والدة الأسير سامي أبو دياك تطلق النداء الأخير لإنقاذه

والدة الأسير الفلسطيني سامي أبو دياك تطلق النداء الأخير لإنقاذ حياته

18 نوفمبر 2019
وقفة دعم للأسير المريض سامي أبو دياك (العربي الجديد)
+ الخط -
تستجمع والدة الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان، سامي أبو دياك، قواها لتطلق عبر "العربي الجديد" النداء الأخير لإنقاذ حياته، بالتزامن مع وقفات تضامن معه في مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة.

وقالت السيدة أم سامي: "المحامي زار سامي أمس، وحكى معنا بعدها، وقال لي إن وضعه غير مطمئن، وجسمه لم يعد يتقبل العلاج. رأيت سامي قبل أسبوع، وأحضروه لي مكبلا على كرسي متحرك. لم يكن قادرا على رفع رأسه لينظر إلى وجهي، وكان هزيلا جدا، وطيلة خمس وأربعين دقيقة هي مدة الزيارة، لم يتلفظ إلا ببعض العبارات القصيرة، وبصوت ضعيف".

وأضافت أنّ سامي قال لها: "يما نفسي أخرج من السجن ولو ساعة وحدة، وبعدها أموت، هاي أمنيتي". أما الأم المكلومة فقالت: "نفسي أضمه إلى صدري، وأن يخرج من السجن حيا، ولا يأتيني في كيس أسود".

وتفشى السرطان في جسد الأسير سامي أبو دياك، ووصل إلى العمود الفقري والكلى والكبد، ولم يعد يقوى على الوقوف على قدميه. وأوضحت الأم: "علمت من الأسرى المرافقين له أن إدارة السجن تضع له (لاصقا) على ظهره، يجعله ينام طوال اليوم حتى لا يتأوّه من الوجع، وأبلغوني أنّه يحتاج كل أسبوع إلى 4 وحدات دم، وفي حال تأخر نقل الدم، فإنّه يفقد الوعي".

وتعود أم سامي بالذاكرة إلى الأيام التي سبقت اعتقاله، قائلة: "كان رياضيا وصحته ممتازة، وكان وزنه 95 كيلو غرام، واليوم فقد أكثر من خمسين كيلو. هذا ندائي الأخير، أقول للمسؤولين ولكل من يستطيع أن يقدّم شيئا: سامي يموت، وكل دقيقة تمر عليه تعد حاسمة، تحركوا وأنقذوه".

ودفع الحال الذي وصل له أبو دياك بالمؤسسات التي تُعنى بقضايا الحركة الأسيرة إلى تنظيم سلسلة وقفات ومسيرات دعما للأسير اليوم الإثنين، وقال منسق اللجنة الوطنية لدعم الأسرى في نابلس، مظفر ذوقان، لـ"العربي الجديد"، على هامش وقفة تضامن، إن "الإهمال الطبي والتقصير المتعمد من إدارة سجون الاحتلال بحق الأسير أبو دياك أوصلاه إلى حافة الموت، وهذا المصير المؤلم سبقه إليه مئات الأسرى الفلسطينيين، وآخرهم ابن مدينة نابلس الأسير الشهيد بسام السايح".



وأكد ذوقان أن "الفعاليات والمسيرات الداعمة لأبو دياك هي رسالة تضامن مع أكثر من 700 أسير مريض في سجون الاحتلال، ولاسيما أولئك القابعين في سجن الرملة، والذي يدّعي الاحتلال أنه مستشفى، لكنه في الحقيقة لا يختلف عن السجون الأخرى. قد يصلنا خبر استشهاد أبو دياك في أية لحظة، وعلى السلطة الفلسطينية أن تتحرك على الصعيد الدولي للإفراج عنه ليحصل على العلاج اللازم".

بدوره، قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، زاهر الششتري، لـ"العربي الجديد"، على هامش وقفة نابلس، إنّ "مؤسسات المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان مطالبة بالتدخل الفوري لإنقاذ حياة أبو دياك وكل الأسرى الذين يعانون من سياسة الإهمال الطبي. الحراك الرسمي والشعبي تجاه هذه الجريمة الإسرائيلية ليس في مستواه المطلوب، فماذا ستفعل الكلمات والخطابات؟ نحن هنا نحاول أن نحرك الشارع الفلسطيني، ونضغط على القيادة التي عليها واجب التحرك الجاد والفعال تجاه ملف الأسرى المرضى".

وفي محافظة طوباس شمال شرق الضفة الغربية، نظمت وقفة تضامن مع أبو دياك شارك فيها المحافظ يونس العاصي، والذي أكد في كلمة له، على ضرورة وقوف كافة الفلسطينيين إلى جانب أسراهم، وخصوصا المرضى منهم، والذين ضحوا من أجل قضيتهم العادلة، وأضاف العاصي: "الوقفة لإيصال رسالة للمحتل بأن الأسرى لن ينحنوا رغم كل المؤامرات التي تحاك ضدهم".


أما في بيت لحم جنوب الضفة الغربية، فشارك العشرات، من بينهم عدد من أهالي الأسرى، في وقفة تضامن مع أبو دياك أمام مقرّ الصليب الأحمر الدولي، ورفعوا صورًا للأسرى ولافتات تطالب بإنقاذ حياة الأسرى المرضى.

وقال مدير مكتب هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيت لحم، منقذ أبو عطوان، في كلمة، إن "الوقفة جاءت كرسالة للمجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية في العالم تؤكد أن أوضاع أسرانا يرثى لها في ظل سياسة إهمال طبي متعمد، ومنهم سامي أبو دياك الذي يصارع الموت، وترفض سلطات الاحتلال إطلاق سراحه وتحقيق أمنيته الأخيرة بأن يلقى وجه ربه بين أفراد أسرته".

وأشار الناطق باسم نادي الأسير الفلسطيني، عبد الله الزغاري، إلى صعوبة الأوضاع التي يمر بها الأسرى، خصوصًا الأسير أبو دياك. ولفت إلى أن خبر استشهاد أبو دياك محتمل في أية لحظة، مناشدا المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته والضغط على حكومة الاحتلال للكف عن سياستها التعسفية بحق الأسرى، وضرورة توفير ظروف حياتية مناسبة وفقا لما كفلته القوانين الدولية.

وفي مدينة الخليل، نظمت وقفة دعم للأسير أبو دياك، طالب المشاركين فيها بالضغط على الاحتلال لإنقاذ حياته.

يذكر أن الأسير أبو دياك (37 سنة) من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، وهو مصاب بالسرطان وبالفشل الكلوي والرئوي منذ أكثر من ثلاثة أعوام، واعتقل عام 2002 بتهمة مقاومة الاحتلال، ومحكوم بالسّجن المؤبد لثلاث مرات و30 عاماً، وهو واحد من بين 14 أسيراً مريضاً يقبعون بشكل دائم في معتقل "عيادة الرملة".