الأمراض الوبائية تفتك بالموصل... والجثث المتحللة تلوّث الأجواء

الأمراض الوبائية تفتك بالموصل... والجثث المتحللة تلوّث الأجواء

20 فبراير 2019
سوء الأوضاع يؤثر على الفئات الأكثر هشاشة (العربي الجديد)
+ الخط -

تعيش محافظة نينوى مرحلة صعبة مع انتشار الأمراض والأوبئة، نتيجة ما خلّفته الحرب من جثث ما زالت روائحها تنبعث من تحت الأنقاض. في حين حمّل مسؤولون الحكومة مسؤولية الإهمال الذي تعانيه المحافظة منذ انتهاء عمليات التحرير ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.

وكشف مسؤولون محليون، اليوم الأربعاء، عن "ارتفاع عدد المصابين بمرض الجرب والحساسية الجلدية المفرطة، ومشاكل التنفس بين المراجعين في المستشفيات، إلى أكثر من 500 شخص، أغلبهم من النساء والأطفال، خلال الأسبوعين الماضيين".

وقال مسؤول في حكومة نينوى المحلية، لـ"العربي الجديد"، "إن جثث الضحايا وانعدام التنظيف وشح الماء والاعتماد على مياه الآبار في الموصل، إضافة إلى مشاكل بيئية كبيرة، تسببت مجتمعة في تلك الأمراض، وهناك من غادر المدينة وعاد إلى رحلة النزوح مجددا".

وشدد على أن "إمكانيات المحافظة بسيطة جدا ودون القدرة على علاج المشاكل في المدينة، وتحتاج حالياً إلى رفع الأنقاض واستخراج جثث الضحايا وتطهير الأحياء السكنية وإيصال الماء النظيف للمنازل".

في المقابل، قال النائب عن محافظة نينوى، عبد الرحيم الشمري، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك عدم اهتمام بمسألة رفع الأنقاض وإزالة الجثث من المدينة القديمة، وأيضا كثرة النفايات، وعدم قدرة الحكومة المحلية على رفع هذه الأنقاض والمخلفات، أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض في الموصل".

وطالب المنظمات الدولية والعالمية والناس الخيرين بـ"التدخل والسعي إلى إنقاذ المدينة، لأنّ قضية الموصل خطيرة".

لا يستطيعون العودة إلى مناطقهم المهدمة(العربي الجديد) 


ورغم أنّ الموصل أصبحت مرتعاً للأمراض والأوبئة، فما يزال واقعها الصحي متدنياً جداً ولا يوجد فيها مستشفى واحد. وقال النائب عن المحافظة نايف الشمري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "جميع النفايات موجودة في الموصل والمنطقة القديمة في الموصل، وما زالت هناك جثث تحت الأنقاض، وما زال الركام موجودا، ولهذا تنتشر الأمراض".

وتابع "ليس من المعقول، بعد مضي أكثر من سنتين على التحرير، بقاء الجثث تحت الأنقاض والركام، فالوضع الصحي في الموصل سيئ جدا، ولا يوجد هناك مستشفى، ولا حتى مركز صحي، ولا أدوية، والمواطن اليوم يعتمد كل الاعتماد على نفسه".


وأضاف "في الموصل، هناك أربعة ملايين نسمة يعتمدون على أنفسهم في قضية العلاج، ليس لديهم اعتماد، لا على المستشفيات ولا حتى على وزارة الصحة"، لافتا إلى أنّ "انتشار الأمراض والأوبئة يعود، إلى حدّ كبير، إلى عدم وجود تعقيم، وحتى هواء الموصل ملوث، فرائحة الجثث تنبعث لمسافات طويلة". وأكد أنّ "الموصل اليوم محافظة منكوبة، خارجة من دمار وزلزال اسمه داعش".

وقال محمد نور، وهو أحد أعيان الموصل، "هذه نتائج الحروب ونتائج الدمار وعدم استمرار الحكومة، سواء المركزية أو المحلية، في معالجة هكذا أمور"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أنّ "الدمار والجثث المتفسخة، نشرت الأمراض والأوبئة، وهذا كله بسبب الإهمال الحكومي المتعمد لهذه المناطق".



وأضاف "لو كان هناك متابعة حقيقية من قبل الدوائر الحكومية، وتحديداً الصحة والبيئة، لما حصل وانتشرت هذه الأمراض"، مشيرا إلى أنّ "الأمراض نتيجة طبيعية للحروب، لكنها تحتاج إلى إجراءات حكومية للتخلص من مخلفات الحرب".

ولم تشهد الموصل، منذ انتهاء عمليات تحريرها قبل عام ونصف العام، سوى أعمال خجولة لرفع الأنقاض، لا تكاد تذكر، قياسا بنسبة الدمار الذي حل بالمحافظة، بينما ما تزال آلاف الجثث تحت الأنقاض.

المساهمون