلغ السكان حين تكون مياه الشرب ملوثة".


وقالت مديرة الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش"، لما فقيه، إن "السياسيين العراقيين قصيري النظر يتخذون من زيادة هطول الأمطار سببا لعدم الحاجة إلى التعامل بشكل عاجل مع أزمة النقص الحاد في مياه الشرب وأزمات التلوث في البصرة، رغم العواقب الوخيمة".
ولاحظت المنظمة أن "السلطات العراقية تقاعست عن إدارة وتنظيم الموارد المائية في العراق بشكل صحيح، الأمر الذي حرم سكان البصرة، البالغ عددهم نحو 4 ملايين نسمة، من حقهم في الحصول على مياه شرب نظيفة طيلة عقود".
وقالت عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية، فاتن الحلفي، إن وفدا من المفوضية زار البصرة للوقوف على أبرز مشاكلها، مؤكدة خلال مؤتمر صحافي عقدته في المحافظة أن "الوفد ناقش ملفات التلوث والاعتقالات".
وأكد مدير مفوضية حقوق الإنسان في البصرة، مهدي التميمي، خلال المؤتمر ذاته، أن "حلولا سريعة يجب أن تطبق لمواجهة ملف التلوث الخطير في المحافظة".

المساهمون