توأمان سياميّان يواريان في ثرى صنعاء

توأمان سياميّان يواريان في ثرى صنعاء

10 فبراير 2019
جدّ الصغيرَين يحملهما إلى مثواهما الأخير (محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -

دفنت عائلة البحشاني توأمَيها السياميَّين حديثَي الولادة، عبد الرحيم وعبد الخالق، اليوم، بعدما كانا قد لقيا حتفهما أمس السبت. وكانت وزارة الصحّة العامّة والسكان في صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، قد أعلنت وفاتهما في أحد المستشفيات الحكومية بالعاصمة اليمنية. والتوأمان وُلِدا برأسَين وعمودَين فقريَّين وقلبَين، لكنهما تشاركا قدمَين اثنتَين وعضواً ذكرياً واحداً، بحسب ما أفادت تصريحات طبّية يمنية.

يقول المتحدث باسم وزارة الصحّة العامّة والسكان، الدكتور يوسف الحاضري، لـ"العربي الجديد" إنّ "الحصار المفروض على اليمن من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، ورفض فتح مطار صنعاء لإخراج الطفلَين المولودَين حديثاً عبد الرحيم وعبد الخالق لتلقّي العلاج في الخارج، تسببا في وفاتهما على الرغم من المناشدات". يضيف الحاضري أنّ "هذه المأساة تأتي لتظهر للعالم الوضع الصحّي وكذلك الإنساني، اللذَين يعيشهما أطفال اليمن منذ أربعة أعوام من الحصار والحرب"، لافتاً إلى أنّ "عشرات اليمنيين، من الكبار والصغار، يموتون يومياً بسبب إغلاق المطار".

ويوضح الحاضري أنّ "الوزارة كانت قد وجّهت نداءً إلى الأمم المتحدة ومنظماتها، مطالبة بالاستجابة الطارئة وإرسال طائرة مجهّزة لنقل الطفلَين إلى الخارج، لأنّ المستشفيات في العاصمة صنعاء غير مؤهّلة لإجراء عمليّة الفصل وإنقاذ حياة الطفلَين، لأنها جراحة معقّدة". ويضيف: "لكنّ تلك المناشدات لم تجد لها آذاناً صاغية في الأمم المتحدة ولا في المجتمع الدولي عموماً"، مشيراً إلى أنّ "الطفلَين حُرما من حقّهما في الحياة".

ويؤكد الحاضري أنّ "الأمل بنجاة الطفلَين كان كبيراً لو تمّ نقلهما إلى الخارج وحصولهما على رعاية صحّية متكاملة"، داعياً "المنظمات الدولية إلى سرعة الاستجابة للقضايا الصحّية والإنسانية في اليمن، للحدّ من ارتفاع عدد الوفيات في البلاد". وفي السياق، شكر الحاضري "الممثل المقيم لمنظمة الصحّة العالمية، الذي أبدى استعداده للقيام بواجبه تجاه الطفلَين قبل ساعات من وفاتهما"، لكنّ الموت كان أسرع من تحرّكه.



تجدر الإشارة إلى أنّ الحوثيين، كانوا قد رفضوا مقترحاً تقدّم به وفد الحكومة اليمنية الشرعية إلى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، يتضمّن إعادة فتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات الداخلية والخارجية، على أن تنتقل الرحلات من مطار صنعاء إلى مطار عدن لتخضع للتفتيش قبل الإقلاع إلى الخارج، بهدف التخفيف من معاناة اليمنيين.

المساهمون