لبنان: الناجحون بامتحانات مجلس الخدمة المدنية ينتظرون التعيين

لبنان: الناجحون في امتحانات مجلس الخدمة المدنية يتهمون باسيل بعرقلة تعيينهم

27 يناير 2019
الاعتصام في ساحة رياض الصلح (حسين بيضون)
+ الخط -
نفذت لجنة متابعة شؤون الناجحين بمجلس الخدمة المدنية في لبنان، ظهر اليوم الأحد، اعتصاماً في ساحة رياض الصلح في بيروت. وناشدت رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيسي مجلسي الوزراء والنواب سعد الحريري ونبيه بري توقيع مراسيم تعيين الناجحين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية، بالوظيفة العمومية بعد أشهر طويلة من انتظار التعيين.

وبعد أن سلك مئات الشبان والشابات الطرق القانونية للتوظيف عبر النجاح في امتحانات أجراها مجلس الخدمة المدنية، الجهة المكلفة قانوناً بالامتحانات لتعيين موظفين في المؤسسات العامة وملء المراكز الشاغرة، يواجه هؤلاء مماطلة المعنيين في إصدار مراسيم تعيينهم، متذرعين بغياب التوازن الطائفي.

وأجمع الحاضرون في الاعتصام على اتهام وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، بأنه المعرقل لإقرار هذه المراسيم، علماً أنهم نجحوا في مباريات للتعيين في وظائف في المديرية العامة للطيران المدني، وحرّاس الأحراج، ومحللين اقتصاديين، ومعلوماتية، وأمين صندوق لمصلحة وزارة المالية، ومحاسبين لمصلحة ​مؤسسة مياه لبنان الشمالي​، والمؤسسة الوطنية للاستخدام، وأساتذة ثانويين. لكن على الرغم من نجاحهم والحاجة إلى توظيفهم، ما زال هؤلاء ينتظرون استدعاءهم إلى مواقعهم الوظيفية، في الوقت الذي تم فيه استدعاء غيرهم من دون إجراء أية امتحانات.

ونزل النائب جميل السيد إلى ساحة الاعتصام وأعلن تأييده لمطالب المعتصمين، وحاور عدداً منهم وردّ على تساؤلاتهم، كما دعوه لإيصال مطالبهم، كما سأله بعضهم عن موقف بقية زملائه من نواب بعلبك-الهرمل. وأخبر السيد المشاركين بأن المشكلة في لبنان تكمن بأن الحق يسير كالسلحفاة بينما يسير الباطل بسرعة. وحين وجه المعتصمون اللوم على باسيل، معتبرين أن تعيينهم يمر بقرار منه وبأنه الممسك بزمام كل الأمور، أجابهم السيد بأن المرسوم لا يمر على الوزير باسيل، بل يمر فقط عبر وزير المالية ورئيس الجمهورية الذي حمله السيد وحده مسؤولية توقيع مراسيم التعيين، معتبراً أن رأي بقية الوزراء استشاري.

ورداً على سؤال لـ"العربي الجديد" عن دور الكتلة النيابية الوازنة التي ينتمي إليها، والتي تعبر عن تأييدها لمطلب المعتصمين، أجاب السيد: "الكتلة وأياً يكن حجمها محكومة بالتوازنات، والمسألة المطروحة تشمل كل اللبنانيين وهذه الكتلة عليها أن تتناقش مع غيرها"، مكرراً الحديث عن مسؤولية رئيس الجمهورية في التوقيع على المراسيم.

المعتصمون يتهمون الوزير جبران باسيل بعرقلة توقيع مراسيم التعيين(حسين بيضون) 

واعتبر محمد المصري، أحد الناجحين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية لتعيين أساتذة ثانويين، لـ"العربي الجديد" أن المسؤولية المشتركة في ما يتعلق بتوقيع المراسيم تختلف بحسب نوع الوظيفة، مؤكداً دور باسيل الأبرز.

وأشار إلى أن وزير الاتصالات رفض الإمضاء على طلبات تعيين نحو 30 ناجحاً لمواقع في وزارة الاتصالات، بحجة أن إمضاءه قبل إنجاز تسوية لن يؤدي إلى تعيين هؤلاء، إذ تتوقف المراسيم عند رئيس الجمهورية.


