هجمات عنصرية في إيطاليا...وآخر ضحاياها رياضية من أصول نيجيرية

هجمات عنصرية في إيطاليا... وآخر ضحاياها لاعبة رياضية من أصول نيجيرية

04 اغسطس 2018
اللاعبة الإيطالية النيجيرية ديزي أوساكوي (فيسبوك)
+ الخط -

في وقت تزداد فيه وتيرة الهجمات ذات الطابع العنصري ضد المهاجرين والأقليات في إيطاليا، ما زالت تتفاعل قضية الاعتداء "العنصري" على لاعبة رمي القرص الإيطالية ديزي أوساكوي، ذات الأصول النيجيرية، إذ أقدم ثلاثة شبان في 30 يوليو/ تموز الماضي على رشقها ببيضة أثناء مرورها في أحد شوارع المدينة أصابتها بعينها مباشرة.

وبينما نقلت التحقيقات عن الشبان الإيطاليين الثلاثة قولهم خلال الاستجواب إن ما قاموا به كان مجرد "مزحة"، تصرّ اللاعبة أوساكوي (22 عاماً) على وصف الحادث بأنه "هجوم عنصري".

وأوساكوي هي من مواليد 16 يناير/ كانون الثاني 1996، ولدت في تورينو لأبوين نيجيريين، ونالت الجنسية الإيطالية عند بلوغها عامها الثامن عشر.

ويتضح مما أوردته الصحف عن الشرطة الإيطالية أن الاعتداء بالبيض تكرر أكثر من مرة خلال يوليو/ تموز الماضي في مدينة تورينو تحديداً. ففي ليل 14 يوليو/ تموز أبلغ أحد المتقاعدين الشرطة أن أحدهم رمى بيضة على منزله. وقبل منتصف ليل 25 منه، وقعت الحادثة الثانية المشابهة، حين رمى أشخاص من سيارة بيضاً باتجاه ثلاث نساء أثناء مغادرتهن مطعمًا في أحد أنحاء مدينة تورينو، وأصبن في منطقة الذراع.

لكن قضية اللاعبة أوساكوي أخذت أبعاداً سياسية واهتماماً إعلامياً، فالمستهدفة هذه المرة شخصية إيطالية عامة وتصدرت صورتها بعينها المضمدة الصفحات الأولى في وسائل الإعلام. إنها تمثل بلدها وليس شخصها فقط، إذ حققت رابع أفضل أداء لإيطاليا العام الجاري في لعبة رمي القرص، ودعيت على أساسه لتمثيل إيطاليا في بطولة أوروبا باللعبة في برلين ولكن الأطباء سيقررون إن كانت تستطيع تلبية الدعوة بعد الحادث.






وتخطت القضية حدود إيطاليا، إذ أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى موقف الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلّا، المتحفظ تجاه سياسة الحكومة الشعبوية وتشكيلها بالأساس، الذي ألقى خطباً حذر فيها المهاجرين من خطر الانخراط في "عبودية حديثة". كذلك لفتت إلى عناوين بعض الصحف الإيطالية التي تدق ناقوس الخطر حيال مناخ الكراهية ضد الأجانب في البلاد، وذلك في سياق تقريرها عن الحادث المذكور اليوم السبت.

أما اليسار الإيطالي فاعتبر أوساكوي بطلته، بحسب وصف الصحيفة، التي وجهت للمعتدين اتهامات بالعنصرية عبر شاشات التلفزة. وقال موريزيو مارتينا، زعيم الحزب الديمقراطي، في مقابلة: "كلماتها هي كلماتنا".
حققت رقماً جديداً في رياضة القرص لبلدها إيطاليا (فيسبوك) 

وأحداث العنف التي شهدتها مدن إيطالية عدة وذات طابع عنصري لم تقتصر على رشق البيض فقط، بل أطلق شخص في مدينة كالابريا في جنوب غربي البلاد النار على مهاجر وقتله، وحوادث قتل مهاجرين وقعت أيضاً في مدن كاسيرتا، ونابولي، وفورلي، ولاتينا. كذلك أصيبت فتاة من روما تبلغ من العمر 13 شهراً برصاصة وهي على شرفة منزلها، إذ أطلق رجل في فيكينزا النار على مهاجر، بدعوى أنه كان يحاول قتل حمامة. وقتل رجال في أبريليا مغربيًا اشتبهوا بمحاولته سرقة سيارة. وأول من أمس الخميس أطلق رجلان على دراجة نارية في نابولي النار على بائع سنغالي في ساقه، وهذه الأحداث استعرضتها "نيويورك تايمز"، نقلاً عن تقارير للشرطة الإيطالية.

بدورها، قالت أوساكوي للصحيفة الأميركية إنها كانت عائدة إلى منزلها في ليل 30 يوليو/ تموز، بعدما أنهت معسكرها التدريبي وزارت عرابتها للاطمئنان على طفلها القابع في المستشفى، وحين وصلت إلى جسر صغير، رأت سيارة متوقفة، وبعد لحظات قليلة تم رميها بالبيض وشعرت بشيء يحرقها في عينها اليسرى.

وتتابع: "ظن المعتدون أنني هدف سهل، سواء مهاجرة كنت أم فتاة ليل، لكن لسوء حظهم كنت أنا ديزي". واللاعبة تفتخر بأصولها، جاء والداها إلى إيطاليا في أوائل تسعينيات القرن الماضي، ووالدها يحمل الحزام الأسود في الجودو وكان من المدافعين عن طالبي اللجوء النيجيريين، وغرس في ابنته مبدأ التنافس، ولكن "مجد البلد أولاً ومن ثم مجدك أنت"، بحسب قولها للصحيفة.

رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، اتصل بأوساكوي الذي كان يزور الولايات المتحدة، وقال الرئيس دونالد ترامب خلال لقائه: "رئيس الوزراء معنا اليوم بسبب الهجرة غير الشرعية. لقد سئمت إيطاليا من ذلك".

المساهمون