نزوح واسع من ريف حماة الغربي بسبب القصف والحصار

موجة نزوح واسعة من ريف حماة الغربي بسبب القصف والحصار

15 فبراير 2019
سوريون ينزحون من ريف حماة (فيسبوك)
+ الخط -

تسارعت موجة النزوح القسري تحت ضغط القصف العشوائي لقوات النظام على مناطق ريف حماة لتشمل الريف الغربي، بعد أن طاولت خلال الأسابيع الماضية الكثير من بلدات ومدن الريف الشمالي، في ظل تدهور الوضع الإنساني وغياب المساعدات الإنسانية.

وقال مصدر في المجلس المحلي لريف حماة، لـ"العربي الجديد"، إن "قصف النظام تواصل خلال الأيام الأربعة الماضية، وتركز على الحي الجنوبي لقلعة المضيق بالهاون والرشاشات الثقيلة والمتوسطة وقذائف أر بي جي، ما أدى إلى نزوح العائلات، وأول أمس، تم قصف بلدة التوينة، وهي ملاصقة لقلعة المضيق من جهة الغرب، ما أدى لمقتل طفلتين وإصابات عدة".

وأوضح المصدر أن "القصف شمل معظم قرى سهل الغاب، كالشريعة والحويز وجبل شحشبو، وكان مصدره مواقع النظام في السقليبية وحيالين ولحرة والرملة والكريم. نزحت نحو 100 عائلة من قلعة المضيق، بعضهم إلى مناطق أخرى في المدينة، وآخرون باتجاه الشمال، وتشهد الأسواق حالة من الركود نتيجة القصف، وتوقفت المدارس. الأهالي كانوا يترقبون أمس الخميس، نتائج مؤتمر الدول الضامنة في سوتشي الروسية، ظنا أن بينها توقف القصف، لكنه استمر، ما سيدفع مزيدا من العائلات إلى النزوح. الوضع حاليا أفضل من اليومين السابقين، والقصف متقطع وأغلبه على الأراضي الزراعية".

وأفاد رئيس المجلس المحلي في قلعة المضيق، إبراهيم الصالح، في تصريح صحافي، بأن "عدد النازحين من البلدة ومحيطها يقدر بنحو 700 عائلة، وعددا منهم توجه إلى مخيمات النزوح في الشمال".

وقال أبو محمد الحسين، من الريف الغربي لحماة، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع سيئ، والأهالي متخوفون من أن يكون هناك توافق دولي على السماح للنظام بتهجيرهم من أرضهم"، لافتا إلى أن "القصف تسبب في شل حركة الناس، فهم لا يستطيعون الخروج للعمل، فضلا عن نقص المواد الغذائية والمحروقات".

وبالتزامن مع تدهور الوضع في الريف الغربي، لا يزال الوضع سيئا في ريف حماة الشمالي، وقال محمود الحموي، من بلدة اللطامنة، لـ"العربي الجديد"، إن "نحو 50 في المائة من سكان الريف الشمالي نزحوا، وخصوصا من كفرزيتا ومورك واللطامنة وقرية الأربعين، بسبب تواصل القصف وتدهور الوضع الإنساني، في ظل إغلاق المدارس والمراكز الطبية، وتدمير آبار المياه والبنية التحتية، وترافق ذلك مع عدم وصول المنظمات الإغاثية إلى المنطقة، وطقس الشتاء البارد".

ولفت إلى أن "القصف يكاد لا ينقطع، حتى أن ساعات الليل تشهد قصفا عبر الرشاشات الثقيلة. وهناك أيضا قصف يستهدف الأراضي الزراعية هدفه منع الأهالي من العمل بأرضهم، وخاصة أنها بلدات زراعية. المنطقة شهدت عقب اتفاق خفض التصعيد نوعا من الاستقرار تسبب بعودة كثير من العائلات، لكنها عادت لتنزح مجددا خلال الشهر الماضي بعد التصعيد العسكري. عدد المدنيين المتبقين في الريف الشمالي يقدر بنحو 7 آلاف شخص، بعد أن كان أكثر من 20 ألف شخص".


بدوره، قال عضو منظمة "منسقو الاستجابة"، طارق الإدلبي، لـ"العربي الجديد"، إن "النزوح متواصل، ليس من قلعة المضيق فقط، بل من كافة البلدات والمدن على شريط ما يسمى المنطقة العازلة، باتجاه ريف معرة النعمان وريف إدلب الشرقي. نقوم حاليا بإجراء إحصاء للعائلات النازحة، وهناك نزوح شبه يومي إلى محيط البلدات، ومنها إلى البلدات القريبة الأكثر أمنا".

وقال الإدلبي "إن الوضع الانساني سيئ، والاستجابة من قبل المنظمات تستغرق وقتا طويلا، وهي إلى الآن محدودة، والمنطقة القريبة من القصف لا يوجد بها أماكن مجهزة لاستقبال النازحين، وهي تغص بالنازحين ولا تستطيع استيعاب أعداد إضافية".

وأوضح أن "أشكال النزوح تختلف، فهناك عائلات تلجأ إلى أقاربها بهذه القرى، ما يجعلنا نرى أكثر من عائلة بمنزل واحد، وهناك عائلات تنصب خياما بالقرب من البلدات والمخيمات القائمة، كما أن هناك عائلات تلجأ إلى أبنية مهجورة أو شبه مدمرة، وقلة من العائلات ذات الوضع المادي المقبول تقوم باستئجار منازل".

المساهمون