الأمن المصري يطلق الغاز والرصاص لإخلاء قرية في الأقصر

الأمن المصري يطلق غاز الدموع والرصاص لإخلاء قرية في الأقصر

28 مايو 2019
إجبار الأهالي على إخلاء منازلهم قسراً (مواقع تواصل)
+ الخط -
أطلقت قوات الأمن المصري قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش على أهالي "نجع أبو عصبة" في محافظة الأقصر جنوبي البلاد، اليوم الثلاثاء، في محاولة لإجبارهم على إخلاء منازلهم قسراً بذريعة استكمال "طريق الكباش" الأثري الذي يمتد بطول 2700 متر من معبد الأقصر حتى معبد الكرنك.

ونفذت الأجهزة التنفيذية والأمنية بمحافظة الأقصر حملة موسعة لإزالة مبانٍ في طريق مشروع إحياء طريق الكباش، الذي يهدف إلى تحويل الأقصر إلى متحف عالمي مفتوح، بدعوى الاعتداء على جزء من مساحته من قبل بعض أهالي قرية "نجع أبو عصبة" بمنطقة "الكرنك" القديمة، ما أدى إلى تعرض الأطفال في القرية إلى خطر الاختناق.

وقالت محافظة الأقصر في بيان، إن "إحياء طريق الكباش يعد مشروعاً قومياً وتنموياً، وقفزة كبيرة في مجال السياحة لما يمثله أثرياً وسياحياً، فضلاً عن أنه دليل على إبداع فن العمارة المصرية القديمة"، مستطردة أن "الدولة راعت البعد الاجتماعي للمواطن الأقصري، قبل البدء في تنفيذ حملة الإزالة".

وأضاف البيان أن "المحافظة عقدت اجتماعات عديدة على أعلى المستويات التنفيذية مع الأهالي المتعدين بالبناء على أراضي أملاك الدولة، التي تتداخل مع مشروع كشف طريق الكباش، لتوضيح وشرح المشروع والعائد منه وأهدافه، وتعريفهم بالتعويضات العادلة والمناسبة التي تم رصدها لشاغلي تلك المساحة".

تعرض الأطفال لخطر الاختناق (مواقع تواصل)

وحسب شهود عيان، فوجئ أهالي "نجع أبو عصبة" الواقع في شمال الكرنك بمحافظة الأقصر فجر اليوم بانقطاع التيار الكهربائي، ولم تمض دقائق قليلة إلا واقتحمت تشكيلات أمنية النجع بشكل مفاجئ، بحجة تنفيذ قرار بإزالة منازلهم، رغم وعود لم يمض عليها ساعات قليلة بتأجيل الأمر لما بعد إجازة عيد الفطر.

وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراً حمل رقم 201 في 12 مايو/أيار 2018، باعتبار مشروع نزع ملكية العقارات المتداخلة التي تعوق استكمال كشف مسار طريق الكباش وحرمه بالأقصر، منفعة عامة، وذلك على مساحة ألف و941 متراً مربعاً بحوض المحكمة نمرة 2 زمام ناحية الأقصر، ومساحة فدان و18 قيراط و4 أسهم بمنطقة "نجع أبو عصبة" بحوض برية الآثارات نمرة 67 (حديثاً) و16 (قديماً) في الكرنك القديمة.

تنفيذ قرار إزالة المنازل (مواقع تواصل)

وتضمن القرار الحصول بطريق التنفيذ المباشر على العقارات اللازمة لتنفيذ المشروع، والتي تضمنت 91 أرض عقارات متنوعة، وفي حوض المحكمة 8 عقارات منها مبنى الصلاة التابع للكنيسة الإنجيلية، ونادي مسور تابع للكنيسة الأرثوذكسية.

وحسب شهادات عدد من الأهالي وفيديوهات متداولة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فإن قوات الأمن قد استخدمت الغاز المسيل للدموع لفض تجمهر الأهالي، ما أحدث إصابات عديدة وحالات اختناق، خصوصاً بين الأطفال والنساء.

ويجمع أهالي النجع على رفض قيمة التعويضات التي سبق وأعلنت عنها محافظة الأقصر، مؤكدين أنها تعويضات للمباني، وليست للأراضي، إذ لا تتجاوز التعويضات ما إجماله 400 ألف جنيه (حوالي 24 ألف دولار) لمنزل مكون من 4 طوابق تسكنه 4 أسر، وهو ما لا يتماشى مع الغلاء وارتفاع أسعار مواد البناء والإيجارات والعقارات.

وكان أمين حزب "مستقبل وطن" بالأقصر ونائب البرلمان عن المحافظة، محمد العماري، قد التقى محافظ الأقصر رفقة وفد من الأهالي، للاستماع إلى مطالبهم المتمثلة في إرجاء عملية هدم المنازل لما بعد إجازة عيد الفطر، إضافة إلى زيادة القيمة المطروحة للتعويضات في ضوء ارتفاع موجة الغلاء.


وشملت المطالب مراعاة الروابط الأسرية لأهالي النجع، واقتراح بالنقل إلى مكان آخر قريب يسمى بنفس الاسم، وعلى الرغم من تأكيد البرلماني أن اللقاء انتهى إلى دراسة مطالب الأهالي، وأن الحلول المنتظرة ستكون مرضية لكل الأطراف مع استمرار أعمال مشروع كشف طريق الكباش من دون وقوع ضرر للأهالي، إلا أنه الأهالي فوجئوا بعد ساعات من تلك الوعود بتنفيذ قرار الإزالة.

يشار إلى أن أهالي النجع خرجوا من منازلها بما يرتدون من ملابس من دون الحصول على أي مقتنيات أو أوراق بسبب سرعة التنفيذ، كما أنهم لم يستطيعوا توفير منازل بديلة بعد، نظراً لاستمرار تفاوضهم حتى ساعات قليلة مضت قبل بدء قرار التنفيذ.