وتابع: "تعيين الفائزين في مباريات مصلحة المياه متوقف على قرار وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل. وفي حين نجح حوالي 54 محاسباً، عين باسيل محاسبَين بالتعاقد في وزارته". يقدّر المصري عدد الناجحين الذين ينتظرون صدور مراسيم تعيينهم بما يتراوح بين 850 و900 ناجح، ما يعتبره الناجحون رقماً قليلاً مقارنة بخمسة آلاف موظف جرى التعاقد معهم من دون مباريات، قبل الانتخابات النيابية الأخيرة.

وأوضح مجموعة من الشبان والشابات لـ"العربي الجديد" أن مراسيم تعيينهم تنتظر تسوية ما، وبأن الوزير باسيل في انتظار منحه مكاسب معينة ليقبل التوقيع في المقابل. ولفت هؤلاء إلى أن عدداً منهم سبق أن تخلى عن وظيفته بعد صدور نتائج الامتحانات بانتظار أن يستدعى إلى وظيفته الجديدة، لكن ذلك لم يحصل حتى الآن.

يعتبرون أن ملفهم لا يخضع للتوازن الطائفي في التوظيف(حسين بيضون) 

وفي حديث لـ"العربي الجديد" قال يوسف محفوظ، أحد الناجحين في امتحانات حراس الأحراج، أنه يشعر بالظلم، متسائلاً: "كيف سيشجع هؤلاء المسيحيين على التقديم إلى الوظائف العامة في الوقت الذي لا يدعمون فيه المسيحي الذي ينجح ولا يوقعون على مراسيم تعيينه؟". وأشار إلى أنه جال على مرجعيات مسيحية عدة وطرح عليها المسألة، وتحدث عن عدة اقتراحات جرى طرحها لحل هذا الموضوع عبر تسوية.

وتابع: "اقترح وزير الزراعة حسين الحاج حسن إجراء امتحانات في الأقضية التي تضم أكبر عدد من المسيحيين، كي يحقق التوازن الطائفي، لكن اقتراحه رفض في مجلس الوزراء. كما اقترح إجراء تعاقد بالأوسمة، أي مع أصحاب الاختصاصات وبأجر مرتفع، ورفض هذا الاقتراح أيضاً. وحاولوا تأجيل توقيع مراسيم تعييننا إلى ما بعد مهلة السنتين كي يسقط حقنا في التوظيف، لكن صدور قرار يحفظ حقنا بالتوظيف بعد انقضاء مهلة السنتين أسقط مخططهم".

ولفت محفوظ إلى ما هو أخطر، إذ أوضح أن رئيس جمعية "لابورا" الأب طوني خضرا، اعتبر أن المشكلة تكمن في المناهج التي يعتمدها مجلس الخدمة المدنية وأن سبب التفاوت بين عدد المسلمين والمسيحيين الناجحين في الامتحانات يعود إلى أن ما يتعلمه الشباب المسلم في مدارسه مختلف عما يتعلمه الشباب المسيحي. وقال محفوظ: "طالب الأب خضرا بتغيير مناهج مجلس الخدمة المدنية. على الرغم من أن هذا التفاوت طبيعي في ظل تقدم نحو 1500 مسلم إلى وظيفة حراس أحراج فاز منهم 89، في مقابل تقدم 117 مسيحياً إلى هذه الوظيفة وفاز منهم 17".

وتمنى بيان اللجنة المتابعة على المسؤولين في لبنان إعطاء الناجحين حقهم المكتسب. ولفت البيان إلى أن الدستور لا ينص على أية مناصفة في الفئات الثالثة وما دونها. كما توجه البيان إلى رئيس الجمهورية بالقول: "نطالبكم شخصياُ بأن تعطينا سبب ركود الملفات أكثر من سنة".
فيما طالب رئيس مجلس النواب بالمساعدة من خلال قدرته على إيجاد الحلول. بينما طالب رئيس مجلس الوزراء بأخذ موقف واضح من المراسيم في سبيل إقرارها وبحماية مجلس الخدمة المدنية "الملجأ الوحيد لمن ليس له إلا كفاءته التي لا ينصفها سوى تلك المباريات النزيهة".

المساهمون