مصير غامض لمهاجري جنوب الصحراء في تونس

مصير غامض لمهاجري جنوب الصحراء في تونس وتضييقات على التونسيين بإيطاليا

تونس

بسمة بركات

avata
بسمة بركات
16 ديسمبر 2019
+ الخط -
أكد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أنّ تحديات عديدة تواجه المهاجرين التونسيين غير النظاميين الواصلين إلى إيطاليا ومهاجري جنوب الصحراء العالقين في تونس، مشيرا إلى وقوع تحولات في الفئات المشاركة في الهجرة لتشمل النساء والأطفال.

وقال المنتدى، في مؤتمر صحافي اليوم الإثنين، إنّه " نظرا للتضييقات التي فرضتها إيطاليا على المهاجرين التونسيين ممن يتم ترحيلهم إلى تونس، فإن هناك تغييرات في طبيعة البلدان التي يقصدونها، كما أنّ شبكات الهجرة غيرت مسارها نحو إسبانيا".

وقال المكلف بالإعلام في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر، إنّ "عدد التونسيين الواصلين إلى السواحل الأوروبية بلغ 3782 تونسياً في 2019، في حين أنّ العدد في 2018 كان 6006"، مؤكدا أنه تم إحباط 4625 عملية هجرة في 2019، وتتوزع هذه الفئات إلى 91.24 ذكورا و8.71 بالمائة من الإناث.

وأوضح أن إحباط عمليات الهجرة السرية بلغ إلى حدود 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري 61 بالمائة تونسيون و39 بالمائة أجانب، مشيرا إلى أن صفاقس تتصدر الجهات التي يغادر منها التونسيون بـ82 بالمائة ثم المهدية بـ39 بالمائة ومدنين بـ29 بالمائة والمنستير بـ22 بالمائة.

وأفاد بأن عدد الواصلين إلى إيطاليا تقلص بسبب التضييقات وعمليات الترحيل، حيث إن شبكات الهجرة غيرت مسارها نحو إسبانيا بنسبة 69.96 بالمائة و23.9 بالمائة إلى إيطاليا، و6.13 بالمائة إلى دول أخرى.

وأوضح بن عمر لـ"العربي الجديد"، أنّ موجة الهجرة خلال السنوات الأخيرة متواصلة رغم التراجع المسجل في الأرقام، لكن أبرز ما يمكن ملاحظته هو التحولات التي عرفتها الهجرة من حيث الفئات المشاركة، ومن بينهم النساء ما بين 8 و9 بالمائة وأيضا القصر بـ21.5 بالمائة في 2019 و9 بالمائة في العام 2018.

وأضاف أنه "في ظل السياسات الإيطالية تجاه المهاجرين التونسيين الذين أصبحوا يتجهون إلى إسبانيا أكثر، فإن شبكات الهجرة أصبحت تستقطب مهاجري جنوب الصحراء لتعويض المهاجرين التونسيين".

وأكد أن الجانب الملفت عدم وجود اهتمام سياسي بقضايا الهجرة وتبعاتها، مبينا أن المساعدات من المنظمات الإنسانية بسيطة ولا ترقى إلى المستوى المطلوب.

وترى الناشطة فاتن المساكني أن تونس أصبحت خلال السنوات الأخيرة من البلدان المفتوحة أمام المهاجرين القادمين من بلدان جنوب الصحراء، خاصة بعد إلغاء التأشيرة لعدد من هذه البلدان، إذ تضاعف عدد المهاجرين الأفارقة ما بين 2004 و2018.

وبينت مساكني لـ"العربي الجديد"، أن من أهم أسباب هجرة الأفارقة إلى تونس الدراسة والبحث عن عمل وكسب المال والأسباب الأمنية والانضمام إلى أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء، مضيفة أن عددا كبيرا من المهاجرين بنسبة 65 بالمائة اختاروا تونس كوجهة بمجرد اعتزامهم مغادرة بلدانهم الأصلية، كما أن 34 بالمائة وجدوا أنفسهم في تونس في حين أنها لم تكن وجهتهم.

وأفادت المتحدثة بأن مهاجري جنوب الصحراء يتعرضون لمضايقات في تونس، إلى جانب سوء المعاملة من المؤسسات الرسمية ومنظمات الإيواء ومن الأفراد.

من جهتها، أوضحت الإعلامية التونسية أمل المكي التي قدّمت دراسة أنجزتها بالتعاون مع المنتدى، أنّ الدراسة تتعلق بمركز اللجوء والتوجيه بالوردية والذي يضم مهاجرين غير نظاميين من الأجانب، مشيرة إلى أنّ المعلومات حولهم قليلة ووضعيتهم مقلقة باعتبار أنهم في زنزانات ويعانون من نقص العناية الصحية دون السماح لهم بالحصول على محامٍ.

وبينت أنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، سمح لها بزيارة المركز وكان يضم 24 مهاجرا من بينهم امرأة، والأرقام تتغير باستمرار، مؤكدة أنه لم يسمح لها بالاطلاع على غرف النوم والحمامات.

وأفادت الإعلامية بأن مركز الإيواء والتوجيه بالوردية يمثل انعكاسا حقيقيا لعجز السلطات التونسية عن بلورة استراتيجية وطنية واضحة في ما يتعلق بظاهرة الهجرة، إذ يتم إيداع المهاجرين في ظروف صعبة والاحتفاظ بهم دون سند قانوني أو قضائي قبل أن يتم ترحيلهم إلى الحدود التونسية، وفي العديد من الحالات يتم دفعهم إلى مغادرة الأراضي التونسية.



من جهته، لفت أستاذ علم الاجتماع خالد  طبابي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى وجود علاقة سببية بين الاحتجاجات وحالة الإحباط واليأس التي تصيب الشباب فتدفعهم للهجرة، فكلما كانت هناك احتجاجات والأوضاع سيئة زاد الإحباط وتضاعفت موجات الهجرة، مشيرا إلى أنه منذ 2011 وإلى غاية 2015 عرفت تونس هجرة نحو 35 ألف شخص دون احتساب المفقودين.

ذات صلة

الصورة
مطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة (حسن مراد/ Getty)

مجتمع

يسعى أساتذة في تونس إلى تعويض غياب العملية التعليمية الجامعية بالنسبة للطلاب الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي، من خلال مبادرة تعليمية عبر منصات خاصة.
الصورة
جابر حققت العديد من النجاحات في مسيرتها (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أكدت التونسية، أنس جابر نجمة التنس العربي والعالمي، أن تراجع نتائجها في المباريات الأخيرة، يعود إلى إصابة قديمة منعتها من تقديم أفضل مستوى لها.

الصورة
يدفع المهاجرون مبالغ أقل للصعود على متن القوارب الحديدية

تحقيقات

بحثاً عن الأرخص، تصنع شبكات تهريب البشر الناشطة في تونس قوارب حديدية من أجل نقل المهاجرين غير الشرعيين عبرها إلى أوروبا بكلفة أقل، إذ تنفق مبالغ بسيطة على بنائه
الصورة
أكد المشاركون أن الثورة شهدت انتكاسة بعد انقلاب قيس سعيد (العربي الجديد)

سياسة

أكدت جبهة الخلاص الوطني، اليوم الأحد، خلال مسيرة حاشدة وسط العاصمة تونس، أن البلاد في مفترق طريق ولا بد من قرارات مصيرية حتى لا تذهب نحو الانهيار.