مناشدات من المهجرين في مخيم الشبيبة شمال سورية

مناشدات من المهجرين في مخيم الشبيبة شمال سورية

18 يناير 2019
مناشدات من أهالي مخيم الشبيبة في الشمال السوري (فيسبوك)
+ الخط -

لليوم السابع على التوالي، يفتقد المهجرون في مخيم الشبيبة المواد الإغاثية والغذائية، والمخيم الواقع في منطقة درع الفرات، والقريب من مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، واحد من مخيمات إيواء المهجرين في الشمال السوري التي تتشابه قصص المعاناة فيها.

وأوضح الناشط الإعلامي عمار الميداني لـ"العربي الجديد" أن "عدد العوائل في المخيم يراوح بين 180 و190 عائلة، وبينها 70 عائلة من العراقيين التركمان، بينما الباقون من النازحين الفلسطينيين من جنوب دمشق، وعوائل سورية أغلبها من ريف حلب، وعدد الأطفال دون العشرة سنوات 234 طفلاً، وعدد من تراوح أعمارهم بين 11 و16 سنة 97 طفلاً".

وأضاف "تواصل إدارة المخيم منذ خمسة أيام تقديم وجبة طعام واحدة يومياً للمهجرين بالمخيم، في ظل منع دخول المواد الغذائية إليه، والوجبة تقدم بين الساعة الواحدة والثانية ظهراً، ومن لا يحضر في هذا الوقت لا يحصل على بديل، وبينهم أطفال المدارس والعمال خارج المخيم، وقبل يومين امتنع المهجرون عن تناول هذه الوجبات، لتقوم الإدارة بالتخلص منها، فأقدم المهجرون على خطوة وصفوها بالحراك الشعبي للتكافل، إذ يعملون على جمع تبرعات مالية لشراء الخبز لغير القادرين، كالأرامل وكبار السن ومبتوري الأطراف".

وعن أسباب رفض المهجرين تناول الطعام المقدم من إدارة المخيم، قال الميداني: "المطعم يقدم الطعام مرة واحدة في اليوم، ولدى المهجرين أطفال في المدارس بدوامين صباحي ومسائي، وهناك أناس يعودون من أعمالهم بعد السابعة مساء، وهؤلاء لا يحصلون على الوجبة. النظام لا يتناسب مع المخيم، بل يصلح لسجن أو قطعة عسكرية".

وأضاف: "الإدارة فاوضت المهجرين المتنازلين عن العديد من احتياجاتهم، والذين طالبوا بالحصول على الطعام بطريقة أفضل، فرفضت إدارة المخيم، وهذه عقوبة للمهجرين رداً على مشاركتهم في تغطية إحدى القنوات التلفزيونية لانتشار الجرذان في المخيم".

وقال المهجر علاء العمر لـ"العربي الجديد": "معاناتنا لا تنتهي في المخيم، فالأمطار والبرد والجوع والجرذان كلها اجتمعت علينا، ولا يوجد جهة نشتكي لها، أو مكان نغادر إليه. نحن مهجرون خرجنا بملابسنا بعد حصار جنوب دمشق لأعوام، وفي الوقت الحالي لدي شعور بأن الحصار ذاته يطبق علينا، لكن بمسمى مختلف".

إلى ذلك، أشار عمار الميداني إلى أنه "لم تقدم أية جهة منذ سبعة أشهر من وصول المهجرين من جنوب دمشق أية مساعدات إغاثية، ومؤخراً حضرت هيئة فلسطينية تحمل اسم (حملة الأمل) لتقديم المساعدات، وتم التفاوض مع مدير المخيم الذي بدوره أبلغهم أنه بحاجة إلى مناقشة الأمر مع منظمة (مرام) المسؤولة عن المخيم، وجاء الرد أنه ممنوع توزيع أي مواد إغاثية داخل المخيم من دون سبب واضح".

وعن وسائل التدفئة في المخيم، قال "هناك 14 خيمة معرضة للرياح، وتستخدم فيها تسعة "شوديرات" للتدفئة، وحاولنا بحث موضوع التدفئة مع إدارة المخيم، لكن دائما يكون الحديث عن "شوديرات" معطلة، أو مولدات كهرباء معطلة، وهي في الأصل تعمل لساعتين في المساء وساعة واحدة صباحا في حال تم تشغيلها، وكان بعض المهجرين يستخدمون مدافئ تعمل بالكاز، فتمت مصادرتها من قبل إدارة المخيم".

وفي السياق، وصف المهجر أنور أبو مسعود ما يحدث في المخيم بأنه أمر معيب، وقال لـ"العربي الجديد": "الناس هنا تعاني. هناك نساء وأطفال وأرامل، والكل بحاجة إلى طعام، وإدارة المخيم والمنظمة المسؤولة عنه لا تدركان المأساة التي نعيشها. نناشد الحكومة التركية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإيجاد حل لما نحن فيه".