آثار العراق تباع على أرصفة "الباب الشرقي"

آثار العراق تباع على أرصفة "الباب الشرقي"

20 يوليو 2018
يخفي التجار الآثار تحت الملابس والمواد التي يبيعونها (Getty)
+ الخط -



لاقت تجارة الآثار في العراق، رواجاً غير مسبوق بعد الاحتلال الأميركي عام 2003، وتعرضت غالبية المواقع الأثرية لعمليات السلب والنهب التي عمّت جميع محافظات البلاد.

وعلى الرغم من تأكيد السلطات العراقية، في أكثر من مناسبة، منع المتاجرة بالآثار، وتلويحها باعتقال المخالفين، إلا أن القطع الأثرية النفيسة تجوب المحافظات العراقية بين يدي تجارها.

ويقول علي رافع، الذي يمتهن بيع الأجهزة الكهربائية المستعملة، في سوق الباب الشرقي الشهير وسط بغداد، إنّ "عدداً من تجار الآثار يقصدون السوق لإبرام صفقاتهم، مؤكدا لـ "العربي الجديد" أن بعض المتاجرين بالآثار استأجروا أماكن على أرصفة الباب الشرقي وبدأوا يروّجون للقطع الأثرية التي بحوزتهم.

ويضيف: "يقوم تجار الآثار بإخفاء القطع الأثرية التي يجلبونها تحت المواد المنزلية والكهربائية القديمة التي يتظاهرون ببيعها، ويظهرونها لزبائنهم فقط"، مبينا أن أسعار القطع الأثرية التي يتم تداولها في الباب الشرقي تتراوح بين 200 و2000 دولار أميركي.

ويشير إلى أن هذه الظاهرة بدأت تزداد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، موضحا أن غالبية القطع تأتي من المواقع الأثرية الواقعة جنوب العراق.

من جهته، يؤكد ضابط في مركز شركة السعدون وسط بغداد، أنّ منطقة الباب الشرقي لا تعد مكانا لتداول الآثار المسروقة فقط، بل إنها تحولت إلى نقطة سوداء لتداول جميع أنواع الممنوعات والمسروقات.

ويوضح لـ "العربي الجديد"، أن غالبية العصابات التي تتاجر بالآثار والممنوعات تتخذ من منطقة البتاوين وسط بغداد مقرا لها، كما أن المداهمات المتكررة للمنطقة كشفت عن وجود عصابات للخطف والتهريب والمتاجرة بالممنوعات.

وأعلنت وزارة الداخلية العراقية، أمس الخميس، اعتقال ثمانية أشخاص بحوزتهم قطع أثرية في العاصمة بغداد. وقال المتحدث باسم الوزارة، اللواء سعد معن، إن مفارز الجريمة المنظمة التابعة لوكالة الاستخبارات العراقية، تمكنت من القبض على عصابة مكونة من ثمانية متهمين، يقومون بالمتاجرة بالقطع الأثرية، بحوزتهم قطع أثرية، موضحا في بيان أن العملية تمت وسط بغداد بعد نصب كمين لهم.

وأشار إلى ضبط قطع أثرية بحوزتهم جلبوها من محافظة ذي قار (جنوب العراق)، مبينا أن هذه العملية جاءت بعد متابعة مستمرة، وتشكيل فريق مختص بذلك، ولفت إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.

ويؤكد أستاذ الآثار في جامعة ذي قار، عبد الحسين الموسوي، وجود أكثر من ألف موقع أثري مهمل في مناطق جنوب العراق، موضحا لـ "العربي الجديد" أن هذه المواقع كانت عرضة للسرقة طيلة السنوات الماضية.



ويشير إلى سرقة آثار مهمة من مواقع محافظة ذي قار، مؤكدا وقوف مافيات متنفذة وراء عصابات سرقة وتهريب الآثار.